التخطي إلى المحتوى الرئيسي

ملكة الجمــال


أغراني خبر صحفي عن إقامة مسابقة خليجية لاختيار ملكة جمال يشترط في المرشحة فيه أن يكون مظهرها جميلا وذات طول فارع وجمال أخاذ وذات قد نحيل رشيق وأن تتناسق خطواتها التي تمشيها مع مظهر الشموخ والعزة التي تتحلى بهما فواصلت القراءة ،،

الكثير من ملكات الجمال الخليجيات اشتركن في هذه المسابقة لان الشروط والمعايير التي وضعتها اللجنة المشرفة والمكلفة باختيار ملكة الجمال هي شروط ليست بالصعبة فالكثير منهن تمتلك هذه الشروط بل وتزيد عنها في الحسن والادب والطلعة البهية والقوام المتناسق، كما وأن المبلغ المرصود لمن تفوز بلقب ملكة الجمال هو مبلغ مغر وكبير يصل الى ثمانية ملايين دولار أمريكي ولتقريب الرقم فهو يصل الى ثلاثة ملايين ريال عماني كما تم رصد جوائز أخرى مثل سيارات الدفع الرباعي التي بلغ عددها مائة واربعين سيارة لملكات الجمال الخليجيات.

هذه الجوائز النقدية والشروط السهلة أغرت أكثر من 24 ألف متاسبقة على لقب ملكة الجمال الخليجية بالاشتراك في هذه المسابقة حيث تجمعن في مدينة أبوظبي في مسابقة تعد الاكبر لاختيار ملكة جمال الجمال في العالم.

بعد أن أغراني الخبر الصحفي الذي قرأته قررت متابعة هذه المسابقة التي تنقل فضائيا فأنا شغوف جدا بمتابعة مسابقات الجمال سواء الاقليمية أو العالمية فأبحرت في عالم السماوات المفتوحة لأجد ضالتي التي أبحث عنها، المئات من النوق العربية الاصيلة متجمهرة ومتجمعة في ساحات كبيرة بدت لي للوهلة الاولى انها تقوم بتظاهرة ضد الضربات الجوية التي تقوم بها القوات الاسرائيلية ضد الشعب الاعزل شعب غزة، لكنني انتبهت الى نفسي قليلا لكي أفهم ان الجمال الخليجية المتسابقة لا يعنيها كثيرا ما يحصل في غزة فهذا شأن داخلي بين الفلسطينين أنفسهم يجب عليهم أولا أن يتفقوا ومن ثم قد يفكر الاخرون في الخروج في مسيرة.

بصراحة لم أفهم الكثير مما قرأته عن شروط المسابقة ولم أجد أي شرط من الشروط التي اشترطها اللجنة المشرفة على المسابقة منطبقا على أيا من الجميلات المشاركات لانني بصراحة أخرى لم أعتد على مثل هذا النوع من المسابقات تركت بعدها تلكم القناة التي أفردت كامل بثها فقط لهذه المناسبة.

فيما بعد أكتشفت أن العرب شغوفين بمسابقات الجمال، فمصر مثلا تقيم مسابقة لاختيار ملكة جمال البقر والمملكة العربية السعودية تقيم مسابقة لاختيار ملكة جمال الغنم والمغرب تقيم مسابقة لاختيار ملكة جمال الحمير، فنحن لسنا بأقل من العالم الغربي الذي يقيم مسابقات لاختيار ملكات جمال الكلاب أو ملكة جمال الكون.

 الملايين التي تنفق على شراء الجمال أو الابقار أو الغنم أو الحمير الفائزة في مسابقات الجمال العربي لو تم تحويل الربع منها لصالح أخوان لنا يتعرضون لقصف ودمار وتعذيب وتنكيل من قبل عدو غاشم لكان ذلك أفضل بدلا من استثمارها في حيوانات تحيا أفضل من حياة الانسان.

