التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من مايو, ٢٠١٣

قول تم

يقف خلف مكتبه المحصن بأبواب زجاجية تمكنه من رؤية الطابور الذي وقف بانتظاره طمعا وطلبا لاستثناء (منه)، فكلمته كفيلة بأن يتم الافراج عن طلبك وموضوعك إن كانت إيجابا أو تكون سببا لبقائك في ضيافته ليوم أو يومين آخرين. لا يكلف في كثير من الأحيان رفع عينيه الى من يكلمه، فهو مهتم بالورقة أكثر من صاحبها، لا سيما وأن الكثير من الوجوه متشابهة ومتكررة، فهو يهتم فقط بتوزيع الاستثناءات وفق ما يشاء هو وبأمر منه. مشهد لا استطيع وصفه بأقل من كلمة " درامي" فأنا وسط ذلك الطابور الطويل الذي ينتظر استثناء (منه) وكلي أمل ورجاء أن لا أعود الى ذلك المكان مرة أخرى وأن لا أحتاج الى تكبد مشقة الترحال الطويل الى تلك الجهة ولا إلى انتظار الطابور الممل ليأتي دورك أولا في استقبال معاملتك ومن ثم طابور آخر لكي تتاح لك فرصة شرح ظرفك له يمكن بعدها أن تحصل على استثنائه إن رقت له ورق هو لحالك وشكواك وأنينك. مشهد لا يمكن أن تراه إلا هنا معنا في بلادنا وما جاورها من البلاد التي ما زالت تعيش الى اليوم على كلمة " قول تمً" لإنهاء الكثير من المعاملات وحل الخلافات والتوسط في كثير من الامور والتوصل الى تسوية ل

انشر ولك الأجر

في مجتمعنا المؤمن يبحث الناس عن الأجر والثواب من عند الله حتى لو كان بإعادة إرسال رسالة لعدد من المعارف والأصدقاء ، فالإيمان كما قال الرسول الكريم بضع وسبعون شعبة زادت عليها وسائل التواصل الحديث شعبة أخرى وهي " انشر ولك الأجر". جميلة هي مشاركة الناس فيما نحصل عليه، والأجمل من ذلك أن نتشارك معهم الأجر والثواب " فالدال على الخير كفاعله"، ومن منا في هذه الأيام لا يرغب في أن يزيد من حصيلة حسناته ويضاعفها ويدخر الكثير منها ليوم الدين بل ويزيد عليها أضعافا مضاعفة إن قام هو وثلة من أقرانه بنشر رسالة ظاهرها يحث على التقوى والعمل الصالح وباطنها يدعوك إلى المساهمة في نشر حقائق تكون في أغلب أحيانها مضللة وغير صحيحة. ارتباط النشر بالأجر والثواب عبارة ليست بالجديدة على مجتمعنا، فمنذ عرفت البشرية اختراع وسائل التواصل الحديث والتي يأتي جهاز الحاسب الآلي في قمة هرمها وليس آخرها الهاتف المحمول اخترعت معها هذه العبارة، وكأنما جاءت هذه الوسائل لتسريع وتيرة حياتنا وكذلك لتسرع وتيرة حصولنا على الأجر والثواب بدلا من قضاء الساعات والأيام في صلاة وصوم وعبادة وغيرها من العبادات، فقط لمسة

سحابة صيف

​ لطالما كان المطر ملهما للشعراء والكتاب والفنانين، يستوحون منه كثيرا من إبداعاتهم وكتاباتهم. وفي ثراثنا العربي بات المطر رمزا للخصب الذي يأتي بعد المحل والجدب وتغنى به كثير من الشعراء وشبهوه بكثير من الاوصاف التي لا نجد غزارتها في أي أدب آخر باستثناء الادب العربي الذي يحفل بكثير من الاوصاف والنعوت للمطر وما يصحبه من برق ورعد وسحاب وألوان زاهية تعقب سقوطه وانهماره. سمى العرب قديما المطر بأسماء كثيرة، ربما من فقدهم واشتياقهم له، ومن حبهم وإجلالهم له فهو الغيث والهتان والوبل والعارض والقطر والرهام والسح والوسم والودق والرذاذ والديمة والسيل..الخ، حتى السحاب الذي يبشر بقدوم المطر أطلقوا عليه كثير من الاسماء لانه هو المبشر بقدوم الغيث وخصب الحياة وتكاثر الزرع وإحياء الارض بعد موتها، وجاءت أسماء السحاب في كثير منها معبرة عن البشر والسرور والانتظار والترقب مثل الغمام والدجن والوكاف والجهام والديم. وكثير من شعراء العربية قد تغزلوا في المطر وأبدوا اشتياقهم له في أشعارهم ابتداء من امرؤ القيس الذي يسترسل في وصف المطر وما خلفه من طوفان ماء غمر الدنيا كلها ويبتدىء إحدى قصائده بالبرق المبشر بقدوم