التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من 2013

معالي وزير التفكير

     هل معنى ما عنونته هذا المقال أن تكون هنالك وزارة للتفكير ويكون لها وزير ووكيل ومدراء وموظفون ويكون لها اختصاصات عمل ومهام تناط بها للعمل على زيادة التفكير لدى فئات الشعب والمجتمع ويصبح سكان تلك الدولة كلها صغارا وكبارا مفكرين ويعملون عقولهم وافئدتهم في التفكير والتدبر وابتكار الحلول المناسبة للمشاكل التي تعترضهم وتعترض سبل الرقي والحضارة لبلادهم؟ نعم فما عنيته هو عين الصواب فهناك وزارة للتفكير وهنالك وزير للتفكير هو الفنزويلي لويس ألبرتو ماتشادو الذي عين وزيرا لوزارة التفكير الفنزويلية عندما انشئت في العام 1979 بعدما استشعرت هذه الدولة الواقعة في أمريكا الجنوبية من أن الحاجة اصبحت ملحة للارتقاء بأساليب التفكير عند الشعب خصوصا لدى الطلبة في المدارس وأن الاون قد آن لتغيير اسلوب التفكير من الاسلوب التقليدي الى الاساليب الحديثة في التعليم والتدريب والتوظيف. بدأ ماتشادو ورفقاه العمل على تغيير اسلوب التفكير لدى فئات الشعب في بلاده واستطاع خلال فترة وجيزة من احراز بعض التقدم حيث اشارت دراسة اجريت في الولايات المتحدة في العام 1999 عن مخرجات الثانوية العامة في فنزويلا وخرجت ال

عمان التي سكنت

كثير من الساسة يحلو لهم تسميتها بالدولة "الصامتة"  أو الدولة القصية التي تسكن جانب البحر،   وفي عرف آخر غير عرف السياسيين هي الدولة التي تنفرد بمذهب مختلف عن مذاهب المسلمين كلهم هو المذهب  الاباضي  الذي لا يعرف عنه المسلمون ذاتهم الكثير ويؤمنون بأنه مذهب خارج عن المذاهب  الاربعة،  لذا فأهل تلك البلاد هم "   خوارج"  ليس فقط في مذهب الديني  وانما  حتى في مذهبهم السياسي الخارج عن عرف السياسة العربية والدولية. عمان،  أو سلطنة عمان كما تسمى في السجلات الرسمية وربما حتى في تسميتها هي خارجة عن المألوف حيث أنه لا يتسمى بهذا   الاسم  في عصرنا الحالي (سلطنة وسلطان )  سوى دولة واحدة او دولتين في كل اقطار  العالم،  فحتى في اسمها هي خارجة عن العرف الدولي. بدأ اسم هذه السلطنة التي تقع في اقصى الجنوب الشرقي من شبه الجزيرة العربية وتحدها ثلاثة بحار كبرى من جهاته ا  الثلاث هي بحر عمان وبحر العرب والخليج العربي الذي يربطها بعلاقة وطيدة مع باقي دول  وامارات  الخليج  الخمس،  بدأ اسمها يتردد كثيرا  في  اف واه الساسة والمشتغلين بها   هذه الايام  ف هذه الدولة الصامتة  التي فاجأ صمتها العا

التابعون وتابعو التابعين

هم  مجموعة من البشر لا يستطيعون تكوين  رأي أو اتجاه لهم فهم يقومون بالتصرف بسلوك الجماعة المسيرة لهم دون تفكير أو تخطيط من قبلهم قبل  الإقدام على أي سلوك. هذا ما استخلصت ه  من مجموعة من التعريفات التي اختلفت في النص واتفقت في المعنى في تعريف التابعين وتابعي التابعين اللذين لا يملكون بأنفسهم رأي خاص بهم أو يحتكمون  الى  العقل قبل اتخاذ قرار أو يخططون لما يريدون الوصول اليه ، وإنما هم يتبعون الجماعة في ما تقوم  به   عملا بمبدأ " يد الله مع الجماعة". هنالك من أطلق على سلوك هذه الفئة من الناس "بسلوك القطيع" أو " سياسة القطيع" ولعل هذا المصطلح اشتق أصلا من سلوك القطيع عند الحيوانات حيث أن سلوك الحيوان الفطري تكون بانضوائه تحت لواء جماعة تقلل عنه نسبة وقوعه في خطر الحيوانات المفترسة  الأخرى  وهو بذلك يحمي نفسه من الخطر بانضوائه للجماعة التي تظهرهم بمظهر الوحدة والتجمع  والألفة  وتوحي ل لآخرين بأنهم جماعة كبيرة غير قابلة للاختراق. حال البشر مثل حال الحيوان  هم أيضا  ينضوو ن  تحت لواء جماعة  كبيرة هي القطيع لذا أستعار علماء الاجتماع هذا المصطلح  لإطلاقه  على تلك ا

