التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من فبراير, ٢٠١٢

فسحروا أعين الناس

        جمعني لقاء بأحد الأخوة السوريين، وكعادتنا نحن العرب  إذا التقينا أن تكون السياسة حاضرة في كل لقاءاتنا لا سيما هذه الأيام خصوصا إذا ما كان الضيف من سوريا العزيزة وتحديدا من أهل حمص. كان ضيفي يدافع وبشدة من أن ما ينقل عبر وسائل الإعلام مجتمعة مبالغ فيه أكثر من اللازم وان الوضع في بلاده لا يحتمل هذا الكلام الكبير الذي يقال عنه، وكنت أنا بحكم إدماني مشاهدة التلفزيون أقول له بأن ما يبث " من حقائق" مؤلم جدا وأن ما ينقل ليس إلا بعضا مما يجري على الأرض. رغم اختلافنا على أصل القضية، إلا أننا اتفقنا بأن كل طرف من أطرافها النظام الحاكم والشعب الثائر كلاهما يسخرً وسائل الإعلام لخدمته والمشاهد يبقى تائها يصدق من ويكذب من. وهذا هو حال كل القضايا في كل العالم، كل فريق يحاول أن يسخر وسائل الإعلام لصالح قضيته ويقنع جمهوره بأنه على الحق وغيره على الباطل. استحضرت قصة موسى عليه السلام وفرعون عندما جمع فرعون السحرة من كل مصر ليثبت لموسى بأن ما جاء به لا يعدو كونه سحر يمكن لسحرته أن يأتوا بما هو أكبر وأعظم منه. وفي اليوم الموعود ألقى سحرة فرعون عصيهم وحبالهم فتحولت إلى أفاع صغي

هاكونا ماتاتا

           انتشرت هذه الكلمة بين فئات المجتمع العربي وبصفة خاصة فئة الاطفال والشباب للتقليل من شأن أي أمر قد يصادفك في الحياة فبمجرد أن تقول هذه الكلمة السحرية تشعر وكأن ما استعصى عليك أصبح سهلا يسيرا وأن الدنيا باتت كلها وراء ظهرك. عندما قمت بالبحث في معنى هذه الكلمة في شبكة الانترنيت وجدت الكثير من المواقع التي تتحدث عن معناها ووجدت كذلك الكثير من المواقع التي انقسمت ما بين التحذير والترغيب في هذا المصطلح الجديد، فهنالك من أعجبه هذا التعبير وصار يعتمده كفلسفة في حياته بأن كل شىء في الحياة يمكن أن يكون " هاكونا ماتاتا" أي كل شىء سهل ويسير فقط ويعتمد على مدى تقبلك أنت كشخص لاي موضوع قد يطرأ عليك في الحياة، فمثلا لو صادفتك مشكلة ما في حياتك اليومية فما عليك الا أن تنسى المشكلة برمتها وتحاول البحث عن الحلول وتقول " لا توجد مشكلة" وهذه الفلسفة هي ما ينادي بها الدارسون للتنمية البشرية وتطوير الذات الذين يذهبون الى أن الفرد بذاته يمكن أن يحل مشاكله بنفسه. هنالك فريق آخر رأى بأن " هاكونا ماتاتا" هذه هي فلسفة تقوم على تدمير كل القيم والعادات والت

مطلق الحرية

               نعتقد جزاما أو جزافا بأن لنا مطلق الحرية في اختيار ما نشاء أو تناول ما نشاء أو لبس ما نشاء والتعبير عما نشاء، طالما امتلكنا أدوات هذا الشيء من دون أن يكون أحدا وصيا ومسئولا عنا ساعة ممارستنا لحريتنا المطلقة. في هذه الأيام قد لا يلتفت الناس كثيرا إلى مفهوم مطلق الحرية أو الحرية الكاملة إلا عندما يتعلق الأمر بحرية التعبير سواء بالكتابة أو التظاهر أو الشجب والتنديد، عندها تظهر الكثير من الشعارات المرددة بأن الدستور والقانون وحقوق الإنسان وغيرها من المصطلحات قد كفلت لنا هذه الحرية المطلقة فلماذا إذا تمنعوننا من ممارسة هذا الحق ولماذا يتم مساءلتنا عما نكتبه ونتفوه به ولماذا ينقسم المجتمع إزائنا بين مؤيد ومعارض . قرأت خلال الأسبوع المنصرم عن حادثتين لمدونيين خليجيين أحدهما بالمملكة العربية السعودية والآخر هنا معنا في سلطنة عمان، مارسا حقهما في التعبير المطلق عما يدور في رأسهما من أفكار ومعتقدات فقاما بتدوين ذلك في كتابات نشراها على صفحاتهما على الانترنيت. جاءت هذه الكتابات في مجملها لتطال من أعراض الآخرين. الأول تطاول على ذات الرسول عليه الصلاة والسلام في تغريداته