التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من 2012

كرسي الوزير

     شدني ما نشر في بعض صحفنا المحلية على مدى يومين ماضيين عن استغلال بعض ذوي النفوذ لمنصاصبهم لتحقيق مآرب ومكاسب شخصية، وهذا ما شجعني على الكتابة عن موضوع كرسي الوزير الذي دائما ما ينظر اليه بأنه الكرسي الذي يمنح صاحبه كافة الامتيازات بدون أن يسأله أحد لا من داخل وزارته ولا من خارجها عن من أين لك هذا. الموضوع الاول الذي عنيته هو عمود للزميل حمود الطوقي والذي كتبه باعتراف لوزير سابق قال فيه " إن كرسي الوزارة مغر و من خلاله تتفتح لك كل مغاليق الابواب , وتحصل على ما تريد سواء بحق او بغيره" أما الموضوع الآخر فهو تحقيق الزميل عبدالله الخايفي عن تجاوزات في استثمارات قطاع التعدين جاء فيه " أن التحقيق يكشف عن العديد من المخالفات واستغلال المنصب في الاستئثار بالخريطة التعدينية واصدار تصاريح التعدين والتربح من ورائها .. الخ". إن ما قاله الوزير السابق في اعترافه صحيحا فعندما تصل الى مرتبة وزير وتجلس على كرسيه فان الجميع يحسب لك ألف حساب ولا يرفض لك طلب ولا يستطيع أحد أن يحادثك أو يناقشك أو يجادلك أو يحاسبك فأنت الاول والآخر في كل شىء وأنت الآمر والناهي وأنت

خارطة ورمل واسمنت

    قبل ثلاثين عاما، قرر والدي بناء بيت " حديث" بمصطلح ذاك الزمان، لم يكن بحاجة الى تفكير عميق لتحديد ما هو بحاجة اليه في منزل أحلامه، رسم خارطته في عقله بعدد الغرف والمدخل والمخرج، وقام بتطبيق ذلك على أرض الواقع بأن وضع خطوطا على الارض حدد فيها موضع الغرف والمجلس والمطبخ. اتفق بعدها مع مقاول وأفهمه ما أن ما يريده مرسوم أمامه على الارض، وما عليه سوى تنفيذ الخارطة الارضية والحرص على أن لا تندثر أو تمحى بفعل عوامل التعرية. جلب أبي الاسمنت والرمل والحديد وكافة مستلزمات البناء، وبدأنا نحن الصغار في مراقبة ذلك البناء الضخم وهو يقوم يقوم على أرض الواقع، في اشادة منا بمهنية وحرفية العمال والمقاول الذي لا يستطيع أحد آخر غيره تشييد مثل هذا البنيان المرصوص. جاء دوري أنا لبناء منزل " حديث" بمفهوم هذا الزمان، لم تنفع خارطة أبي في رسم منزل أحلامي، حتى وإن حاولت رسمها على ورق وجهاز حاسب آلي، لان بيوت اليوم صارت من التعقيد أكبر من أن ينفذها الشخص " غير المختص" وأن يحدد عدد الغرف والمداخل والمخارج. لجأت الى استشاري مختص برسم الخرائط، وساعدته بشرح ما أرغب ف

ليس لدي وقت

      " نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ الصِّحَّةُ وَالْفَراغ "               حديث شريف.   أغبط كثيرا سكان القرى، وأتمنى من كل قلبي أن أعود الى أحضان القرية التي أُخرجت منها بسبب الوظيفة، أحن كل يوم إلى تلك الأيام الخوالي التي قضيتها هانئا مطمئنا لا أشكو فيها من ضيق الوقت ولا قصر اليوم. كل يوم نكبر فيه هو يوم تزداد فيه مشاغلنا، ويقل فيه فراغنا، وينقضي فيه يوم من عمرنا. أحيانا نتمنى أن نحيا حياة آبائنا، في هدوئهم وسكينتهم وفي بركة الوقت لديهم، صباحهم يبدأ قبل أذان الفجر بهدوء وسكينة ووقار وحب للحياة ليوم جديد، يصحون على أصوات الطبيعة وتغريد طيورها، يحمدون الله ويشكرونه على أن من عليهم بحياة جديدة ويوم جديد، يتناولون عقب الصلاة فطورهم بكل سكينة وراحة، يلتقون مع بعضهم البعض مع أهلهم وجيرانهم واخوانهم، يسردون ما مضى عليهم من يوم وما يقبل عليهم من يوم آخر وهم يتناولون ما تيسر من طعام وقهوة تحت شجرة أو غافة أو ظل ظليل، يذهبون بعدها كل الى عمله بكل سكينة واطمئنان، ويبدو يومهم طويلا ينجزون فيه الكثير من الاعمال بكل راحة وطمأنينة، يساعدهم في ذل

لكل مناسبة .. وزير

-->  كثير من أصحاب المعالي الوزراء أصبحوا محط أنظار كل من أراد أن يقيم مناسبة، - أيا كانت هذه المناسبة - فلا بد من دعوة الوزير كي تكتمل صورة هذه المناسبة وتتوج بنجاح باهر يحسب لمن قام بتنظيمها. من أراد أن يدشن موقع له على الانترنيت أو حساب على الفيس بوك، قام بدعوة الوزير الفلاني لرعاية هذا الحفل الباهر الذي تصل تكاليف اقامته أكثر من اقامة الموقع نفسه. ومن أراد أن يقيم حفل لفريقه الرياضي في ختام نشاطه، قام بدعوة الوزير العلاني ليوزع الهدايا والتذكارات. ومن أراد أن يدشن سيارة أو جهاز الكتروني، قام بدعوة عدد من الوزراء لحفل التدشين والعشاء، وكثير من أمثال هذه المناسبات تعرفونها أكثر مني. بعض هذه المناسبات يبرر له دعوة وزير لرعايتها، ولكن الجل منها لا تتطلب حتى رعاية موظف بسيط لها، ولكن العرف والعادة درجت على دعوة أصحاب المعالي الوزراء لهذه الرعاية وأن صاحب الدعوة وبحكم صلته وعلاقته وقرابته وصداقته بالوزير الفلاني فإنه يدعو ذلك الوزير لحضور تلك المناسبة من باب أنه لا يصح أن أقيم مناسبة أو أدشن موقعا لا يكون فيه صديقي الوزير حاضرا. كما يبدو من هذه الصورة، فإن الوزير في