حب الحياة والموت

           كان يحدثني عن مشروعه الطموح الذي يعتزم القيام به والخطوات التي قام بها من أجل الظفر بذلك المشروع. استرساله في الحديث عن مشروعه جعلني أدقق في كلماته التي اختارها للتعبير عن المستقبل الزاهر الذي ينتظره هو ومشروعه وكيف سيعود هذا المشروع عليه وعلى هذا الوطن بالخير مستقبلا. حديثه عن المستقبل جعل عيناي تتسعان وابتسامة ترتسم على وجهي من فرط العجب بأسلوبه الشيق في السرد ونظرته للحياة وهو قد جاوز السبعين من العمر ويقف على مشارف الثمانين ومشيته ربما تكون السلحفاة أسرع منه في الوصول الى وجهتها، فقلت في نفسي "كيف لهذا العجوز أن يفكر في المستقبل وهو كما نقول نحن رجله الأولى في الدنيا والأخرى في القبر!!" ذكرني عمره بعمر الحائزة على جائزة نوبل للآداب هذا العام وهي الكندية أليس مونرو التي تبلغ من العمر اثنين وثمانين عاما، وإصرارها على مواصلة الكتابة حتى آخر رمق في حياتها لأنها تعتبر أن ما تقوم به من كتابة هو رسالة منها للعالم أجمع وأن العمر لا يعني لها شيئا طالما أنها استطاعت مواصلة مشروعها المستقبلي الذي تكلل بفوزها بأعلى جائزة أدبية في العالم. عقب لقائه بيوم ذه

مدرسة .. صفا

بحكم سكني بالقرب من مدرسة ابتدائية فإنني أستمع  الى  طابور الصباح كل يوم كاملا حتى إنني حفظت الموسيقى التي تعزف والأناشيد التي تردد  والاذاعة المدرسية، وفي نهاية الطابور أستمع  الى   استاذ  الرياضية آمرا الطلاب بالانصراف.. مدرسة  صفا . . مدرسة  اااانتباه . خلال  الاسبوع  الماضي وبدايات هذا  الاسبوع ، خفت هذا الطابور قليلا، فلم يعد صوت ذلك  الاستاذ  مجلجلا كما كان في  الاسبوع  الذي سبقه  بحجة أن مدرس الرياضة كغيره من مدرسي تلك المدرسة يرفضون العودة  الى  صفوفهم حتى يتم تنفيذ بعضا من مطالبهم التي  اهترئت  في خزائن  المسؤولين  والمعنيين في الوزارة. في حال التربية ومدرسيها انقسم الناس  الى  فرق وملل، منهم من أخذ بقول المدرس وقال في ذلك كلاما أكثر مما قاله مالك في الخمر، ومنهم من عارضه وطالب بإرجاع الطالب  الى  صفه وتحمل المدرس لأمانته ، ومنهم من وقف على الحياد ومنهم من  آثر الصمت على الكلام لان في مثل هذه  الامور  السكوت كما يقال أبلغ من الكلام.  وفي  كل الحالات فلا المتكلمين ولا الصامتين ولا المحايدين استطاعوا إثناء المدرس عما عزم عليه من أمر، فاستمر في رفضه العودة إلى فصله وكت

