التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من 2009

تقـاعد الـورق

يبدو أن الورق لم يبلغ بعد السن التي تؤهله للتقاعد وافساح المجال للقادم الجديد من التقنية اللاورقية التي ستحل محله وتأخذ وظيفته. هذا ما خرجت به توصيات المؤتمر الخليجي الاول للحكومة الالكترونية والذي استضافته مسقط الاسبوع الماضي، موضحة بان المشوار لا يزال طويلا أمام الورق حتى تحل الادوات التقنية الحديثة محله. خلال العام الماضي الذي نودعه هذه الايام وأخيه الذي سبقه سمعنا عن كثير من الصحف لملمت أوراقها وانسحبت من الساحة الاعلامية تاركة المجال للقادم الجديد من الصحف الالكترونية التي يمكن قراءتها عن طريق المحمول والوسائل الحديثة بدون تلويث اليدين بالورق والحبر، فخلال العام الماضي أعلنت مجموعة التريبيون والتي تمتلك ثمان صحف يومية، من بينها صحف "شيكاغو تريبيون" و"لوس أنجلوس تايمز"، و"بالتيمور صن" و"أورلاندو سنتينل" واسعة الانتشار، بالإضافة إلى ثلاث وعشرين محطة تلفزيونية رئيسية بالولايات المتحدة، وفريق رياضي يلبعب البيسبول هو فريق شيكاجو كابز أعلنت افلاسها بعد عجزها عن الوفاء بمستلزمات خدمة ديونها التي زادت عن ثمانية مليارات دولار. كما أعلنت صحف ورق

للمشاركة، أرسل رسالة قصيرة

هالني العدد الكبير من القنوات التلفزيونية التي تعرض على المشاهد هدايا ثمينة يفوق تصورها العقل مقابل إرسال رسالة نصية قصيرة لا تتعدى كلفتها الخمسمائة بيسة فقط. في يوم من الايام كنت مع صديق لي، حكي لي كيف أنه صدق ما سمعه من إحدى المحطات المغرية بالملايين فبدأ بارسال رسالة قصيرة أولى أتبعها بأخرى الى أن وصل عدد رسائله الى ست رسائل، اكتشف بعدها أن سعر الرسالة الواحدة ستمائة بيسة، ليكتشف لاحقا أن رصيده قد بدأ في النفاذ وانه لم يصل الى مبلغ الجائزة الكبرى التي روج وأعلن عنها في تلك القناة. كثيرون على ما أعتقد هم من أمثال صديقي هذا ممن أرسلوا رسائل قصيرة الى تلكم المحطات، وقليلون هم من حالفهم الحظ بالفوز ولو بربع المبلغ الذي دفعوه ثمنا لتلك الرسائل، لان شركات الاتصال والقنوات الفضائية وحتى الاذاعات هي من فاز بالغنيمة الكبرى. جميلة هي العبارة التي نسمعها في كل مرة نفتح فيها جهاز التلفزيون أو الراديو " للمشاركة أرسل رسالة نصية على الرقم أو أتصل من أي محمول على الهاتف الموضح لبلدكم"، والاجمل من ذلك سماع المغريات التي يمكنك جنيها من خلال رسالة، شقة فاخرة، سيارة فخمة، رحلة سياحية

روح رياضية

يوم كنا صغارا نلعب كرة القدم كانت الاثارة تأتينا عندما نسمع بخبر مباراة فريقنا مع فريق القرية المجاورة، كان الحماس يدب في أوصالنا ويتعتبر ذلك اليوم غير عادي فهو يوم الثأر الكروي من القرية المجاورة، ويصبح حديث الناس في ذلك اليوم في قريتنا عن تلك المباراة ولاعبي فريقنا الذي سيسحقون الفريق الخصم بكل قوة واقتدار. في حال الفوز على الفريق الخصم فان المسيرات والاعلام والهتافات تملاْ الشوارع، وفي حال الهزيمة فان الرؤوس المنكسة والتحسر على الفرص الضائعة ومحسوبية الحكم هي سيد الموقف ذلك اليوم. كنا لا نشعر بهذين الشعورين لو كان الفريق الخصم آت من مكان غير معلوم لنا في خارطتنا القروية، كنا نستمتع بالمباراة ونشجع فريقنا ولكن ليست بذلك الحماس الكبير، وكنا نتقبل الهزيمة وتمر مرور الكرام باعتبار أننا نتقبلها بصدر رحب وبروح رياضية عالية. هذا الحال لم يكن ينطبق علينا نحن القاصين عن العالم، بل كل من يسكن على هذه الارض الكروية يشعر بنفس الاحساس والشعور. الجار والقريب منا نغار منه ونعتبره عدوا لنا ولا نقبل هزيمته لنا مهما كانت الظروف، والفوز يتيح لنا فرصة للتشفي والتعالي وتذكير الآخر باننا أعلى وأفضل

