التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من فبراير, ٢٠٢٠

الأب آخر من يعلم

   جرس الباب يرن فتهرع للطارق، أمام الباب شخص بسروال وقميص ممسك بإحدى يديه هاتفا محمولا وبالأخرى فنجان قهوة ورقي يخبرك أن طلبك قد وصل وأن الحساب قد دفع. تبقى مشدوهًا لبعض الوقت حتى يأتيك صوت من خلفك يعلمك أنه صاحب الطلب. ابنك المراهق اشتهى فنجان قهوة من محل عالمي لبيع القهوة فطلبه عبر تطبيق هاتفه. يقرع الجرس مرة أخرى لتجد موظفًا آخر يسلمك حقيبة يد طلبتها ابنتك الصغرى من بلد يقع آلاف الكيلومترات عنك فتستغرب ولكن يزول استغرابك بمجرد أن يصبح بيتك مزارًا لموصلي الطلبات اليومية. مشهد وقوف سيارات طلبات الطعام وغيرها من التوصيلات أمام المنازل بات أمرًا مألوفًا وبعيدًا عن الاستغراب ليس كما كان الحال عليه قبل سنتين أو أقل حيث كان وقوف سيارات غريبة أو دراجات نارية أمام المنازل أمرًا مشبوهًا، ويدعو إلى الاستنفار والاستهجان، لكن باتت كل هذه المشاهد أمرًا مألوفًا، ويتسابق أفراد العائلة على طلب كل ما يريدون من خلال تطبيقات الهاتف المختلفة والمتوزعة على كل أنواع السلع والبضائع حيث أصبح سوق الطلب والتوصيل عبر الإنترنت سوقا رائجا ويحقق أرقاما خيالية في المبيعات لدرجة أن أصحاب الأعمال بدأوا