التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من أكتوبر, ٢٠٠٩

الادب وقلة الادب

الشعرة الفاصلة بين الادب وما يطلق عليه قلة أدب، قد تكون واضحة لنا معشر القراء، ولكن هذه الشعرة لا تتضح لمن يكتب مثل هذا النوع من الادب بدعوى أن ما يكتب هو من باب حرية الادب التي لا تعترف بأية قيود أدبية. قلة الادب هي نتاج للعصر الذي نحياه، وقد لا أعني هنا بقلة الادب هو ذهاب الحياء، ولكن قلة الادب تعني أن ما يطلق عليه أدبا وفنا صار اليوم قليلا ومن قلته صرنا نطلق عليه قلة أدب، فما يقرأ ويسمع ويشاهد اليوم من أدب بات لا يراعي أية قواعد للأدب، فنرى أن قلة الادب باتت هي المتسيد في حياتنا اليومية. الكثير مما تقرأه اليوم بات يحمل صيغة قلة الادب، والكثير أيضا مما نشاهده صار يحمل طابع قلة الادب، وكأن العصر الذي نعيشه اليوم صار عصر قلة الادب وبتنا نترحم على عصور الادب الذي كان فيه الادباء يحترمون القارىء والمشاهد والسامع، وكان فيه المتلقي للادب محترما يحترم ما يتلقاه من أدب. قرأت مرة لاديب عربي ينفي العلاقة بينه وبين ما يكتبه، أو بمعنى آخر يتبرأ مما يكتبه، حيث يقول بان الشخصيات التي يكتبها في قصصه ورواياته وما تعبر عنه هي ليس ما يعتقده هو، فقد يعتقد هو شىء وتأتي القصة لتعبر عن شىء نقيض. فمث

فتـاوى الجــدل

قيل "إن اختلاف العلماء رحمة للامة"، ومن هذا الباب وسع كثير من العلماء فتاواهم على حسب المذاهب التي ينتمون لها، وكما هو حال عصرنا من اثارة للجدل والاختلاف فقد جاءت الفتوى لتعبر عن هذا الحال ولتثير الكثير من الكلام والجدل واللغط حولها وحول من أفتوا بها. هنالك من الفتاوى ما يثير الضحك والسخرية في ذات الوقت لانها لا تتناسب مع الزمان الحاضر الذي تقال فيه، كما وأنه لم يتم اثارتها من قبل، وفضل العلماء السابقون السكوت عنها الى أن أتى علماء هذا الزمان فأثاروها ونفضوا الغبار عنها فصارت حديث الناس ويتم تناقلها بين الناس ليس على أنها فتوى من قبل شيخ ما وانما على سبيل التندر والضحك. في الاونة الاخيرة سمعنا الكثير من الفتاوى التي تثير الضحك فمنهم من أفتى بجواز إرضاع المرأة لزميل العمل أو كما أطلق عليها فتوى ارضاع الكبير، ومنهم من أباح إفطار اللاعبين في رمضان، ومنهم من افتى بان التدخين لا يبطل احرام الحاج، وغيره ممن أباح تناول بعض المشروبات التي تحتوي على نسبة ضيئلة من الكحول. وعلى الرغم من صحة أو عدم صحة هذه النوعية من الفتاوى واقتناع أصحابها بها وسوقهم للكثير من الادلة من القرآن والسن

مفاتيح

هل يمكن أن تكون مفاتيحك هي عنوان شخصيتك؟ أخبرني أحدهم بذلك ذات يوم قائلا يمكنك تقدير عمر الشخص الواقف أمامك من مفاتيحه التي يحملها معه، فالشاب الصغير في السن تجده لا يحتفظ في جيبه الا بمفتاح واحد أو اثنين وهذا دليل على شبابه وأن الحياة لم تعركه بعد، والكبير في السن تجده يحمل في جيبه أو في يده سلسلة ربطت في آخرها مجموعة من المفاتيح واحد للسيارة والثاني للبيت والثالث للمكتب والرابع لدولاب البيت والخامس لطاولة المكتب التي يحتفظ فيها بأسراره والسادس لمكان ما في البيت يحتفظ فيه أيضا بأسراره وتطول قائمة المفاتيح التي تتشابه وتتشابك في تنظيمها كما تتشابك حياته في التنظيم. منذ ميلادنا وحتى وفاتنا تمر علينا الكثير من المفاتيح، تبدأ عندنا من مفتاح الشنطة الصغيرة التي نحمل فيها كتبنا ودفاترنا التي نرى أن فيها خصوصية لا ينبغي للاخرين رؤيتها، مرورا بمفتاح الدراجة الصغيرة والسيارة والبيت والمكتب والخزانة والخزنة، الى ان تحين ساعة وفاتنا لتجدنا نوصي بالمفاتيح لابنائنا كجزء من الميراث الذي نخرج نحن به ويدخل غيرنا به، وتستمر الحكاية على هذا النسق مفتاح يروي قصة شخص ليفتح به أبوابا لحياة آخرين. كل

طلاق فضائي

تطالعنا صحفنا اليومية عن تزايد حالات الطلاق العربي كل يوم والاسباب تكاد كلها تتشابه وهي أن الرجل العربي يريد أن يرى زوجته التي قضى معها أكثر من عشرين عاما في قفص حديدي يريد أن يراها كل يوم مثل نانسي أو هيفاء أو روبي في غنجها ودلالها وأناقتها وملابسها فيعقد المقارنات بين زوجته التي يراها أمامه كل ليلة أبتداء من الصباح عند ذهابه الى عمله وانتهاء بأخر لحظة وداع على سرير النوم وبين نجمات وفنانات الفيديو كليب والمتسلقات على سلم ما يسمى بالطرب والغناء والتمثيل وغيرها من فنون الاغراء فيجد في نهاية المطاف أن الفرق شايع بين ملكات التلفزيون وملكته التي يراها أمامه كل يوم فلا يطيق صبرا الا ان يستغني عن ملكته طمعا في الحصول على الملكة القادمة اليه من الفضاء الخارجي. كما تقول الدراسات والاخبار اليومية فان نسبة الطلاق بين الازواج العرب في ازدياد يوما بعد يوم ويعزى سبب هذا الارتفاع الى كثرة مشاهدة الرجل العربي الى القنوات الفضائية والفيديو كليب الذي يجعل الرجل كلبا حقيقيا يلهث وراء ذلك الفيديو فقد أصاب من أسماه بفيديو الكلب، ويمارس الرجل العربي سلطته في مشاهدة القنوات الفضائية وبرامج العري المختل