التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من أكتوبر, ٢٠١١

استراتيجية اعلامية

التعديلات الاخيرة التي شملت تعديل بعض أحكام النظام الاساسي للدولة وتعديل قانوني مجلسي الدولة والشورى وغيرها من القوانين والتشريعات، شملت أيضا الاعلام وكان نصيبه منها وافرا. فابتداء بتعيين رئيس للهيئة العامة للاذاعة والتلفزيون بمرتبة وزير وتعيين نائب له، وانتهاء بتعيين وكيل لوزارة الاعلام، كل هذه التعديلات والتغيرات بدأت في تشكيل المشهد الاعلامي هنا في السلطنة. اليوم، بدأت منظومة العمل الاعلامي العماني تتضح بعض الشىء فبإنشاء الهيئة العامة للاذاعة والتلفزيون والابقاء على وزارة الاعلام كما هي – رغم أن التكهنات كانت تشير الى تقليص حجمها أو اندماجها أو أنها قد تكون في كيان آخر كهيئة أو مجلس أعلى للاعلام- يصبح هذا المشهد الاعلامي كما قلنا واضحا بعض الشىء من أن دور الوزارة سيبقى دورا اشرافيا بحتا على كل وسائل الاعلام المقروءة والمسموعة والمرئية سواء أكانت حكومية أو شبه حكومية أو خاصة وسيتم معاملتها على قدم المساواة بدون أن يكون هنالك تمايز في المعاملة بين وسيلة واخرى. أعتقد بأنه آن الاوان اليوم بأن تصاغ استراتيجية اعلامية للسلطنة تعنى بتحديد القواعد والاسس العامة لتنظيم عمل وسائل الا

بين المتنبي والقذافي

أبو الطيب المتنبي هو من حاز على هذا اللقب، قال عنه خصومه ومناصروه بأنه شاعر ملأ الدنيا وشغل الناس سواء في حياته أو عند مقتله. واليوم يبدو أن الراحل معمر القذافي الرئيس الليبي السابق قد ينافس أبو الطيب على هذا اللقب حيث أنه فعلا ملأ الدنيا في حياته وشغل الناس عند موته. بين الرجلين قواسم مشتركة لكن مع الفارق العظيم بين شخصيتيهما، فكلاهما أي أبو الطيب المتنبي والقذافي سارعت تصريحاتهما في مقتلهما. فأبو الطيب وكما تروي لنا القصص المتواردة عنه بأن شعره سارع بمقتله فعندما هجا أبو الطيب أم فاتك الاسدي بأقبح الصفات قام الاخير بالانتقام له ولعرضه بالترصد للشاعر وقتله انتقاما له ولاسرته. وكذلك هو الحال مع الراحل معمر القذافي الذي سارعت بعض خطبه التي كان يخاطب بها شعبه بمقتله عندما وصفهم بالجرذان وتعهد بمطاردتهم في كل زنقه وحارة، الامر الذي أثار حفيظة الليبيين وسارعوا بقتله بسرعة كبيرة بدون أن يقدم للعدالة أو المحاكمة. مقتل الرجلين أيضا هو قاسم مشترك. فأبو الطيب اراد الهرب من غريمه في البدء لكن كلمة من خادمه أرجعته الى ساحة المعركة عندما استفزه بقوله ألست القائل الخيل والليل والبيداء تعرفن

" الزمن" غيت

            شخصيا ارتبطت كلمة " غيت" بالفضيحة الشهيرة التي تفجرت في الولايات المتحدة الامريكية في العام 1972 عندما قام أحد الصحفيين في صحيفة الواشنطن بوست بكشف تورط الحزب الجمهوري في عهد الرئيس نيكسون بالتجسس على مكاتب الحزب المنافس له. اسميت هذه الفضيحة بفضيحة ووترجيت نسبة الى المبنى الذي شهد عمليات التجسس. توالى بعد ذلك استخدام مصطلح " غيت" في وسائل الاعلام التي بدأت في وصف أي فضيحة أو قضية تثير الرأي العام وتطلق عليها هذا الاسم مثل قضايا عدة لعل أشهرها ايران غيت ومؤخرا فضيحة مردوخ غيت. قد لا يكون من الانصاف اطلاق اسم " الزمن " غيت على القضية التي تشغل بال الشارع العماني هذه الايام، ولكنني استعير هذا الاسم فقط للدلالة على انها من أهم القضايا التي تحدث معنا في السلطنة التي لم تعتد على هذا النوع من القضايا باعتبار أن المجتمع وأهله مسالمون ولا أحد في المجتمع يمكنه أن يقاضي أو يحاكم الحكومة ومؤسساتها بما في ذلك وسائل الاعلام التي لم تعتد بعد على لهجة الوقوف في وجه الحكومة وفضح بعض الممارسات الخاطئة بها. الحكم الاولى لهذه القضية صدر بسجن رئيس تح