المحمول بديل لكل شىء

       تبدأ يومك بالانطلاق إلى عملك، تتحسس جيب دشداشتك أو قميصك لتتأكد من وجود ثلاثة أشياء فيها محفظتك، مفاتيحك، وهاتفك النقال. هذه هي عدتك لتبدأ بها يومك، المحفظة بها كل شىء هويتك وبطاقتك عملك وأموالك، مفاتيحك للسيارة والعمل ونقالك لمكالماتك. بدون هذه الثلاثة أشياء أنت ناقص، تشعر بعدم التوازن في جيوبك ان كانت لا تأوي أيا من هذه الثلاثة أشياء. قريبا جدا سوف نتخلص من المحفظة والمفاتيح ليبقى الهاتف المحمول فقط في جيب كل منا، فهو سيقوم بكل الوظائف التي تقوم بها المحفظة من بطاقات هوية وبطاقات عمل ونقود ومفاتيح وأقفال، وبدلا من وجود ثلاثة أشياء سوف تحمل فقط شىء واحدا لكل شىء. بعض الدول – وطبعا نحن لسنا منها- قد بدأت بالفعل في استخدام هذه التقنية فصار الفرد في تلك الدول المتقدمة يستخدم نقاله في كل شىء، في اتمام معاملاته الالكترونية، فتح ما استعصى من أقفال، التسوق والحصول على النقد والتعرف على الهوية، حيث حل الهاتف النقال محل البطاقات الشخصية ورخص القيادة وجواز السفر والتسوق ودفع   الفواتير وشراء المستلزمات وغيرها الكثير من المستلزمات اليومية. بمقارنة انتشار هذه الخدمة وغيرها من الخدمات

الادب وقلة الادب

الشعرة الفاصلة بين الادب وما يطلق عليه قلة أدب، قد تكون واضحة لنا معشر القراء، ولكن هذه الشعرة لا تتضح لمن يكتب مثل هذا النوع من الادب بدعوى أن ما يكتب هو من باب حرية الادب التي لا تعترف بأية قيود أدبية. قلة الادب هي نتاج للعصر الذي نحياه، وقد لا أعني هنا بقلة الادب هو ذهاب الحياء، ولكن قلة الادب تعني أن ما يطلق عليه أدبا وفنا صار اليوم قليلا ومن قلته صرنا نطلق عليه قلة أدب، فما يقرأ ويسمع ويشاهد اليوم من أدب بات لا يراعي أية قواعد للأدب، فنرى أن قلة الادب باتت هي المتسيد في حياتنا اليومية. الكثير مما تقرأه اليوم بات يحمل صيغة قلة الادب، والكثير أيضا مما نشاهده صار يحمل طابع قلة الادب، وكأن العصر الذي نعيشه اليوم صار عصر قلة الادب وبتنا نترحم على عصور الادب الذي كان فيه الادباء يحترمون القارىء والمشاهد والسامع، وكان فيه المتلقي للادب محترما يحترم ما يتلقاه من أدب. قرأت مرة لاديب عربي ينفي العلاقة بينه وبين ما يكتبه، أو بمعنى آخر يتبرأ مما يكتبه، حيث يقول بان الشخصيات التي يكتبها في قصصه ورواياته وما تعبر عنه هي ليس ما يعتقده هو، فقد يعتقد هو شىء وتأتي القصة لتعبر عن شىء نقيض. فمث