ماذا أريد ؟

وأنا صغير لا زلت أذكر كمً الاسئلة التي كنت أتلقاها ممن أعرف وممن لا أعرف عن أمنيتي عندما أكبر؟ "ماذا تريد أن تكون عندما تكبر"؟ وكانت الاجابة في ذلك الوقت حاضرة في ذهني، أريد أن أكون طبيبا! وعندما أملً من ترديد هذه الكلمة لكثير من السائلين أقول للاخرين أمنيتي أن أكون مهندسا! وفي بعض الاحيان أريد أن أكون طيارا، وهكذا هو حال أمنياتي الكبيرة لصغير السن مثلي. كبرت ولم يتحقق شيىء من أمنيات الصغر، فلا أنا اليوم بطبيب ولا بمهندس ولا بطيار وانما موظف يقضي جل وقته من إجتماع لآخر يستمع لهذا وينصت للآخر وبين فينة وأخرى أكتب بضع سطور أنشرها هنا وهناك لاقنع نفسي بأنني كاتب يحاول أن يكتب أول سطر في حياته. اليوم أنا على مشارف الاربعين من العمر وهو ما يقال عنه بأنه مرحلة اكتمال العقل، ولا زال عقلي – الغير مكتمل- يلحً علي بالسؤال ماذا تريد أن تكون؟ ولكن الاجابة هذه المرة غير حاضرة كما كانت في المرة السابقة، لا أدري فعلا ماذا أريد أن أكون في باقي عمري! هل أكون أبا صالحا يربي أبنائه على الفضيلة والتربية الحسنة في عالم بات يضج بالفوضى، أم أريد أن أكون صاحب جاه ومنصب ويشار لي بالبنان بأنن

ملحد في زمن التشدد

                         قادنا الحديث عن الثورات العربية ومحاولة أسلمتها من قبل بعض قياداتها الى الحديث عن صديقه الملحد الذي بدأ بالمجاهرة بإلحاده في بلد أفتى فيه علمائه المسلمين ببطلان صلاة من أسبل ثوبه فكيف ببطلان إسلام من ناقش بعضا من مسائل العقل التي تخص الدين والتي لا ينبغي لأحد غيرهم الخوض فيها. صديق صديقي الملحد لم يعجبه الحال الذي وصل اليه المسلمين اليوم من تشرذم وفرقة وطائفية ومذهبية وغيرها من أحوال الدهر الكثيرة التي تكالبت على حاملي آخر رسالة سماوية، مرجعا السبب في ذلك الى بروز طائفة ممن نصب نفسه مرجعا لكل الاسلام والمسلمين في شرق الدنيا وغربها فأفتى بحل دم فلان واراقة دم علان، بصحة إسلام أهل التوحيد وتكفير ملة غيرهم من اخوانهم من المسلمين، بجواز مهادنة هؤلا وشن الحرب على غيرهم من الطوائف المسلمة الكافرة. هذا الرجل حاله كحال كثير ممن اختار اللادين ليكون دينا له، نابذا كل الاديان والطوائف والاختلافات الدينية والعقدية والمذهبية وراء ظهره، مفضلا العيش الدنيوي بلا دين يأمره بهذا أو ينهاه عن ذاك، يحضه على حب فلان وكره الآخر، يحلل له هذا ويحرم عليه ذاك. هو يتبع عقله وهو

مستشار .. غير مستشار

    مضت على حاله تلك سنوات عدة، يأتي الى عمله كل صباح، يبدأ في تطبيق برنامجه اليومي الذي اعتاد عليه وتآلف معه كما تآلف مع منصبه الجديد، يبدأ صباحه بفنجان قهوة، يلحقها بتصفح صحف الصباح الواحدة تلو الأخرى، حتى أنه من فرط ادمانه عليها بات يعرف كل ما يجري في البلد وخارجه من أحداث وصار وكما يقول المثل صار لا يشق له غبار في الشأن السياسي والاقتصادي، وبعد أن يفرغ من جريدته يلتفت إلى يساره ليكمل تصفح ما تبقى من أخبار الكترونية ليعرج على كل المواقع المحفوظة له في سطح المكتب. هذا هو حال البعض ولا أقول الكثير من المستشارين اللذين باتت أعدادهم في التكاثر في مؤسساتنا الحكومية وأشباهها، وكأن من أريد له أن يتبوأ هذا المنصب إنما اريد زحزحته عما كان يقوم به من عمل أو كما يقول البعض أريد له التكريم الذي لا يحصل عليه سوى القلة القليلة من المحظوظين. لفهم طبيعة عمل المستشار، لا بد من توصيف هذه الكلمة التي اشتقت أصلا من الاستشارة وابداء المشورة والمساعدة على اتخاذ الرأي، ولا يمكن أن تمنح هذه الدرجة العالية الرفيعة إلا لمن عرف عنه بأنه ذا رأي سديد وعلم وسيع وخبرة ذات سنين. وفي دول العالم المتقدم لا ي

