التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من يناير, ٢٠٢٢

الخمسون

 انفرط عام من العمر كنت أتكئ عليه ليسندني من مزالق الكبر، شعيرات بيضاء نبتت في كل مكان باتت علامة واضحة على التقدم في العمر، الجسد المثقل بالكثير من متاعب الحياة لم يعد يحتمله عظم واهن. كلمات وهنهنات تسمعها بين فينة وأخرى تسمّيك مرة بالعم وأخرى بالوالد وغيرها بـ «الشايب» كلها علامات على كبر في السن بدأت صورها في الوضوح قليلا قليلا. عتبات الأربعين كانت ملاذا ومآلا للشباب فيها كل النعم والخيرات والبركات وفيها كما قيل اكتمال العقل ورجحان الفكر وإيتاء الحكمة واكتمال الحلم وفهم المنطق وفيها بعض من رائحة الثلاثين التي هي فورة الشباب وفتوته، وقوته، وعنفوانه، وسلطانه وقبلها العشرون التي كانت انطلاقة لسباق الحياة ومضمارها الطويل. العشرون ثم الثلاثون بعدها الأربعون وحبات العمر تبدأ في الانفراط واحدة تلو الأخرى حتى تصل إلى الخمسين التي هي بداية لعتبة كبرى وعقبة أخرى من عقبات وعتبات العمر يتغير فيها كل شيء ويتحول وكأنه بداية جديدة وميلاد جديد ينتقل فيه الإنسان من عقبة الشباب إلى عقبة الشيخوخة والكهولة ليبدأ فيها بالنزول التدريجي من قمة العمر وفورته إلى مسارات أخرى تكون أبطأ وأسهل مدفوعة بجهد سابق

الباحثون عن المتاعب

  مهنتنا أي مهنة الصحافة غير محبوبة على المطلق  من قبل كثير من أطياف المجتمع، فهي أول من يجلب الاخبار السيئة ويعلن عنها وينشرها على الملأ، وهي من يفتش عن الأخطاء في الجهات المختلفة ويحقق فيها ويثير الكثير من الأسئلة والاستفسارات وكما يقال  فالصحفي  يدس  أنفه في كل صغيرة وكبيرة بحثا عن المعلومة والحقيقة و تفنيد الصحيح من السقيم من الاخبار. وعلى الجانب الاخر هي مهنة تثير الكثير من المشاكل للمؤسسة التي ينتمي اليها الصحفي من جهة وتثير أيضا الكثير من التساؤلات حول الصحفي ذاته في مصداقيته وولائه واخلاصه وغيرها من الأسئلة التي لا تنتهي ولا يمكن العثور على إجابات صحيحة لها. هي مهنة يقع ممتهنها بين مطرقة  القارىء  الباحث عن كل الاخبار والمعلومات والتحقيقيات والاخبار الصحيحة وبين سندان المتاعب التي تثيرها هذه المهنة بدءا من توجهات وسياسات المؤسسة الصحفية التي ينتمي اليها وبين القيم والاخلاقيات والأعراف الصحفية التي يتبناها ويرفع شعارها الصحفي في كل خبر يكتبه او تحقيق يبحث فيه عن إجابات او استطلاع يبحر فيه نحو شمولية الفكرة والموضوع. العمل في  هذه المهنة شاق جدا  من  النواحي البدنية والنفسية ولعل