التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من فبراير, ٢٠٢٢

الحرب في زمن السوشيل ميديا

                                    خلال مسيرتي في العمل الاعلامي والتي ابتدأت قبل أكثر من عقدين ونيف من الزمان كنت شاهدا على العديد من الحروب التي تدور رحاها في انحاء العالم المختلف سواء الفقير منه والغني بمختلف الاسباب والمسببات والدوافع والنتائج التي تفضي اليها تلك الحروب وما تخلفه من كوارث طبيعية وانسانية على البشر اللذين يقعون ضحايا في خلافات لا ناقة لهم فيها ولا جمل كما يقول المثل العربي. غير أن الحرب الاخيرة التي تشنها روسيا على أوكرانيا وما يصاحبها من ملابسات تعود بالمرء الى حقبة الحرب الباردة وحروب الاتحاد السوفيتي السابق وجمهورياته المنفصلة عنه تختلف عن باقي الحروب التي شهدتها البشرية في كل تاريخها فكما أن الحياة تتطور في اشكالها والوانها فأيضا الحروب تتطور وتتشكل وتتنوع في تقنياتها وتكتيكاتها وحروبها النفسية والدعائية اضافة الى دخول لاعب جديد في هذه الحرب هي الحرب التي تجري وقائعها على ساحات السوشيل ميديا ووسائل التواصل الاجتماعي وما يرافق هذه الحرب من تدليس وخداع وتززيف للحقائق من جانب ونقل لوقائع هذه الحرب من وجهة نظر شخصية واظهار الحقائق كما تحدث تماما على أرض الواقع

معضلة الكتابة

افتح الحاسب الآلي لكتابة هذه الزاوية الأسبوعية، لكن ما ينز من الذاكرة لا يكفي لملء سطر واحد، أتململ في جلستي بحثا عن موضوعات قابلة للكتابة فأجد أن كل الأفكار مستهلكة ولا شيء جديد في الحياة يستحق الكتابة عنه فقد سبقني المتقدمون والمتأخرون في الكتابة عن كل شيء. أعدل من جلستي أقف أجلس أمشي أبدل المكان استمع إلى أصوات الموسيقى وأصغي إلى الطبيعة ولا شيء يأتي. يبدو أن اليوم لن يمر بسلام فهذه معضلة الالتزام، أجزم أنكم مثلي لديكم معضلة كبرى مع الالتزامات الكثيرة في الحياة حتى وإن كانت صغيرة لكنها تبقى التزاما أمام النفس وأمام الآخرين والتراجع عنها يكون في كثير من الأحيان بمثابة عدم الوفاء بالعهد. هاتف يدق باب عقلي ويطرقه بقوة كيف تقول إن لا أفكار في الحياة وأنك لا تستطيع الكتابة عن أي شيء وأن الأفكار قد جفت والصحائف امتلئت من كثرة ما يكتب؟ اكتب مثلا عن مشاكل الإنسان اليومية التي تعترضه منذ شروق شمسه وحتى ناشئة ليله فهذه كثيرة، اكتب عن معاناة البشر في الحصول على رغيف يوم يقتاتون به أو عن رب أسرة يعاني في توفير قوت يومه لعائلته الكبيرة، ساعد في الكتابة عن شاب يحاول البحث عن فكرة مشروع يبدأ بها ح

الانسان والاعلام

 من الحوادث القليلة أن أتسمّر على شاشة التلفزيون لساعات طوال لمشاهدة حدث معيّن حتى وإن كان ذلك الحدث مباراة في كرة القدم أو مشاهدة فيلم سينمائي طويل، غير أنني هذه المرة كسرت كل قواعد المشاهدة والتسمُّر أمام شاشة التلفزيون عندما تعلّق الأمر بإنقاذ طفل صغير في قرية نائية لا تظهر حتى على الخريطة، من قاع بئر مكث في قعرها أربعة أيام متواصلة ولم تستطع وسائل الإنقاذ الوصول إليه إلا في اليوم الأخير بعد أن فارق الحياة وارتفعت روحه الطاهرة إلى بارئها. سألت نفسي: لماذا كسرت عاداتي القديمة وهجرت عاداتي الجديدة، أمن أجل عملية إنقاذ طفل صغير عالق في غياهب جب وهنالك العشرات إن لم يكن المئات من الأطفال في أرجاء العالم كله يئنون ويموتون تحت وطأة الحروب والتهميش والتعذيب وغيرها من وسائل الوحشية المُمارسة على أطفال العالم؟ وأنا أشاهد البث الحي المباشر لإنقاذ الطفل ريان شعرت بالأسى والتضامن معه ومع والديه وسالت دون إرادة مني بعض دمعات كنت أحبسها كي لا تسيل على خدي، وتساءلت هذه المرة وبصوت عال: لماذا كل هذا الاهتمام العربي والعالمي بحادثة الجب؟ تذكرت بعض المقالات التي قرأتها في وقت سابق عن الإنسان والإعلام

بين التدوين والتغريد

  قبل عشر سنوات وخلال فورة التدوين الرقمي أو ما يعرف بـ«البلوج» أو «البلوجر» العائدة إلى المدون ذاته صاحب التدوينة، أنشأت مدونتي الإلكترونية التابعة لعملاق الرقميات جوجل، وأسميتها باسمي كي تقترن بي واقترن بها، ولا أخفي سرًا إن قلت إنني ما قمت بإنشاء هذه المدونة إلا للحاق بـ«عصر التدوين» الذي كان رائجًا في ذلك العقد الماضي، ولأقدم نفسي للآخرين بأنني مدون صاحب تدوينة رقمية تضم بين أقسامها مختلف المقالات والأعمدة التي أقوم بنشرها في الصحافة. عشت العصر الذهبي للتدوين الإلكتروني وانغمست في تفاصيله، وتابعت ما كان يجري على الساحة الإلكترونية من سجالات على مقالات ساخنة كانت تنشر على صفحات الإنترنت في مختلف المواقع والمنصات والمنتديات ومواقع الحوار المختلفة عما كانت تُثيره تلك المقالات من تساؤلات لدى كُتابها، وردود الأفعال من القراء متعددي المشارب والآراء وبعض المراقبين لما يجري على ساحات الحوار الإلكتروني، وما زالت ذاكرتي تحتفظ ببعض من المقالات التي أحدث كُتابها جلبة وضوضاء وسلطت كتاباتهم الكثير من الضوء عليهم، كما أسهمت بعض الكتابات في تغيير وتعديل بعض من الأمور التي كانت تجري على الساحة المح