إعلام الفــرد

           هذا المصطلح بدأ تداوله على نطاق واسع عقب استفحال الثورة المعلوماتية وغزوها للحياة الشخصية للأفراد والمجتمعات. ووسائل الإعلام حالها حال الآخرين استفادت من هذه الثورة وبدأت في ابتكار مصطلح " المواطن الصحفي" وأفردت له مساحات كبيرة من خلال إتاحة الفرصة له للتعبير عن رأيه بالكلمة والصورة. إلا أن هذا التزاوج بين المواطن الصحفي ووسائل الإعلام لم يدم طويلا بسبب اتساع رقعة الشقاق والخلاف بينهما فالأولى التي يهيمن عليها القرار الحكومي أو جهة أخرى غيرها في صياغة وتحرير الأخبار ونشر ما لا يتعارض مع سياسات الحكومة لم ترتض ما يكتبه المواطن من أخبار وتعليقات ومقالات فحرمته من المشاركة معها واستفردت بنفسها بنشر ما لا يتعارض مع سياستها. في الوقت ذاته عارض المواطن الصحفي هذا الإجراء فبدأ بنفسه في البحث عن وسائل إعلامية أخرى لا تسأله عما يكتب ويكون هو بنفسه محررا وكاتبا وناشرا ومن هنا ظهر مصطلح " إعلام الفرد" ليكون مصطلحا أعم وأشمل من المصطلح السابق الذي ربط المواطن بالصحافة. عندما بدأت الانترنيت تغزو المدن وتلاها الهاتف المحمول ليكمل الحلقة أصبح الفرد اليوم إعلاميا ب

مدينتي تقرأ

  بدأ بعض السعادة والفرح يلج الى داخل قلبي الذي انهكه كثرة الحزن على ما فقد في ربيعنا العربي وعلى الحال الذي وصلنا اليه اليوم من مآس وويلات حروب كنا في غنى عنها، ولكنني سمحت لبعض الفرح أن يتسرب الى داخل نفسي عقب خبر قرأته عن مبادرة أكبرت القائمين عليها وهي مبادرة " مدينتي تقرأ" التي أخذ بزمامها مجموعة من الشباب وبجهودهم الشخصية وبتبرعات مالية محدودة. " مدينتي تقرأ" هي كما قال عنها مبادروها بانها "مباردة ثقافية واجتماعية لتشجيع القراءة والمطالعة الحرة تهدف الى خلق مجتمع قارىء". انطلقت هذه المبادرة من ولاية الرستاق تلك الولاية العريقة التي كانت في يوم من الايام عاصمة لعمان أيام حكم اليعاربة وتزخر بتاريخ وتراث حضاري عريق ضارب في القدم. هذه الولاية بدأ شبابها يفكرون في استغلال أوقات الفراغ لدى مجتمعهم فبدلا من قضاء الاوقات في القيل والقال والمشاهدة واللعب، أو كما اختصرها أحد المتبحرين في علم التنمية البشرية ب الثلاث شينات وهي شيشة – شاشة – شاي قرروا استثمار هذه الاوقات فيما ينفع النفس والمجتمع بمبادرة ترجع الناس الى أول آية أنزلها الله على رسوله الكريم و

امرأة نوبل

      يبدو أن العرب هذه المرة لن يرفعوا رأسهم عاليا ويتفاخرون فيما بينهم بجائزة نوبل للسلام التي فازت بها اليمنية توكل كرمان وتقاسمتها مع امرأتين اخريين هما رئيسة ليبيريا إلين جونسون سيرليف، ومواطنتها ليما جبوويس. ولا أعمم خيبة الامل العربية من نوبل على كل العرب بل ما عنيته هم بعض من العرب اللذين يرون في الربيع العربي تخريب للانظمة الحاكمة وخروج عن طاعة ولي الامر. كثيرون هم من أبدوا امتعاضهم من فوز امرأة عربية بنوبل للسلام قائلين بأن اللجنة التي منحت الجائزة قد شاخت وضعف بصرها وضلت الطريق الصحيح والا كيف يمكن أن تمنح جائزة بهذه السمعة العالمية لفتاة لم تتجاوز الثانية والثلاثون من عمرها ولم تقدم شيئا للسلام ولا لأهله بل على العكس فهي تشجع على المواجهة بأسلوبها الاستفزازي والمتسلط الذي يدعوا الى التغيير والاصلاح والاطاحة بالنظام الحاكم في بلد لا تتمتع فيه المرأة بحقوق كثيرة عدا عن كونها امرأة خلقت فقط للرجل ولبيتها. نوبل هذه المرة مختلفة في الطعم والنكهة ، طعمها مر بمرارة الثورات العربية المناضلة لاحقاق الحق والحياة الكريمة للشعوب المقهورة التي لم تكن تملك حولا ولا قوة في قول كلمة