التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من 2020

سيكل بالون

  لونه   أسود   كان   أول  " سيكل "  اشتريته؛   ولأرجع   الفضل   الى أبي   فقد   كان   هو   من   اشتراه   لي   ودربني   على   ركوبه   حين كنت   في   الخامسة .  دروس   التوازن   والانطلاق   اخذت   أيامًا ونفسا   طويلا   من   أبي؛   كان   يراهن   على   رؤيتي   منطلقا كالريح   ممتشقا   دراجتي   السوداء  ( 16  بالون )  متمخطرا بها   بين   الحواري   والسكيك   ما   بين   دكان  " سويدان "  في أقصى   الحارة   إلى  " النطالة "  حيث   يقيم   جدي   في   ضاحيته الكبيرة . بعد   عناء  "  حصلتّ   الليسن "  كما   قال   أبي   فقد   ملكت   ناصية  "  السكان "  وكفت   رجلاي   عن   الاهتزاز عند   الدوس   على  " البيذرة "  وبحكم   الخبرة   عرفت   متى   تزيد   السرعة   ومتى   تخفّض   ومتى   تضرب بريك   ومتى   ترخيه؛   كنت   كمن   يحلق   بصاروخ   ليس   في   الارض   وانما   في   السماء . ليسوا   بتلك   الكثرة   من   كانوا   يمتلكون  "  سيكل   بالون   اسود "  من   اقراني   وبالمناسبة   والى   اللحظة   لا اعرف   معنى   بالون   ولَم   أجهد   ذا

العارف بكل شىء

  من الجيد، وربما من غير الجيد أن تصادف “العارف بكل شيء” ليتحدث إليك في كل شيء ويفتي في كل شيء ويجيب على كل شيء، تسأله عن السياسة فتجده بحر خضم لا يشق عبابه، وتسأله عن الاقتصاد فتجده محللا وكأنه درس في هارفارد، تسأله عن الحياة وشجونها فتجده فيلسوفا متصوفا يشبه ابن الفارض أو ابن عربي، يحدثك عن التاريخ وكأنه هيردوت ويكلمك عن الجغرافيا وكأنه ناشيونال غيوغرافيك. يجيد الحديث في كل شيء وفي كل وقت وفي كل زمان. يقول “العارف بكل شيء” أن العلم والمعرفة ليستا حكرا على أحد وفي زمن “جوجل” الناس سواسية كأسنان المشط، ما لا تعرفه اسأل عنه جوجل أو أحد أخواته وسيأتيك الجواب ولا تترك نفسك مطية للآخرين يملون عليك ما يعرفون، انفض عن نفسك غبار السنين والحق بركب العلم والمعرفة وابحث عن كل شيء وتعلم كل شيء واصنع بنفسك كل شيء ولا تعتمد على غيرك ليلقنك علما ومعرفة فالتجربة خير برهان. تشدك شخصية “العارف بكل شيء” فهو أنيق مهندم مثقف مطلع مجرب باحث قارئ نهم ومتابع صامت في بعض الأحيان ومتحدث إن لزم الأمر، لا تفوته شاردة ولا واردة تحصل في هذا العالم المترامي الأطراف ابتداء من فناء بيته والشارع الموازي لجاره وانتهاء

حرب التطبيقات الذكية

  الحروب البشرية في الألفية القادمة لن تكون حروبًا خشنة  للسيطرة على موارد ومقدرات الدول الفقيرة بل إن شكل هذه الحروب سوف يتغير بما يتناسب والعصر الذي تعيشه البشرية، وقد بدأت إرهاصات هذا التحول في نوعية الحروب في التشكل منذ هذا العام والعام الذي سبقه فالحرب التقنية بين الدول مستعرة وعلى أوجها سواء في ساحات القتال السيبراني أو في السيطرة على حسابات الأفراد أو الاستيلاء على بياناتهم والمتاجرة بخصوصياتهم. الحرب القادمة هي أشرس وأخطر وأقذر من الحروب السابقة التي خاضتها البشرية طوال تاريخها فهي حرب ليست فيها قيم أو معايير ولا تحكمها الأخلاق ولا القيم ولا يعرف فيها العدو من الصديق ولا تعرف فيها الجبهة والثغرة التي يتسلل منها العدو والأدهى من هذا كله أن جواسيس الحرب الإلكترونية وأسلحتها قد يكونون من داخل الدولة ذاتها فيكون التدمير الذاتي للدول من داخلها وبأيدي أبنائها وفي أحيان كثيرة من دون الشعور بالتدمير؟ أوجه هذه الحرب وأسلحتها متعددة ولعل أبرزها وأشهرها وأوضحها حتى الآن هي الحرب الاقتصادية، أو كما يمكن تسميتها حتى اللحظة بحرب التطبيقات الذكية التي يتضح من اسمها بأنها حرب قائمة على تطبيقات

