التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من يونيو, ٢٠١٢

رسالة على ورق

      تختزن ذاكرتي بعض الصور القديمة عن مجلة أطفال كنت اشتريها كلما سنحت لي فرصة زيارة مدينة أكبر من قريتي، لم ترسخ في ذاكرتي قصص تلك المجلة ولا رسوماتها، فما رسخ وتسرب الى قاع عقلي هي صور الصغار التي كانت تزين الصفحات الداخلية لتلك المجلة، وكنت أتمنى لو أنه في يوم من الايام كانت صورتي وأنا مبتسم على إحدى تلك الصفحات وأكتب عن هوايتي بأنها " المراسلة"، فأبدأ في رسم صورة الكم الكبير الهائل من الرسائل التي تصلني عبر البريد من أصدقاء افتراضيين من كل العالم ومن كل الجنسيات ومن كل الاجناس يكتبون لي عن أنفسهم واسرتهم وأماكن اقامتهم وهواياتهم وأكتب أنا اليهم عن صور خيالية عما كنت أحلم به من حياة غير حقيقية لم تكن قريتي الصغيرة قادرة على توفيرها لي. أذكر أنني كتبت عن نفسي لاهلي في سن متأخرة بعدما خرجت من الجامعة وأكملت تعليما عاليا في دولة متقدمة في مجال البريد، كنت أرسل صوري التي أتباهي بها الى اسرتي وفي الخلف تعليق طريف على ذلك المشهد، كنت أستمتع بوضع تلك الصور في مظروف والذهاب الى مكتب البريد في الجهة المقابلة لمكان الاقامة، ولم يكن الرد ليأتي برسائل كالتي أرسلها وإنما برس
   استعرت عنوان هذا المقال من كتاب للمؤلف نبيل فهد المعجل الذي حمل نفس العنوان " يا زيني ساكت .. شىء من مزح ومرح"، ومع مراعاة الاختلاف بين ما تطرق اليه المؤلف في كتابه وبين ما قصدته أنا في هذا المقال، حيث أجدني بحاجة فعلا الى السكوت وملازمة الصمت في هذا الزمان الذي بات ينطبق عليه تماما القول الذي يقول " إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب". كثيرة هي الاقوال والحكم والموروثات في تراثنا العربي التي تشجع الناس على الصمت بدلا من الكلام من مثل " خير الكلام ما قل ودل، رب سكوت أبلغ من كلام، لسانك حصانك إن صنته صانك ،، وغيرها من أمثال العرب التي تمتدح الصمت وتذم الكلام والثرثرة، ربما لان التراث العربي حافل بالكثير من المثرثرين واللاغطين في الكلام الذين وكما قال فيهم مثل عربي غيره " لا يعجبهم العجب ولا الصيام في رجب". نعم، يا زيني ساكت في هذا الزمان الذي كثر فيه الضجيج وكثر فيه الغث من الكلام وأصبحت الاكثرية تتكلم بكلام لا تفقه منه الكثير، وأمسى الباقون يرددون ما يقال لهم ويتبعون أهواء من تبعوهم بدون أن يمعنوا فيما يقولون ولا ما يعتقدون. نعم،

موظف حكومي متغطرس

      أعرف أن عنوان هذا المقال سوف يثير غضب الكثير من موظفي الحكومة لا سيما من لهم علاقة مباشرة بخدمة الجمهور، فواقع الحال المعاش على الارض يقول   أن الكثير من موظفي المؤسسات الحكومية الخدمية " يتفنن" في ممارسة صلاحياته الممنوحة له على المراجع البسيط الذي لا يملك إلا أن يقول " إنشاء الله، اذا كان القانون يقول ذلك". لا أرغب في استخدم كلمة أن "الموظف الحكومي يتفنن في إذلال المراجع" بشتى الطرق التي يوجد لنفسه فيها ثغرات قانونية والتي لا يوجد، وإنما هو يفتي بذلك من تلقاء نفسه، فقط ليرضي غرورا داخليا بأنه صاحب سلطة ويجب أن يمارسها على المراجعين. كثيرة هي الامثلة التي أسمعها من أصدقاء عن ممارسات لموظف متغطرس لم يقابلهم بابتسامة أو ينظر اليهم وجها لوجه أو يستمع الى مطالبهم أو يبادلهم أطراف الحديث أو حاول التسهيل عليهم في بعض الامور أو سمعوا منه كلاما حلوا عذبا، بل إن العكس هو ما يحصل دائما فهو إما أن يكون منشغلا طوال وقته بهاتفه النقال أو يرد على رسالة قصيرة أو يتأفف من كثرة المراجعين أو يتحدث بضيق عن حال مؤسسته وحاله التي هو عليها، أو أن الملل قد