هيئة أم وزارة ؟

  في جهازنا الحكومي أهل الوزارات يحسدون أهل الهيئات على ما من به الله عليهم من مكارم وهبات ومنح تميزهم عنهم في كثير من الأمور لعل أولها وأفضلها وأجملها هي ميزة الرواتب التي يتقاضاها موظفو تلك الهيئات مقارنة بنظرائهم من موظفي الوزارات. بل ويتمنون ويدعون الله أن يستجيب لدعائهم في يوم ما وتتحول وزارتهم بقدرة قادر الى هيئة عامة كانت أم خاصة فالأمر سيان بالنسبة لهم. الأمر هنا يتعدى الحسد المعروف فهذا أمر مفروغ منه ليتجاوزه إلى بعض النظرات الجارحة التي ينظر بها أهل الهيئات إلى أهل الوزارات، فنظرة موظف الهيئة إلى أخيه موظف الوزارة إن اجتمعا في محفل أو مكان أو عمل ما فهي تدل على أنه أفضل منه حالا وأعز منصبا فهو لا يخضع مثله لقانون الخدمة الذي يساويه بغيره من مئات الآلاف التي تخدم في قطاعات الوزارات الخدمية. بدأنا مؤخرا في تكثير عدد الهيئات العامة والخاصة وما شاكلها من مؤسسات وشركات ومجالس عليا وغيرها من المسميات التي بات الهدف الرئيسي والحقيقي منها هو البعد عن قانون الخدمة المدنية الذي بات في نظر الكثير من الموظفين والمسؤولين يمثل عائقا في تقدم أية جهة حكومية ويكبح جماح منح المسؤول الأعلى لتلك

الرضى والسخط

حضرت مجلسا اجتمع فيه شخصان يعملان في جهة عمل واحدة أولهما يلهج بالشكر والثناء على  مسؤوليه  ممن وضعوه في منصب تكليف لا تشريف له كما يقول  هو،  والآخر لسانه لا يذكر بخير اولئك  المسؤولين  ممن أخذوا منه منصب التكليف ذاك وأعطوه لآخر هو برأيه أقل خبرة ودراية وتجربة منه. ارتسمت على وجهي علامات العجب من ذانك  الصديقين،  ترى هل أصدق الراضي أو كما قال عنه صديقه المرضي عنه أو أصدق الآخر الساخط أو المسخوط  عليه،  فكلاهما يسوق الحجج  والادلة  والبراهين على ما يقوله وما يوقنه  من  كلام،  أم أن حديث كلاهما نابع من لحظ الموقف والموقع ولو تغير أيا منهما لتغير مجرى حديث الشخص بما يتناسب والمكانة التي يتبوأها. نحن نمارس الرضا والسخط في حياتنا كل يوم وفي كل  شىئ،  فلو رضينا عن  شىئ  فإن لسان الثناء سوف يسبق لسان السخط والذم والقدح والعكس من ذلك  صحيح،  فلو سخطنا على  شىء  أو عن  شىئ  فإن الفاظ المدح والثناء سوف تختفي من كلامنا وكأن لسان الحال يعبر عنه قول الشاعر العربي بقوله وعين الرضا عن كل عيب كليلة ولكن عين السخط تبدي  المساويا . ممارستنا لمبدأ الرضا والسخط لا ينسحب فقط على حياتنا الفردية بل يتعداها

هل انت صحفي ؟

التقيت في إحدى زياراتي لبعض الصحف بصحفي اختار البحث عن المتاعب أو البحث عن الحقيقة مهنة له. أخبرني هذا الصحفي بأن حقيبة ملابسه دائما جاهزة، يحملها معه أينما ذهب، يضعها أمام باب الجريدة التي يعمل بها توقعا لأي اتصال طارىء يأتيه للطيران لأي مكان في العالم، يذهب مباشرة الى المطار يقطع تذكرة السفر ويؤدي مهنته بكل حب وشغف ورغبة في ايصال الحقيقة والخبر للعالم أجمع. عقب كلام هذا الصحفي، تقافزت الى ذهني الكثير من الصور الجميلة عن هذه المهنة، صور درسنا بعضا منها في مقاعد الدراسة عن اخلاقيات المهنة والتضحية في سبيل الحصول على المعلومة والخبر، وبعض النماذج التي يجب على الصحفي أن يحذو حذوها ويعتبرها مثله الأعلى في مهنته المقبلة، وصور أخرى عن بعض جوائز التكريم العالمية التي تمنح للصحفيين المتفانين في خدمة الانسانية والذين لا يهابون الخوف أو الموت في إعلام القارىء بالحقيقة، وصور أخرى لمن مات في تغطية لبعض مناطق الحروب والكوارث وتم تكريمه على مستوى أمته وأصبح فخرا لها يشار له بأنه مات من أجل أن يعرف الناس الحقائق. عقب كل تلك الصور الوردية الزاهية، عقدت مقارنة بين وضع الصحفي والصحافة في بلادنا وبين نف