وهم الحرية

هذا الطرح ليس بالجديد في تبيان وشرح العلاقة بين الحرية ونقيضها ولا أقصد هنا المعنى الضيق لمعنى الحرية بتمثلها في الصحافة أو حرية التعبير أو حرية الكتابة ونقيض ذلك مما يسمى بمقص الرقيب أو بتحقيق الرقيب حتى وان كنا قد احتفلنا قبل أسبوع بيوم الصحافة وحريتها الذي مر من دون أن يكترث له أحد، وأيضا لا أنظر إلى الصورة الأكبر منها في حرية الإنسان واسترقاقه كما كان يحصل في الماضي ولا يزال في كثير من المجتمعات المتحضرة منها والمتخلفة، كما أنني أيضا لا أعني أو أشير بذلك إلى العلاقة بين الإنسان وخالقه ومدى مراقبته لربه في حياته وسؤاله بعد مماته، لكنني هنا أثير تساؤلا أكبر قليلا عن ما تعنيه الحرية للإنسان ومتى يشعر هذا الإنسان بأنه حر؟ ومتى يشعر بأنه غير ذلك؟ وما هي حدود هذه الحرية؟ ومتى تبدأ؟ وأين تنتهي؟ لن ألجأ إلى اقتباسات الشعراء والكتاب والأدباء والصحفيين ولا حتى المستضعفين عما قالوه عن الحرية ومعناها، ليس لسبب أنني لا أؤمن بالحرية أو لا أتبناها كمبدأ وخيار للبشرية جمعاء لكنني اعتقد بأننا أسأنا فهم هذا المبدأ الأصيل الذي هو أول مبادئ الحرية الإنسانية التي نص عليها قانون حقوق الإنسان وحملناها ما

صناعة التفاهة

عبدالله بن سالم الشعيلي Twitter:@ashouily مقطع فيديو على اليوتيوب لكلب يرفض الذهاب مع صاحبه إلى البيت حصد أكثر من خمسة عشر مليون مشاهدة حتى الآن، شاهدت الفيديو بدافع الفضول وبدافع كتابة هذا المقال فلم أجد شيئا يستحق المشاهدة أو المتابعة ولم أرَ أية فائدة ترتجى من مشاهدة كلب يقعي على الأرض حين يحاول صاحبه اصطحابه للمنزل فعلمت أنني قد وقعت في فخ التفاهة وصناعتها التي باتت تسم حياتنا الحديثة مع ولوجنا إلى العالم الرقمي الجديد بأدواته المختلفة. أكملت تقليب صفحات الإنترنت فقرأت عن حملة يقودها بعض ممن حملوا لافتات تقول «توقفوا عن جعل الأغبياء مشاهير» فقلت في نفسي إن ذلك غير ممكن فمن وصفوا بالمشاهير هم ممن يتسيد المشهد الإعلامي في العالم أجمع، وكما قال نيتشة يوما: إن «التفاهة وحدها التي تجني أرباحا كثيرة هذه الايام» هذا ما قاله فريديرك نيتشة عن أيامه التي لم يكن بها وسائل للتواصل الاجتماعي ولا شهدت ثورة للاتصالات فما بالنا باليوم الذي نحن نعيشه ونشهد فيه كل يوم صنفا ونوعا جديدا من التفاهة والسخافة؟! قرأت مقالا كتبه الأديب المصري توفيق الحكيم هاجم فيه التفاهة والسخافة في عصره ووصفه بالعصر «الش

