التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من سبتمبر, ٢٠١٣

ملحد في زمن التشدد

                         قادنا الحديث عن الثورات العربية ومحاولة أسلمتها من قبل بعض قياداتها الى الحديث عن صديقه الملحد الذي بدأ بالمجاهرة بإلحاده في بلد أفتى فيه علمائه المسلمين ببطلان صلاة من أسبل ثوبه فكيف ببطلان إسلام من ناقش بعضا من مسائل العقل التي تخص الدين والتي لا ينبغي لأحد غيرهم الخوض فيها. صديق صديقي الملحد لم يعجبه الحال الذي وصل اليه المسلمين اليوم من تشرذم وفرقة وطائفية ومذهبية وغيرها من أحوال الدهر الكثيرة التي تكالبت على حاملي آخر رسالة سماوية، مرجعا السبب في ذلك الى بروز طائفة ممن نصب نفسه مرجعا لكل الاسلام والمسلمين في شرق الدنيا وغربها فأفتى بحل دم فلان واراقة دم علان، بصحة إسلام أهل التوحيد وتكفير ملة غيرهم من اخوانهم من المسلمين، بجواز مهادنة هؤلا وشن الحرب على غيرهم من الطوائف المسلمة الكافرة. هذا الرجل حاله كحال كثير ممن اختار اللادين ليكون دينا له، نابذا كل الاديان والطوائف والاختلافات الدينية والعقدية والمذهبية وراء ظهره، مفضلا العيش الدنيوي بلا دين يأمره بهذا أو ينهاه عن ذاك، يحضه على حب فلان وكره الآخر، يحلل له هذا ويحرم عليه ذاك. هو يتبع عقله وهو

مستشار .. غير مستشار

    مضت على حاله تلك سنوات عدة، يأتي الى عمله كل صباح، يبدأ في تطبيق برنامجه اليومي الذي اعتاد عليه وتآلف معه كما تآلف مع منصبه الجديد، يبدأ صباحه بفنجان قهوة، يلحقها بتصفح صحف الصباح الواحدة تلو الأخرى، حتى أنه من فرط ادمانه عليها بات يعرف كل ما يجري في البلد وخارجه من أحداث وصار وكما يقول المثل صار لا يشق له غبار في الشأن السياسي والاقتصادي، وبعد أن يفرغ من جريدته يلتفت إلى يساره ليكمل تصفح ما تبقى من أخبار الكترونية ليعرج على كل المواقع المحفوظة له في سطح المكتب. هذا هو حال البعض ولا أقول الكثير من المستشارين اللذين باتت أعدادهم في التكاثر في مؤسساتنا الحكومية وأشباهها، وكأن من أريد له أن يتبوأ هذا المنصب إنما اريد زحزحته عما كان يقوم به من عمل أو كما يقول البعض أريد له التكريم الذي لا يحصل عليه سوى القلة القليلة من المحظوظين. لفهم طبيعة عمل المستشار، لا بد من توصيف هذه الكلمة التي اشتقت أصلا من الاستشارة وابداء المشورة والمساعدة على اتخاذ الرأي، ولا يمكن أن تمنح هذه الدرجة العالية الرفيعة إلا لمن عرف عنه بأنه ذا رأي سديد وعلم وسيع وخبرة ذات سنين. وفي دول العالم المتقدم لا ي

هيئة أم وزارة ؟

  في جهازنا الحكومي أهل الوزارات يحسدون أهل الهيئات على ما من به الله عليهم من مكارم وهبات ومنح تميزهم عنهم في كثير من الأمور لعل أولها وأفضلها وأجملها هي ميزة الرواتب التي يتقاضاها موظفو تلك الهيئات مقارنة بنظرائهم من موظفي الوزارات. بل ويتمنون ويدعون الله أن يستجيب لدعائهم في يوم ما وتتحول وزارتهم بقدرة قادر الى هيئة عامة كانت أم خاصة فالأمر سيان بالنسبة لهم. الأمر هنا يتعدى الحسد المعروف فهذا أمر مفروغ منه ليتجاوزه إلى بعض النظرات الجارحة التي ينظر بها أهل الهيئات إلى أهل الوزارات، فنظرة موظف الهيئة إلى أخيه موظف الوزارة إن اجتمعا في محفل أو مكان أو عمل ما فهي تدل على أنه أفضل منه حالا وأعز منصبا فهو لا يخضع مثله لقانون الخدمة الذي يساويه بغيره من مئات الآلاف التي تخدم في قطاعات الوزارات الخدمية. بدأنا مؤخرا في تكثير عدد الهيئات العامة والخاصة وما شاكلها من مؤسسات وشركات ومجالس عليا وغيرها من المسميات التي بات الهدف الرئيسي والحقيقي منها هو البعد عن قانون الخدمة المدنية الذي بات في نظر الكثير من الموظفين والمسؤولين يمثل عائقا في تقدم أية جهة حكومية ويكبح جماح منح المسؤول الأعلى لتلك