فتـاوى الجــدل

قيل "إن اختلاف العلماء رحمة للامة"، ومن هذا الباب وسع كثير من العلماء فتاواهم على حسب المذاهب التي ينتمون لها، وكما هو حال عصرنا من اثارة للجدل والاختلاف فقد جاءت الفتوى لتعبر عن هذا الحال ولتثير الكثير من الكلام والجدل واللغط حولها وحول من أفتوا بها. هنالك من الفتاوى ما يثير الضحك والسخرية في ذات الوقت لانها لا تتناسب مع الزمان الحاضر الذي تقال فيه، كما وأنه لم يتم اثارتها من قبل، وفضل العلماء السابقون السكوت عنها الى أن أتى علماء هذا الزمان فأثاروها ونفضوا الغبار عنها فصارت حديث الناس ويتم تناقلها بين الناس ليس على أنها فتوى من قبل شيخ ما وانما على سبيل التندر والضحك. في الاونة الاخيرة سمعنا الكثير من الفتاوى التي تثير الضحك فمنهم من أفتى بجواز إرضاع المرأة لزميل العمل أو كما أطلق عليها فتوى ارضاع الكبير، ومنهم من أباح إفطار اللاعبين في رمضان، ومنهم من افتى بان التدخين لا يبطل احرام الحاج، وغيره ممن أباح تناول بعض المشروبات التي تحتوي على نسبة ضيئلة من الكحول. وعلى الرغم من صحة أو عدم صحة هذه النوعية من الفتاوى واقتناع أصحابها بها وسوقهم للكثير من الادلة من القرآن والسن

مفاتيح

هل يمكن أن تكون مفاتيحك هي عنوان شخصيتك؟ أخبرني أحدهم بذلك ذات يوم قائلا يمكنك تقدير عمر الشخص الواقف أمامك من مفاتيحه التي يحملها معه، فالشاب الصغير في السن تجده لا يحتفظ في جيبه الا بمفتاح واحد أو اثنين وهذا دليل على شبابه وأن الحياة لم تعركه بعد، والكبير في السن تجده يحمل في جيبه أو في يده سلسلة ربطت في آخرها مجموعة من المفاتيح واحد للسيارة والثاني للبيت والثالث للمكتب والرابع لدولاب البيت والخامس لطاولة المكتب التي يحتفظ فيها بأسراره والسادس لمكان ما في البيت يحتفظ فيه أيضا بأسراره وتطول قائمة المفاتيح التي تتشابه وتتشابك في تنظيمها كما تتشابك حياته في التنظيم. منذ ميلادنا وحتى وفاتنا تمر علينا الكثير من المفاتيح، تبدأ عندنا من مفتاح الشنطة الصغيرة التي نحمل فيها كتبنا ودفاترنا التي نرى أن فيها خصوصية لا ينبغي للاخرين رؤيتها، مرورا بمفتاح الدراجة الصغيرة والسيارة والبيت والمكتب والخزانة والخزنة، الى ان تحين ساعة وفاتنا لتجدنا نوصي بالمفاتيح لابنائنا كجزء من الميراث الذي نخرج نحن به ويدخل غيرنا به، وتستمر الحكاية على هذا النسق مفتاح يروي قصة شخص ليفتح به أبوابا لحياة آخرين. كل

طلاق فضائي

تطالعنا صحفنا اليومية عن تزايد حالات الطلاق العربي كل يوم والاسباب تكاد كلها تتشابه وهي أن الرجل العربي يريد أن يرى زوجته التي قضى معها أكثر من عشرين عاما في قفص حديدي يريد أن يراها كل يوم مثل نانسي أو هيفاء أو روبي في غنجها ودلالها وأناقتها وملابسها فيعقد المقارنات بين زوجته التي يراها أمامه كل ليلة أبتداء من الصباح عند ذهابه الى عمله وانتهاء بأخر لحظة وداع على سرير النوم وبين نجمات وفنانات الفيديو كليب والمتسلقات على سلم ما يسمى بالطرب والغناء والتمثيل وغيرها من فنون الاغراء فيجد في نهاية المطاف أن الفرق شايع بين ملكات التلفزيون وملكته التي يراها أمامه كل يوم فلا يطيق صبرا الا ان يستغني عن ملكته طمعا في الحصول على الملكة القادمة اليه من الفضاء الخارجي. كما تقول الدراسات والاخبار اليومية فان نسبة الطلاق بين الازواج العرب في ازدياد يوما بعد يوم ويعزى سبب هذا الارتفاع الى كثرة مشاهدة الرجل العربي الى القنوات الفضائية والفيديو كليب الذي يجعل الرجل كلبا حقيقيا يلهث وراء ذلك الفيديو فقد أصاب من أسماه بفيديو الكلب، ويمارس الرجل العربي سلطته في مشاهدة القنوات الفضائية وبرامج العري المختل