لا أريد لهذا الفيروس أن ينتهي

       ليسامحني الشاعر الكبير محمود درويش فاستعير منه عنوان آخر دواوينه الشعرية ” لا أريد لهذه القصيدة أن تنتهي” فأنا لا أريد لهذا الفيروس أن ينتهي فقد تعلمت منه كثير من الحكم والدروس والفوائد العظيمة التي لولاه لما تسنى لي أن أتعلم كل هذا الكم من العلوم والمعارف في كافة جوانب الحياة منها ما يتعلق بالنفس البشرية وضرورة التباعد بين البشر ومنها ما يتعلق منها باكتساب العلوم البشرية المختلفة في التقنية والاقتصاد والطب والتعليم وكثير غيرها. تعلمت في هذه المحنة ما لم أتعلمه في دهر كامل، تعلمت الاصغاء والصمت أكثر من الكلام الذي لا طائل منه، تعلمت من صمتي قراءة ما يثرثره كثير من الناس وما يمكن أن تقودهم اليه ثرثرتهم، تعلمت أن الصمت فضيلة لا يتقنها كثير من الناس وأن الحديث قد يكون رذيلة يتسابق إليه كثير من الناس، تعلمت أن العزلة والانطواء والتباعد والخلوة هي من أفضل حالات الإنسان كي يعرف ذاته ليسألها عما بها وما تشتكي وما تعانيه من آلام ذاتيه وأوجاع خارجية، تعلمت أن النظر الطويل الى الأشياء يمنحك التفكر فيما خلق الله من مخلوقات لم نكن لنجد الوقت لمعرفتها والتعرف عليها لو لا هذا الفي

واذا الصحف نشرت

شدني خبرًا قرأته في أحد المواقع الإلكترونية عن مراهق أمريكي قام بتصميم موقع إلكتروني لتتبع الحالات المستجدة عن فيروس كرونا التاجي عالميًا وحظي بمشاهدات يومية عالية وصلت إلى ثلاثة ملايين مشاهد يوميًا. استمعت إلى هذا المراهق ذي السبعة عشر ربيعًا وهو يحكي تجربته التي بدأها في نهايات العام الماضي عند بداية انتشار الفيروس في الصين وكيف أنه فكر في استغلال معرفته البسيطة بتصميم أول موقع إلكتروني لتتبع حالات كورونا وحلمه بأن يكون موقعه هذا تأسيسًا لمنظومة أكبر لاستشعار الأوبئة والأخطار حول العالم. لا أدري ساعتها لماذا قفز إلى ذهني تساؤل أزلي قديم عن فكرة بقاء واستمرارية وسائل الإعلام سواء بصورتها الحالية أم بصورها المتطورة المتجددة وكم من الوقت قد يستغرقه هذا التحول الجديد، وأرجعتني هذه التساؤلات إلى السؤال الأهم عن البدايات الأولى لاستخدام تلك الوسائل لاكتشف أنها لم تكن في الأساس مخصصة كمنابر للإعلام والنشر لكن تم تطويعها لهذه الأغراض فمثلًا لم يكن في فكر غوتنبرغ عندما قرر أن يخترع مطبعته منتصف القرن الرابع عشر الميلادي أن تكون لطباعة جريدة لكنه اخترعها لطباعة الكتب (الإنجيل) في

أيام من العزلة

عبدالله بن سالم الشعيلي. وكأنه حلم نعيشه أو رواية من خيال نقرؤها أو كلام غير ذي عقل يصدق فينا. كل تنبؤات العرافين لم تستطع الوصول الى هذا الحال وكل روايات الخيال المكتوب لم تقدر أن تشطح بخيالها للحالة التي نعيشها، وكل ما عاشته البشرية من حروب ودمار ومآس وأسقام وأوجاع وأوبئة هو في كفة وما نحياه اليوم من تجربة وباء غزا الدنيا وشغل الناس هو في كفة أخرى. لم يتبق لنا شيء في هذه الحياة يمكن أن نخشاه أو نرهبه أكثر مما مر بنا من أوجاع ومآس وما قد يأتي مستقبلا لن يكون ذا بال أو شأن أكثر مما مر بنا. فيروس صغير لا يرى بالعين المجردة وصف بالذكي تمييزا له عن اخوته من الفيروسات التي سبقته ومجاراة للحالة الكونية التي نعيشها بتضخيم الأشياء وعملقتها ووصف كل ما هو جديد ومتطور بالذكي – حتى أمراضنا نعتناها بالذكية – استطاع هذا الفيروس بذكائه الحاد الفطن أن يجبر كل سكان الأرض قاطبة على البقاء في منازلهم وترهيبهم وتخويفهم فتمكن من اغلاق الدول وتقوقعها على نفسها واغلاق حدودها مع جيرانها، وتمكن من اغلاق السماوات المفتوحة والاراضين السالكة، تمكن من اغلاق أبواب الأقارب والجيران عن بعضهم بل حتى أبواب الله