ــــــــashouily@hotmail.com

 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رسالة على ورق

      تختزن ذاكرتي بعض الصور القديمة عن مجلة أطفال كنت اشتريها كلما سنحت لي فرصة زيارة مدينة أكبر من قريتي، لم ترسخ في ذاكرتي قصص تلك المجلة ولا رسوماتها، فما رسخ وتسرب الى قاع عقلي هي صور الصغار التي كانت تزين الصفحات الداخلية لتلك المجلة، وكنت أتمنى لو أنه في يوم من الايام كانت صورتي وأنا مبتسم على إحدى تلك الصفحات وأكتب عن هوايتي بأنها " المراسلة"، فأبدأ في رسم صورة الكم الكبير الهائل من الرسائل التي تصلني عبر البريد من أصدقاء افتراضيين من كل العالم ومن كل الجنسيات ومن كل الاجناس يكتبون لي عن أنفسهم واسرتهم وأماكن اقامتهم وهواياتهم وأكتب أنا اليهم عن صور خيالية عما كنت أحلم به من حياة غير حقيقية لم تكن قريتي الصغيرة قادرة على توفيرها لي. أذكر أنني كتبت عن نفسي لاهلي في سن متأخرة بعدما خرجت من الجامعة وأكملت تعليما عاليا في دولة متقدمة في مجال البريد، كنت أرسل صوري التي أتباهي بها الى اسرتي وفي الخلف تعليق طريف على ذلك المشهد، كنت أستمتع بوضع تلك الصور في مظروف والذهاب الى مكتب البريد في الجهة المقابلة لمكان الاقامة، ولم يكن الرد ليأتي برسائل كالتي أرسلها وإنما برس

زوايا منفرجة

سأستعير مصطلح الزاوية المنفرجة والتي يعرفها علماء الحساب والرياضيات بأنها الزاوية التي يكون قياسها أكبر من تسعين درجة أي أنها زاوية ليست بالمستقيمة ولا بالمعتدلة فهي قد أعطت لنفسها الحق في التوسع والامتداد مخالفة للقاعدة الرياضية والطبيعية التي تقول أن كل شيىء يجب أن يكون مستقيما لا يحيد عن سنن وقوانين الطبيعة، وبعيدا عن هذه المقدمة الرياضية فإن مقالي هذا يتحدث عن جانب اداري بحت يتعلق برغبة بعض مؤسسات الدولة في التوسع في اختصاصاتها على حساب اختصاصات مؤسسات أخرى لها كياناتها القانونية والتشريعية والمؤسسية، وهو ما يسمى في عرف الاداريين بالتداخل في الاختصاصات بين الجهات المختلفة. لدينا عديد من الامثلة على حصول ذلك التداخل تبدأ من قلب كيانات الدولة ذاتها حيث تتداخل اختصاصات دوائرها وأقسامها المختلفة فتبدأ في التنازع والتخاصم والتشاكي والتباكي على ما كان يوما من الايام من اختصاص أساسي بنص القانون والدستور من صميم عمل قسم أو دائرة ليذهب بجرة قلم الى مكان آخر ربما عن قناعة من صاحب القلم بأن صلاحية ذلك الآخر شارفت على الانتهاء مما كان يشرف عليه وحان الوقت لطباعة تاريخ صلاحية ج

إجازة

صديق من الصين الشعبية التقيته بعد انتهاء عسل الإجازة السنوية سألني عن عدد أيام الإجازة السنوية التي يستحقها الموظف العامل في المؤسسة الحكومية في السلطنة فقلت له ببساطة شديدة هي تختلف باختلاف الدرجات والمسميات لكنها في الأغلب لا تقل عن شهر كامل، جحظت عيناه الصغيرتان أصلا من صدمة ما قلت فردد من خلفي شهر كامل؟ قلت نعم وهذا لصغار الموظفين فما بالك بكبارهم! فأردفت على جوابي سؤال له عن أيام إجازاتهم الصينية السنوية فأجاب بصوت خافت لا يكاد يسمع: هي لا تزيد عن العشرة أيام، فانتقلت الدهشة منه إليَّ فقلت بشيء من الانفعال عشرة أيام فقط! هذه لا تكفي حتى للذهاب إلى فنجاء التي هي قريبة من مسقط. زاد هذا اللقاء من شغفي للبحث في الإجازات السنوية للأمم والشعوب والقبائل فوجدت العجب في ذلك، فبعض الدول لا تقر قوانينها الحصول على أيام إجازة سنوية مدفوعة الأجر وأن رغب الموظف بذلك فسيتم خصمها من رصيده المالي كما تفعل ذلك الولايات المتحدة المتقدمة في كل شيء إلا في نسبة حصول موظفيها على إجازاتهم، حيث ينظر رب العمل والموظف ذاته في تلك البلاد القاصية إلى الإجازة على أنها ترف زائد لا داعيَ له ومن يسرف في التمتع