نفاذ الطبعة الأولى من كتابي كابتشينو

 تلقيت اليوم اتصالا من ناشر كتابي " كابتشينو" بنفاذ الطبعة الأولى منه؛ ويستأذنني في طباعة الطبعة الثانية منه. حسين بالفرح انه فيه احد يقرأ كتابي . أفرحني الخبر كثيرا 

قهوة تركية .. ساخنة

هي المفضلة للكثير منا، لا يزايد عليها بأي من القهوات الحديثة التي جاءتنا غازية من كل بقاع العالم بأنواع وأشكال وألوان ومسميات عجيبة وغريبة، ما أن تحفظ الواحدة حتى تأتيك الأخرى بكلمة ووصف وشكل آخر أكثر تعقيدا من الأولى، لذا يجد الكثير من عشاق القهوة التركية ضالتهم فيها، فهي تساعدهم على التركيز وتجلب لهم الانتباه وتساعد على تصفية الذهن وغيرها من الفضائل التي يعددها مدمنوها ومتعاطوها. حالها كحال بلادها التي انتسبت اليها تأتي أحيانا بطعم حلو المذاق وقد تأتي بطعم مر، ويمكن أن تطلبها مضبوطة ويمكن أن تكون برغوة ويمكن بغيرها، متعددة الاصناف والانواع، ولكن الجميع مجمع على أنها المفضلة لهم لا سيما في عالمنا العربي وإن كان قبولها في المجتمع الأوروبي لم يحظ بعد بذلك الاستقبال الجيد من قبل المجتمع قد يكون بسبب طعمها المر المذاق. صديق لي، مع بدء موسم الصيف أو كما نقول نحن هنا في عمان موسم القيظ بنفحات الحر المصاحبة له وارتفاع في درجات الرطوبة، خطط لقضاء إجازته هذا العام في بلاد الترك لأن قهوتها ومسلسلاتها المدبلجة الى العربية التي تظهر فيها تلك البلاد وكأنها جنة الله للباحثين عن كل شيء وفيها سبع فوا

قول تم

يقف خلف مكتبه المحصن بأبواب زجاجية تمكنه من رؤية الطابور الذي وقف بانتظاره طمعا وطلبا لاستثناء (منه)، فكلمته كفيلة بأن يتم الافراج عن طلبك وموضوعك إن كانت إيجابا أو تكون سببا لبقائك في ضيافته ليوم أو يومين آخرين. لا يكلف في كثير من الأحيان رفع عينيه الى من يكلمه، فهو مهتم بالورقة أكثر من صاحبها، لا سيما وأن الكثير من الوجوه متشابهة ومتكررة، فهو يهتم فقط بتوزيع الاستثناءات وفق ما يشاء هو وبأمر منه. مشهد لا استطيع وصفه بأقل من كلمة " درامي" فأنا وسط ذلك الطابور الطويل الذي ينتظر استثناء (منه) وكلي أمل ورجاء أن لا أعود الى ذلك المكان مرة أخرى وأن لا أحتاج الى تكبد مشقة الترحال الطويل الى تلك الجهة ولا إلى انتظار الطابور الممل ليأتي دورك أولا في استقبال معاملتك ومن ثم طابور آخر لكي تتاح لك فرصة شرح ظرفك له يمكن بعدها أن تحصل على استثنائه إن رقت له ورق هو لحالك وشكواك وأنينك. مشهد لا يمكن أن تراه إلا هنا معنا في بلادنا وما جاورها من البلاد التي ما زالت تعيش الى اليوم على كلمة " قول تمً" لإنهاء الكثير من المعاملات وحل الخلافات والتوسط في كثير من الامور والتوصل الى تسوية ل