التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من يناير, ٢٠١٢

" الذين يأكلون الربا"

           قبل عام من هذا اليوم خرجت كثير من الاحتجاجات في شرق البلاد وغربها مطالبة بكثير من الأمور لعل من أهمها كان السماح بالتعاملات الإسلامية في القروض البنكية بدلا من القروض الحالية التي صنفت في خانة " قروض الربا"، لم تطل الاستجابة من قبل الحكومة التي سمحت للبنوك التجارية العاملة في البلاد بالتعامل مع القروض الإسلامية بل وزادت على ذلك بالترخيص لبنك إسلامي بمزاولة نشاطه كأول بنك إسلامي في السلطنة. طبعا تهلل وجه البنوك التجارية لهذه الخطوة وبدأت في "الاستسلام" أي الدخول في الإسلام وتحويل جزء من قروضها إلى قروض مطابقة للشريعة الإسلامية وبدأت في "الاستسلام" لمطالب بعض فئات المجتمع التي رأت أن في القروض الإسلامية مخرج لها يمكنها من اقتراض أية مبالغ مالية طالما توافق ذلك مع الشريعة الإسلامية والدين الحنيف. كنت أحد السعداء بتلبية هذا المطلب – ومن منا لا يرغب أن تكون دنياه خالية من الربا – فقصدت أحد هذه البنوك التي افتتحت قسما خاصا للمسلمين – أقصد لمن يرغب في اخذ قرض المسلمين- لأجد أن لا فرق يذكر بين القرض التقليدي أو ما يطلق عليه القرض الربوي وبين ال

العبيد الجدد

  مذ عرفته وهو دائم الشكوى بأن ليس لديه الوقت الكافي لعمل الكثير من الأشياء، فعمله الذي يبدأه منذ أول خيوط الصباح لا ينتهي به إلا في أعقاب منتصف الليل وان وجد فسحة بسيطة من الوقت بين الصباح والمساء فهو يستغلها في قيلولة أو نوم العصر حتى يستعيد نشاطه الليلي في العمل. هكذا هي حياته وهكذا هو مؤمن بأن عمله يتطلب منه هذا الكم من الجهد وهذا الكم من التضحيات موقنا بأن ما يفعله اليوم من عمل سوف يجني نتائجه غدا أو في القريب العاجل. أمثال هذا الرجل كثر في حياتنا ممن يؤمنون أو بالأصح يظنون أن العمل منذ بدايات الفجر وحتى ساعات متأخرة من اليوم هو ما يقربهم زلفى لدى المسئول الأعلى منهم فتراهم يتبارون في إنهاك أنفسهم والبقاء في مكاتبهم – بعمل أو بغير عمل- وإيهام الآخرين بأهميتهم وان الدنيا والمجتمع بأسره سوف يخسر الكثير في حال قصر أو تغيب ساعة فقط عن مكتبه أو عمله. التقيت صدفة بأحد هؤلاء لم ألتقه منذ سنين إلا عبر الهاتف فبدأ حواره معي مشتكيا من انه أصبح لا يرى أطفاله أو بالأحرى لا يعرف في أي فصل يدرسون ولا لأي مدرسة يذهبون كل ما عليه هو تحويل المبلغ المالي المترتب على نفقات دراستهم في المدرسة

انقذوا الطبقة الوسطى

                                           تقسم الطبقات في أي مجتمع إلى ثلاث طبقات هي الطبقة الدنيا تليها الوسطى فالعليا. يمثل الطبقة الدنيا فقراء الناس وذوي الدخول المنخفضة في حين أن الطبقة الوسطى يمثلها الناس ذوو الدخول المتوسطة أما الطبقة العليا فهي طبقة الأغنياء. ولست هنا بصدد التطرق إلى التنوع والاختلاف في الطبقات الثلاث فمجالها بحوث الدراسات الاجتماعية والسكانية. هنا، في سلطنة عمان حيث تتميز قاعدة الهرم بأنها تتكون من الطبقة الوسطى ومعظم فئات الشعب تنتمي إلى هذه الطبقة – حسب علمي – وتتميز هذه الطبقة بدخلها المالي المتواضع الذي غالبا ما تحصل عليه عن طريق مصدر واحد هو الوظيفة أيا كان مصدرها سواء حكومة أم قطاع خاص أم عمل حر. ومؤخرا بدأ بعض الناس في تكسير هذه الطبقة إلى ثلاث طبقات طبقة متوسطة فقيرة وطبقة متوسطة متوسطة وطبقة متوسطة غنية وحجتهم في ذلك بأن هنالك بعض المتغيرات التي ادخلت إلى المجتمع وساهمت في تكسير هذه الطبقة. أول ما سمعت عن نداء الاستغاثة هذا " انقذوا الطبقة الوسطى" كانت في إعقاب الزيادة المالية في رواتب الموظفين الحكوميين التي أسميت " علاوة غلا