الاتراك مرة أخرى

قبل عامين كان الكثير من الشباب والفتيات يعتبر نجوم السينما الامريكية هم قدوته ومثله الاعلى ويتشبه بهم في كل شىء ابتداء من صرعات الملابس والبنطلونات وتسريحات الشعر وغيرها من التقليعات، واليوم تغير الوضع فأصبح الممثل التركي هو النجم وهو القدوة وصار الكثير من الشباب العربي يتعتبر مهند ونور هما قدوته ومثله الاعلى ويتمنى أن يكون مثلهما. النظريات السابقة في الغزو الثقافي كانت تعتبر السينما الهولودية هي أكبر غاز ثقافي للعرب قادم من الغرب وان التدفق الاعلامي هو تدفق صاعد من الاعلى الى الاسفل أي من الغرب الى الشرق بدون أن يكون للشرق أي تأثير على الغرب، ولا أدري ان كانت هذه النظريات التي سنها القائمون على الاتصال من العرب أنفسهم لا تزال الى يومنا هذا قائمة مع وجود غزو ثقافي من جيراننا الاتراك وأيضا هنالك تدفق اعلامي قادم الينا من بلاد الترك فلا تكاد المسلسلات التركية المدبلجة بلهجة عربية شامية تنقطع عن الشاشات العربية ويتنافس الكثير منها في استقطاب المشاهد العربي الذي يقضي أكثر من مائتي يوم وهو يتابع حلقات مسلسل تركي يستمتع المشاهد فيه بحسن وجمال وفتنة الاتراك. تأثير الثقافة التركية في الع

عيــد بـأيــة حــال

كان أبو الطيب المتنبي في بيت الشعر الذي قاله عن العيد يسأل عن الحالة التي جاء بها، هل عاد بما عهد عليه من قبل أم انه عاد بالجديد، ولو كان أبو الطيب في زماننا لعرف أن عيدنا لهذا العام عاد بالجديد حاملا معه الكثير من الفيروسات وقليل من الفرح. قابلت الكثير من الأصدقاء ممن يتساءل عن معنى العيد هذا العام، كيف سيكون شكله مع انتشار وباء الأنفلونزا وكيف سيفرح الأطفال إن كان قد حرم عليهم الاختلاط بالآخرين وتجنب الأماكن المزدحمة وتم إسداء النصيحة لهم بالبقاء في البيوت وعدم مبارحتها إلا لفترات قصيرة جدا لا تسمح لهم بالاستمتاع بمباهج العيد وزينته وأكل ما لذ وطاب، وكيف سيفرح الكبار إن كان قد اشترط عليهم التقليل من المصافحة عقب صلاة العيد وتجنب الكثير من عادات السلام والمصافحة مثل الخشوم وغيرها. صديق ظريف أبدى تعليقا على منع الناس من ارتياد الأماكن المزدحمة قائلا لتكن هبطة العيد " أون لاين" أي عن طريق الانترنيت يعرض البائعون ماشيتهم عن طريق الشبكة ويختار المشتري ما يريده من أضحية من دون الحاجة إلى ارتياد الأماكن المزدحمة. ولتكن أيضا صلاة العيد " أون لاين" يحضر الإمام للصلاة و

ثقافة التطوع

شهر رمضان تكثر فيه الطاعات ويتسابق الناس فيه على اغتنام الفرص وأداء الصدقات والزكاة، وتكثر خلال هذا الشهر حملات التبرع التي يقوم بها أهل الخير كإفطار الصائم وتوزيع بعض الاحتياجات على الأسر ذوات الدخول المحدودة والمساهمة في رسم البسمة على الصغار والكبار خلال هذا الشهر وخلال العيد السعيد. وخلال الأسبوع الفائت انطلق حملة خيرية ضخمة لجمع التبرعات للمحتاجين من فئات المجتمع يقودها بنك مسقط بالتعاون مع عمان موبايل تهدف إلى جمع التبرعات من أصحاب الخير أطلق عليها من أجل عيد سعيد، في حين تنطلق هذا الأسبوع حملة أخرى هي قافلة النورس الخيرية الخامسة والتي تجوب مناطق السلطنة المختلفة هدفها رسم البسمة على شفاه الأطفال وغيرهم من المحتاجين ويقود هاتين الحملتين الحملة التي تقوم بها الهيئة العمانية للأعمال الخيرية في جمع التبرعات لبرنامج إفطار صائم. فكرة حملات التبرع لصالح المحتاجين في المجتمع فكرة نبيلة في جوهرها وتحث عليها جميع الديانات السماوية وترسخ لمبدأ التكافل والتعاضد بين فئات المجتمع المختلفة وتجعل الغني يحس بحاجة الفقير إلى المال والفقير يحس بكرم الغني وتفضله بالمال على المحتاجين. ثقافة

