التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من نوفمبر, ٢٠٢١

فكر كالرهبان

على أرفف مكتبة كبيرة تضم آلاف الكتب شدني كتاب عنوانه "عش بصفاء وبلا خوف" لمؤلفه جاي شيتي فقررت اقتناءه لأنه من الكتب الحديثة الصادرة والمترجمة عن الانجليزية ويحمل في مضمونه كثيرا من النصائح والإرشادات للعيش في هذه الحياة بكل سعادة وصفاء وحب والتغلب على السلبية والذاتية والأنانية. المؤلف أعطى لكتابه بنسخته الانجليزية عنوان "فكر كالرهبان" باعتبار أن حياة الرهبان هي الحياة النموذجية التي يجب أن يحييها الإنسان مبتعدا عن التعاسة والمنغصات لأنها حياة تخلو من الحقد والحسد والبغض والمقارنة مع الآخرين وحب التملك والسعي نحو الكمال وغيرها من الأمور التي باتت تؤرق الإنسان في هذا الزمان. شدتني الصفحات الأولى من هذا الكتاب لأنها تحكي تجربة كاتبها عن الحياة من قبل أن يصبح ناسكًا وبعد أن أصبح ناسكًا متعبدًا لا يعنيه من الدنيا سوى التأمل والعبادة والتفكر في ما خلق الله والابتعاد عن كل الخطايا والسوءات التي تكدر حياة الإنسان وتحيلها إلى تعاسة، الكتاب وإن لم يكن الأول في مضمونه الذي يتحدث عن السعادة والبحث عن الكمال في الدنيا والعيش بزهد إلا أن أسلوب كاتبه يجبر القارئ على مواصلة قراء

معاناة كاتب وكتاب

  عصفت الريح بكثير من الأوراق فتطايرت وتناثرت في كل مكان ولم تفلح الأيادي الكثيرة الممتدة إلى هذه الأوراق من لملمتها بعد أن شتتتها الرياح. هكذا قد يوصف مشهد انحسار الورق وانحسار قراءته وطباعته وتأليفه وتوزيعه ونشره والصناعة القائمة عليه منذ عهد الطباعة حتى يومنا هذا. قبل فترة وجيزة دخلت مكتبة لبيع الكتب فدهشت من ضخامتها واتساعها واحتوائها على آلاف الكتب الورقية المكتوبة بمختلف لغات العالم وامتلاء أرفف تلك المكتبة بالكتب والمجلات والصحف في كل فنون وأنواع الكتابات العلمية والأدبية والقصصية والروائية والتاريخية وغيرها من الأقسام التي تهم القارئ ابتداء من الطفل وحتى كبير السن. لبرهة وقفت مدهوشا من مجموع الكتب التي تضمها تلك المكتبة العملاقة فتساءلت في نفسي هل لا تزال صناعة الكتاب الورقي رائجة؟ وهل لا تزال العناوين الجديدة للكتب تجد طريقها إلى النشر وهل لا يزال الناشرون يعملون بذات الربحية أولا وبذات الجدوى ثانيا وبذات الإيمان بأهمية النشر والقراءة ثالثا؟ ولكنني ما إن التفت جانبا حتى جاءني الجواب من أن رواد المكتبة الضخمة لا يتجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة وبدت المساحات الكبيرة خالية إلا من

حول العالم في يومين

  من تحت شجرة اللبان انطلقت رحلتي لأطوف العالم في يومين فقط سيرا على الأقدام. تتبعت في رحلتي قوافل الإبل المحملة بالذهب الأبيض إلى أن ألقت بضاعتها في مدينة البليد الأثرية لتحملها عبر البحر سفن البوم والغنجة وتبحر عبر الأزرق الشاسع في رحلة تسيرها الرياح الموسمية حتى تصل إلى الضفة الأخرى من العالم لتضمخ روائحها الكنائس والمعابد والأديرة والقصور بعبق روائح اللبان العماني. من جناح سلطنة عمان في معرض اكسبو كانت بداية رحلة طفت خلالها دول العالم وتعرفت على عادات وثقافات وتراث ومعتقدات وأساطير الشعوب والقبائل حول العالم منها التي سكنت قمم الجبال وقيعان الأودية وضفاف الأنهار ووسط الرمال وتحت الثلوج وبين الجزر ومنها التي استطاعت تحقيق ثورات في العلوم والمعرفة والابتكار والخيال العلمي فجاءت كلها إلى هذا المعرض العالمي لتبهر العالم بما تمتلكه من إرث خالد وكنوز دفينة. على بعد خطوات من لبان ظفار وصلت إلى إيران فاستقبلني سجادها العجمي المزخرف بالألوان والمزين بالنقوش الإسلامية بلوحات حضارية بصرية استطاعت عبر الحقب والأزمان من نسج علاقات ود واحترام بين دول العالم المختلفة منذ الإمبراطورية الفارسية حتى

ريادة الاعمال بين الابداع والتقليد

 في قرية صغيرة قرر شاب طموح فتح مشروع صغير لبيع الخضراوات والفواكه ولكونه المحل الوحيد في  القرية  تهافت الجميع على الشراء منه فحقق أرباحا جيدة وبحكم أن تجربته كانت الأولى في القرية فقد ضمنت له النجاح. أغرت هذه التجربة "ناسخي قصص النجاح" بافتتاح محل ثان وثالث لبيع الفواكه في القرية ذاتها غير أن القوة الشرائية للأهالي لم تكن بتلك القوة مما ترتب إغلاق المحلات الجديدة. هذا هو حال بيئة الأعمال هذه الأيام أفكار حديثة إبداعية تنجح في تحقيق تنافسية عالية ثم يتم استنساخها من قبل آخرين من دون النظر إلى القوة الشرائية أو الحاجة إلى هذا النوع من الأعمال أو غياب التحديث والتجديد والابتكار أو الجهل بالإدارة المالية وإدارة الموظفين وقصر الرؤى في إعداد الخطط لتحقيق العوائد المالية المرتجاة من المشروع. بنظرة سريعة على " البزنس" هذه الأيام تجد أن الكثير منه قائم على استنساخ أفكار ناجحة استطاعت تحقيق النجاح والانتشار فأغرت الكثيرين لاستنساخ هذه التجارب الناجحة لكن من دون التعديل أو الإضافة أو الابتكار عليها. محل "كرك" يأتي بفكرة جديدة لبيع الشاي والخبز فينجح المشروع وتستنسخ