عودة الثقة إلى مؤسساتنا الوطنية

ابتلاني الله بمرض لجأت لعلاجه لأحد المستشفيات الحكومية هنا في مسقط. شخَص الطبيب الحالة بأنها بحاجة إلى عملية جراحية فاضطررت إلى النوم بالمستشفى. حقيقة أدهشني النظام الصارم المتبع في ذلك المستشفى ودقة مواعيد إجراء العمليات والمتابعات الطبية من قبل الأطباء والكادر الطبي، القائم على السهر على راحة المريض ليل نهار فتساءلت ما دام لدينا كل هذه الخدمات المتطورة في الجوانب الطبية والعلاجية لماذا يذهب الناس للعلاج للخارج؟ بعد بحث بسيط لم أكلف فيه نفسي عناء البحث عن المشكلة وأصلها وجذرها وصلت إلى إجابة بأن هنالك بعض الغشاوة والكدر الطافي على السطح يمنع الناس من مشاهدة الماء الصافي الذي يأتي تحته. هذه الكدارة هي المنغصات التي يلقاها المواطن كل يوم في سبيل حصوله على خدمات صحية جيدة في مستشفيات بلاده منها على سبيل المثال لا الحصر طول مدة المواعيد والفحوصات وإجراء العمليات الذي يصل في بعض الأحيان إلى سنة وأكثر وغيرها من الاكدار. ما ينطبق على وزارة الصحة ومستشفياتها ينطبق على الكثير – إن لم اقل كل – المؤسسات الوطنية العاملة والتي تقع تحت مظلة الحكومة. فهنالك في كل وحدة من وحدات الجهاز الإ

تواصل

عندما أعود بالذاكرة الى الوراء قليلا يوم كنا صغار، كانت العائلة – سواء كبيرة أو صغيرة- تجتمع كلها على مائدة الطعام ولا يوجد هنالك عذر لأي فرد للتخلف عن هذا الاجتماع، تتحلق بعدها الأسرة وتجتمع على شاشة التلفزيون ويبدأ بعدها الحديث عن الاوضاع في قريتنا أوما شاهدناه من برامج في التلفزيون. الا أن قيمة هذا التواصل لم تعد اليوم موجودة لا مع العائلة الكبيرة ولا الصغيرة ولا حتى بين الرجل وزوجته، حيث أشارت دراسة بريطانية نشرت مؤخرا الى أن " أن روح التواصل بين العائلات البريطانية انعدمت ودخلت في مرحلة غيبوبة، بعد أن تعودت الجلوس على طاولة واحدة تتبادل الحديث على مأدبة العشاء. ووجدت الدراسة أن العائلات البريطانية بالكاد تكلف نفسها عناء التحدث إلى بعضها البعض بغض النظر عن جلوس افرادها معاً لتناول وجبات الطعام، واعترف 20% من البريطانيين بأنهم يتحدثون مع نصفهم الآخر أقل من 10 دقائق باليوم.” الى هنا انتهت الدراسة التي اجريت في بريطانيا ولكن يبقى ما أن يحدث في بريطانيا هو ما يحدث تقريبا في كل دول العالم لان المدنية والعولمة والتقنيات الحديثة قد غزت كل جزء على أرض هذه البسيطة حتى صار ما يحدث ف

كفانا نقدا

عقب الثورات العربية أو ما يحلو للبعض تسميته بربيع العرب ارتفعت حدة النقد في مجتمعاتنا العربية وكأن هؤلا الناقدون كانوا ينتظرون هذه الفرصة للتعبير عن آرائهم النقدية التي لم يكن يستطيعون المجاهرة بها في ظل أنظمة حكم كانت قائمة آنذاك. ونحن هنا في عمان حالنا حال كل العرب، ارتفعت لدينا هذه النبرة وأصبح الطفل الصغير في المدرسة ينتقد والشاب ينتقد والمتعلم وغير المتعلم ينتقد طالما أن الامر أصبح متاحا للجميع بما بات يسمى " حرية التعبير". دعوني أستعرض ثلاث قصص حدثت لي شخصيا لنقف على هذا الموضوع. القصة الاولى: ما إن انتهى إمام وخطيب صلاة الجمعة في حارتنا من الخطبة والصلاة والتي ألقاها ارتجالا وبدون أن يرجع للورق – كما هو حال باقي ائمة المساجد- وكان موضوعها عن استغلال الوقت. الا وانبرى أحد المصلين أمام الجميع ينتقد الامام وموضوع خطبته موجها اليه كلامه قائلا بأن المجتمع بحاجة الى خطب جمعة يركز فيها على مشاكل المجتمع ضاربا بذلك مثالا على وجود بعض السجناء في السجون بدون وجه حق. وان خطب مثل استغلال الوقت وغيرها لم تعد تصلح اليوم لتلقى على المصلين في المساجد. القصة الثانية: