التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من ديسمبر, ٢٠١٠

كذب الصحفيون ولو صدقوا

       أعتذر لكل من امتهن الصحافة والصحفيين على عنواني هذا، فليس القصد بأنهم دائمو الكذب فيما ينشرون من أخبار، وأيضا لا ينطبق عليهم المثل الأصلي الذي اقتبست منه هذا العمود وهم " المنجمون" ولكن ما قصدته هنا أن بعضا من الصحفيين قد يقعون فريسة وتحت تضليل كثير من الناس لا سيما السياسيين منهم فينشرون أخبارا غير صحيحة تنسب إلى الصحفي نفسه فيتهم بالكذب فيما ينشر. لنقرب الصورة أكثر.. قبل الغزو الأمريكي للعراق بدأت الولايات المتحدة وحلفائها حملة استهدفت إقناع الصحفيين والإعلاميين أولا ومن بعدهم عامة الناس بأن العراق بات مصدرا لتصنيع الأسلحة النووية ويمثل خطرا حقيقيا على البشرية في حال استمر على حاله تلك، وبعد أن بدأت الصحافة والصحفيين في تكريس هذه الدعاية المضللة وتم تداولها في مشرق الدنيا ومغربها صدقها الناس واقتنع البعض منهم بالخطر القادم من العراق إن لم يتم وقفه، ليعطي كثير من القراء والمشاهدين والمستمعين الرئيس الأمريكي الضوء الأخضر لقصف بغداد. وما حدث من أمر العراق وكذب الساسة ومن بعدهم الصحفيين يحدث اليوم وكل يوم في السودان وإيران وفلسطين وأفغانستان وكثير من بقاع الأرض التي

قصة قصيرة .. مطر الغدر

تدفقت الى رأسه الصغير ذكريات كان قد نسيها، لكنها في هذه اللحظة تلح عليه بقوة لتخرج من مكمن عقله الباطن الى عتبة رأسه الصغير، لم يبد مقاومة في منعها من التحرر من ربقة سجنه الذي ظل يحبسها فيه طوال سنين عديدة، فهي في هذه اللحظة تخفف عنه بعضا من آلام ظهره الذي يعاني من تشظي في العظام كما يعاني هو من تشظي في ذاكرته. ذكريات طويلة، رسمت على جبينه خطوط انعقدت بداياتها مع نهاياتها. بداياتها ذنب قديم حمله أقرب الناس اياه، قدومه الى هذه الدنيا عجل بوفاة أمه، أو كما كان يهيأ لخالته بان مولده كان نذير شؤوم للعائلة، ماتت أمه عقب شهر من مولده وألقت بحمل تربيته وأخوانه الخمسة عليها، كانت في حالات غضبها تحمله ذنب رحيل والدته عن هذه الدنيا ويقف هو عاجزا عن فهم ما تقوله خالته من كلام. كان يلجأ الى صمته وعزلته كجدار الطين في بيتهم القديم عندما كان يسمع منها هذا الكلام المتشائم، تخنقه العبرة والشعور بالذنب ولم يكن ليستطيع الرد على خالته التي كان يناديها بأمي تلك الام التي لا يدري الى هذا اليوم كيف رحلت وكيف كان هو سببا في رحيلها. لم تسعفه ذكرياته في تخيل شكل أمه أو هيئتها الحقيقية، وان كان يراه