رمضان زمــان

لا تزال ذاكرتي تحتفظ بالقليل من ذكريات رمضان التي عايشتها في قريتي الصغيرة، كان اعلان دخول الشهر باستطلاع رؤية الهلال بالعين المجردة والجميع يتسابق على ذلك الصغير قبل الكبير منهم من يتسلق أعلى قمة في القرية ومنهم من يبدأ من بعد صلاة الظهر في تحري الهلال وكأنه يخالف المثل القائل " تشوف النجوم في عز الظهر" ومن المواقف الطريفة التي أتذكرها ان رجلا كبيرا في السن كان يقول لنا بانه يستطيع رؤية الهلال قبلنا جميعا فطريقته التي يتبعها تمكنه من مشاهدة الهلال قبل الزوال بأن يحضر اناء يملؤه ماء فيظهر الهلال في انعكاس الماء، وطبعا لم تكن هذه الطريقة هي التي نصوم عليها بل كانت الرؤية المجردة هي الفيصل، لذا كان كثير من مناطق عمان لا تصوم في نفس اليوم بل يختلف صيام منطقة عن أخرى وقرية عن أخرى كل له دلالته واستدلاله عملا بالحديث الشريف " صوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته". هذا عن إعلان دخول شهر الصيام أما في أيامه حيث لم نكن نمتلك وسائل اتصال ولا تلفزيونات ولا اذاعات تصل الينا في قريتنا فكنا نحن الصغار الغير صائمين نتجمع قبل اذان المغرب عند المسجد الجامع استعدادا لسماع مؤذن المسجد وه

الصيف والأنفلونزا

كثير ممن حزموا حقائبهم الممتلئة بالملابس الصيفية أعادوها إلى خزائنها وقرروا عدم مغادرة أماكنهم عملا بقول الرسول عليه السلام " إذا وقع الطاعون بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا منها، وإذا وقع بأرض فلا تدخلوها"، وفضلوا تحمل حرارة الصيف ولهيب الشمس بدلا من حرارة الأنفلونزا التي غزت العالم ورفعت حرارة الصيف إلى أكثر من المعتاد. بالنسبة إلى البعض الآخر وهم من أمثالي الذين قرروا المخاطرة بحياتهم في مقابل الفرار من هذا الحر الذي بلغت فيه درجة الحرارة إلى ما يقارب نصف درجة الغليان فبدأ بحزم حقائب السفر وتمنية النفس بهواء منعش عليل ورذاذ يهطل من سماء ملبدة بالغيوم وشواطئ بكر تنسى فيها تعب عام كامل من العمل، ولم يعن هذه الفئة كثيرا التحذيرات التي تصدرها الفضائيات العربية وغيرها من تفشي هذا الوباء وحصده للكثير من الأرواح البشرية وتنبئ الكثير من الأطباء والوزراء مثل وزير الصحة البريطاني بارتفاع أرقام أعداد المصابين بهذه الأنفلونزا في بريطانيا وحدها إلى حدود مائة ألف إصابة في هذا الصيف وأيضا تأكيد وزارة الصحة اليابانية بعدم جدوى العقاقير المكتشفة حديثا في القضاء على هذا الوباء. في الكثير من د

