التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من نوفمبر, ٢٠٢٢

دلالة القوة الناعمة في جنازة الملكة اليزبيث

وصف الكثيرون الجنازة المهيبة للملكة اليزبيث الثانية بأنها «جنازة القرن» وأن العالم لم يشهد خلال تاريخه جنازة تماثلها في الضخامة من حيثوو الترتيبات والبرتوكول المرسوم بدقة وعناية كبيرة لتفاصيل أول يوم من وفاتها وحتى مواراتها الثرى بعد عشرة أيام من الوفاة، وكما يقال فإن الملكة الراحلة هي من أشرفت بنفسها على مراسم جنازتها مع رجال الدين والعسكريين والأسرة الحاكمة ولم تترك احتمالات لحدوث أي أخطاء أو تجاوزات في الجنازة. هذا ما أسماه بعض المراقبين بالقوة الناعمة للملكة الراحلة وللملكة المتحدة حيث جذبت جنازة الملكة أنظار العالم أجمع وشغلت وسائل الإعلام خلال عشرة أيام وكانت الأنظار كلها متجهة إلى المملكة المتحدة تتابع مراسم تأبين الملكة وانتقال نعشها من منطقة لأخرى لإلقاء النظرة الأخيرة عليه إلى جولات الملك تشارلز الثالث في المقاطعات البريطانية وتنصيبه ملكا على المملكة المتحدة والكومنولث واختيار ابنه الأمير وليام لولاية العهد وغيرها من الأمور التي سرقت الأضواء وشغلت الناس خلال الأيام العشرة الماضية. القوة الناعمة وهي ضد القوة الخشنة أو الصلبة التي تستخدمها الدول والمجتمعات وحتى الأفراد باعتباره

الاعلام الهجين

 قد  يكون مصطلح “وسائل اعلام المستقبل” هو الوصف الاقرب عند تشخيص حالة وسائل الاعلام في الوقت الراهن ولاعطاء ميزة تفاضلية للشكل الذي يمكن أن تكون عليه وسائل الاعلام في المستقبل ولاضفاء صبغة ونعوت تميل الى التقليل  من وسائل الاعلام التقليدية وأهميتها وأهدافها ورسائلها، ويعتبر هذان التعبيران بحسب دارسي الاعلام بأنهما تعبيران منفصلان ويطلقان للتمايز بين القديم والحديث والتقليدي والمستقبلي الى أن برز مصطلح الاعلام الهجين وهو عبارة عن تمازج واندماج وتكامل بين الاعلام التقليدي بكافة اشكاله وصوره من صحافة واذاعة وتلفزيون والاعلام الحديث المتمثل في المنصات الرقمية ومنصات وسائل التواصل والاشكال الاعلامية المختلفة التي تستخدم تقنيات مستقبلية من الذكاء الاصطناعي في انتاج مواد إعلامية بقوالب مختلفة. كل القوالب التقليدية والحديثة والمستقبلية سوف تنصهر في قالب واحد لينتج عن هذا الانصهار مفهوم جديد لوسائل الاعلام يجمع كل الفنون التحريرية والبصرية والتقنية في منصة واحدة تكون قادرة على التشكل والتحور بحسب طبيعة الوسيلة والجمهور والفئة المستهدفة وما يفضله المتلقي لاستقبال رسالته الاعلامية في الوقت والمكا

المحتوى هو الملك

في  العام 1996 نشر بيل غيتس مقالا عنونه بنفس عنوان هذا المقال ” المحتوى هو الملك” تحدث فيه آنذاك عن أن أفضل طريقة لجني الاموال عبر الانترنيت ستكون بتقديم محتوى وأن المجتمعات كلها ستشهد منافسة شديدة في صناعة المحتوى وقد تنجح بعض التجارب في ذلك وتفشل الاخرى. في مقاله الذي تنبأ فيه بأفول الاعلام التقليدي منذ ذلك الوقت قال غيتس أن المطبوع من وسائل الاعلام ويعني بها هنا الصحف والمجلات لها قرائها الورقيين ولكي تنجح هذه التجارب الورقية على الانترنيت يجب عليها أن لا تأخذ ذات المحتوى الورقي وتقوم بتحويله الكترونيا اذ لا يوجد عمق او تفاعل كاف في المحتوى المطبوع يصلح أن يكون مناسبا للنشر الكترونيا. نبؤة بيل غيتس لم تؤخذ بجدية للاسف من قبل صناع الاعلام التقليدي الصحف والمجلات أولا ومن ثم تتلوهم الاذاعة والتلفزيون ثانيا وثالثا فمع كثرة المواقع الالكترونية الاخبارية وحسابات وسائل التواصل المختلفة الا أن أغلبها عبارة عن صورة طبق الاصل من الخبر الصحفي المنشور في الجريدة او المقابلة الاذاعية المبثوثة في الاذاعة او الفيلم او التقرير الاخباري المبثوث على جهاز التلفزيون، من هنا أطلت فكرة أن الاعلام التقلي

مسافة أمان

  “عندما نخطىء في حساب المسافات نفقد علاقتنا بالآخرين” مقولة قرأتها ولا أذكر قائلها ولا مناسبة قولها لكن عمق معناها جعلني أستهل بها هذا العمود، فكل علاقة سواء أكانت بالقرب الزائد أم بالبعد القصي تسرّع في إنهاء أمد تلك العلاقات ما لم تكن العلاقة مضبوطة على مسافة معينة تضمن الارتداد والاقتراب قبل وقوع الاصطدام. كتب الكثير عن محاسن ترك مسافة أمان بين الناس خصوصا مع من تحب فلا الاقتراب الزائد محمود ولا الجفاء والبعد محمود أيضا، فخير الأمور الوسط وخير العلاقات ما تبقى على مسافة يحافظ فيها الطرفان على خصوصية كل منهما ويضمن عدم التداخل أو التقارب المفرط بين الطرفين فلكل شيء حدود يجب ألا تعبر وخصوصيات يجب ألا تنتهك حتى وإن كانت من أقرب الناس أو أقرب الشخوص للإنسان.   الحياة تعلمنا أن كل شيء فيها خلق محافظا على مسافته الآمنة من دون أن يتداخل أو يبتعد عن الشيء الآخر ولعل المثال الأبرز يأتي من المسافة الآمنة التي تتركها المركبات في الحارات والشوارع، فالاقتراب الأكثر من اللازم ينبئ بوقوع حوادث والابتعاد الكثير يخلف وراءه بطئا وتأخرا في المسير، حتى أن المركبات الحديثة صممت بمجسات آلية تساعد على إبق