استرجل

           أغاضني كثيرا إعلان تلفزيوني لا يزال يعرض على شاشات الفضائيات العربية يدعو الرجال من أمثالي إلى الاسترجال وكأنه يشكك في فحولة ورجولة كل مواطن عربي. قصة هذا الإعلان تقول إن شخصيتك يكونها ما تشربه فإذا كنت تشرب ذلك الشراب الشعيري كما في الإعلان فأنت رجل، وإما إذا لم تتذوق بعد طعم ذلك الشراب فانك لم تصل بعد إلى مرحلة الرجولة والفحولة ويقدم لك هذا الإعلان نصيحة مجانية "إن كنت تريد أن تصير رجلا فعليك بشراب الشعير هذا فهو يمنحك الفحولة". وكما أغاضني هذا الإعلان فقد أغاظ الكثير من الرجال أمثالي فهم ليسوا بحاجة إلى التدليل على رجولتهم حيث أن رئيس الجهاز القومي للتنسيق الحضاري   في مصر طالب الجهات المعنية بإزالة هذا الإعلان المنافٍ للذوق والآداب العامة والذي يتضمن كلمة "استرجل"، المنشور في كثير من الأماكن وعلى الجسور والكباري، وجاء هذا الطلب يعد أن ضاق رئيس هذا الجهاز ذرعا بالإعلان الذي يمر عليه يوميا عند ذهابه وعودته من العمل ويدعوه إلى الاسترجال. إعلان آخر أثار حفيظتي يعرض على شاشات الفضائيات هو غزل صريح جدا ويعلم من لا دراية لديه فنون الإغواء والإغراء لل

إفلاس

قد يكون هذا العام هو عام الإفلاس ولا أعني هنا الإفلاس الشخصي فهذا والحمد لله نعاني منه منذ أزمان طويلة ولكن إفلاس هذا العام يشاركنا فيه الكبار من شخصيات مرموقة في المجتمع وشركات أقل ما كانت توصف به بأنها كانت عملاقة في حجمها واليوم أصبحت قزما بعد أن تلاشى أسمها وتكالبت عليها الديون وأجتمع حولها الكثيرون لينهشوا من لحمها ودمها فيما بقي آخرون تعتصرهم المرارة والحسرة على ما فاتهم من الخير. أبرز الافلاسات في تاريخ هذا القرن قادته الولايات المتحدة وهي بالطبع قائدة الاقتصاد العالمي وما يحدث في أمريكا يتأثر به الجميع سواء في الجوانب الاقتصادية أو حتى السياسية ولعل خطاب الرئيس أوباما في القاهرة يعد أبرز مثال على القيادة الأمريكية للعالم حيث بدأ الكثير من الناس في تغيير وجهة نظره وتعامله مع سياسة الولايات المتحدة، ولعل إفلاس بنك ليمان برذرز كان البداية الحقيقية في لعبة الدومينو حيث تبعته الكثير من شركات التأمين الأمريكية والعالمية ومؤخرا سقطت القطعة الأكبر في هذه اللعبة وهي شركة جنرال موتورز التي تأسست في العام 1908 وقد يكون أصحابها قد أرادوا لها الإفلاس بعد إطفائها الشمعة المائة وواحد ولا ند

ثقافة العنف

طفت على السطح من جديد قضية ثقافة العنف لدى الاطفال بعد أن أقدم مراهق فنلندي على قتل أحد عشر شخصا عندما فتح النار عشوائيا في مدرسة تجارية في مدينة كاوهايوكي على بعد نحو ثلاثمائة كيلومتر شمال غرب العاصمة الفنلندية هلسنكي وقبلها وخلال شهر نوفمبر الماضي أقدم شاب في الثامنة عشرة من عمره على اقتحام مدرسة في منطقة توسولا بفنلندا على اطلاق   الرصاص بشكل عشوائي على طلاب المدرسة ويتسبب بمقتل ستة طلاب وممرضة المدرسة والمدير، ثم انتحر، وفي الولايات المتحدة التي شهدت أكبر معدل لجرائم قتل قام بها مراهقين بقتل زملاء لهم في مدارس ابتدائية وثانوية نادى الكثير من علماء اجتماع واساتذة اعلام وسياسيين بضرورة مراقبة ما يتعرض له الاطفال من محتوى ومضمون لا سيما ما يعرض على وسائل الاعلام كالتلفزيون والفضائيات الدولية ومراقبة الاهل لمحتوى ما يشاهده الاطفال من أفلام ورسوم متحركة وبرامج تحوي على الكثير من العنف ومطالبة الجهات المشرفة على تلكم القنوات بضرورة تحجيم بث أفلام العنف الموجهه للاطفال وتحديد أوقات بثها. الالعاب الالكترونية الحديثة المتداولة بين الاطفال والمراهقين تحوي على الكثير من مسا

لغتنــا العنجليزيـة

جاءني صوت محدثي عبر الهاتف: آهلين man ، اتصلت فيك ما حصلت missed call على الـ mobile ؟ فرددت: نعم وجدت اتصالك كنت منشغلا خير، أجابني: فادتك طلعنا مع الـ group إلى coffee shop في city centre فاستغربت من زحمة المفردات الانجليزية في كلامه فأجابني: لا تلمني أنا موظف في شركة oil & gas وكل تعاملها اليومي بـ English وأيضا تخرجت من ألـ college وكانت دراساتنا بـ English وأنا من غير وعي اخلط العربي بالانجليزي. استوقفني هذا الموقف لأجد أن الكثيرين من أمثال محدثي هم ممن يخلطون مصطلحات أجنبية بلغة عربية بحجة وبدون حجة منهم من يقول بان اللغة العربية ما عادت تحتوي على الكثير من المصطلحات لا سيما في العلوم الحديثة وهي أي العربية غير قادرة على احتواء وإيجاد البدائل لتلك المفردات، ومنهم من يقول بان اللغة العربية ما عادت هي لغة الـ business والأعمال التجارية بل اقتصرت على كتابات الشعراء والروائيين فهي لا تمتلك المخزون الذي يتطلبه قطاع الأعمال، ومنهم من يقول لك بأنني أجد نفسي أتكلم بطلاقة أكثر بالانجليزية منها عن العربية لان العربية لغة ثقيلة والانجليزية أخف منها. لا أقف

أمة أقرأ .. تقــرأ

     سمعت هذه العبارة من الكثير من المثقفين والمتثاقفين " نحن أمة لا تقرأ وإذا قرأت لا تفهم وإذا فهمت فمصيرها الشقاء"، بقيت أصداء هذه العبارة ترن في أذني تكاد تخرقها هل فعلا ونحن الأمة التي أنزلت فيها   أول سورة من القرآن تحظ على القراءة لا تقرأ ولا تتدبر وهذه الأمة تفضل استبدال الكتاب والقراءة بالمشاهدة والاستماع وقتل الوقت بالكثير من القيل والقال؟ الكثير من الإحصاءات عن معدلات القراءة عند أمة أقرأ تشير إلى اتجاه عدم القراءة، المواطن العربي كما تشير الإحصاءات الصادرة عن الكثير من مراكز الدراسات وآخرها دراسة صادرة عن اتحاد كتاب الانترنيت العرب تشير إلى أن معدل قراءة المواطن العربي هو كلمة واحدة فقط في الأسبوع في حين أن نظيره الغربي يقرأ ستة وثلاثين ساعة في السنة أي أن كفة الغربي ترجح على العربي في القراءة بمعدل 360 مرة لصالح الغربي وهنالك الكثير والكثير من الدراسات التي تثبت بالبرهان القاطع إلى إننا أمة لا نقرأ . أستغرب كثيرا من هذه المقولات المتشائمة والتي نجلد بها ذاتنا كل يوم وننعت بها أنفسنا كل ساعة ونعاير بها ذواتنا كل حين من أننا لا نقرأ، إلا إنني ما أر

حياد BBC

حياد البي بي سي     الضجة الاعلامية التي أثيرت الاسبوع المنصرم حول قناة بي بي سي العريقة ورفضها بث نداءت تبرع لصالح أطفال غزة خدمت الموضوع أكثر مما أضرته فلو أن بي بي سي وافقت على نشر الاعلان حالها حال غيرها من القنوات والصحف والاذاعات لمر هذا النداء مرور الكرام ولما شد انتباه الكثير من الناس لكن موقف القناة العريقة التي يفضلها الكثير من العرب ويعتبرها رمزا للحياد والموضوعية جلب الكثير من الانظار اليها وجعل الناس يتسائلون عن ما هو هذا النداء والاعلان الذي رفضت بي بي سي بثه لمشاهديها ومستمعيها وما هي دلالات ومضامين هذا النداء الذي جلب كل هذه الضجة الاعلامية وأثار حفيظة عدد من المحتجين البريطانين اللذين قاموا بالتظاهر أمام مبنى البي بي سي وحرق بطاقات اشتراكهم تعبيرا عن احتجاجهم على ما قامت به قناتهم المفضلة  من تصرف لا يفسر الا كونه انحياز وليس حياد الى دولة ضد أخرى. التبرير الوحيد الذي ساقته بي بي سي للتعليق على وقفها بث نداء لجنة الكوارث الدولية لجمع التبرعات لاطفال غزة من أن قرارها جاء لحماية ثقة الجمهور بحيادية تغطياتها وانها لم تتخذ هذا القرار بمفردها بل بالاتفاق مع