التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من يناير, ٢٠١٣

حبيبي برشلوني

       أول مرة استمعت فيها لأغنية حسين الجسمي المذكورة أعلاه كانت من ابنتي الصغيرة بالصف الرابع الابتدائي عندما كانت ترددها في البيت. فسألتها من أين اسمتعت لهذه الاغنية؟ فقالت أن كل من في فصلها يتحدث عنها، وأن سائق الباص الذي يوصلهم المدرسة كل صباح يطربهم بهذه الاغنية حتى حفظها الطلاب الصغار. ولم يتوقف الأمر عند حد التغني بهذا الفريق الكتلوني – الذي يوحي اسمه بعد التحريف للعربية بالقتل أو القاتل كما يقول أنصاره- بل أن هنالك من عارض هذه الاغنية كما يفعل الشعراء بأغنية عن الفريق الخصم وهو ريال مدريد. مباريات كرة القدم اصبحت هي الشغل الشاغل هذه الايام، من يلعب ضد من والساعة كم وأين سنلتقي؟ عند الفوز تكتظ الشوارع بالسيارات وتعم الفوضى وترى مشاهد الفرح بكل الاشكال والالوان، وعند الخسارة والهزيمة ترى الانكسار والكآبة والفوضى والتخريب تعم كل مكان. الكل يتحدث عن الكرة ابتداء من وسائل الاعلام والاتصال وفي البيوت والمقاهي وأماكن العمل، عن اللاعب فلان والمهاجم علان، عن الاهداف المهدرة والاهداف المسجلة، عن الحكم والجمهور، عن احتراف هذا اللاعب، وانتقال الآخر، عن موقف هذا الفريق من البطول

هل أعتذر

    في أحد شوارع القاهرة أراد رجل أن يعتذر لزوجته عما بدر منه من خطأ فقام بتعليق لوحة كبيرة بحجم الجدار عبر فيها عن أسفه واعتذاره لزوجته واعدا إياها بعدم تكرار ما فعله مرة أخرى. بقيت هذه اللوحة معلقة أمام المارة الكل ينظر اليها والكل ينظر اليها من منظوره الخاص، منهم من قال بأن ما قام به هذا الرجل هو شىء غير عادي ولا يقوم به رجل شرقي، ومنهم من حبذ فكرة الاعتذار هذه واعتبرها رغم غرابتها الا أنه يجب احترام هذا الرجل وتقديره لانهاعترف بخطأه أمام الملأ وقرر مصالحة زوجته. بقيت لوحة هذا الرجل معلقة على الجدار حتى قبلت زوجته اعتذاره. مما قرأت من التعليقات حول ثقافة الاعتذار للطرف الآخر، أيا كان هذا الطرف، خصما أم عشيرا، زوجة أو صديقا، رجلا أو امرأة أن ما يمنع حصول الاعتذار بين الطرفين هي نفسية كل طرف والخلفية التاريخية والثقافية التي أتى منها كل طرف والبيئة التي عاش فيها طفولته، اضافة الى الرصيد العاطفي والتنشئة الاجتماعية وغيرها من العوامل الاسرية التي تؤثر على تنشئة وتربية كل طرف. ولو أرادنا أن نطبق هذا الكلام على الرجل أو المرأة الذي تربى في مجتعاتشرقية صحراوية قاسية لوجدنا أ

بانتظار ربيع الكرة

    كما يقال أن   النجاح لا يأتي صدفة، كذلك هو الفشل لا يأتي أيضا صدفة، فكلاهما يقف ورائه مجموعة من العوامل والظروف لعل أبرزها وأقواها هو العنصر البشري الذي إما أنه يرتقي بذلك العمل لمصاف التميز والكمال والنجاح وإما أنه ينزل به إلى المستويات الدنيا من الفشل والاخفاق. أسوق هذه المقدمة لأعبر لكم عن الحسرة وخيبة الامل التي رافقتني ورافقت الكثير منكم عقب الخسارة التي تعرض لها منتخبنا الاحمر في تصفيات كأس الخليج لهذا العام وخرج منها مهزوما مكسورا من الدور الاول للبطولة ولم يحرز فيها إلا هدفا يتيما وكان من ضربة جزاء. وعلى الرغم من أنني لست من الذين يشغفون بالرياضة ولا من المتابعين لها، إلا أن خروجنا المبكر وهزيمتنا الاخيرة على يد منتخب الامارات بهدفين جعلتني أشعر بغصة وحرقة وحزن شديدين على الحال الذي وصلت اليه الرياضة في بلادنا، ومما زاد من هذا الحزن التصريحات المعزية التي تلت المباراة التي يلوم فيها البعض المدرب ويلوم فيها الاخرون اللاعبين وآخرون يلقون باللوم على الاتحاد، فالكل مجمع على أن هنالك خطأ أدى الى هذا الفشل والخروج المبكر. تذكرني هذه البطولة في هذا العام 2013 بنفس بط

أنا المدير

     بعد أن انتقلت الى قسم آخر غير القسم الذي كنت أعمل به، وتربعت على كرسي المدير الجديد الوثير جاء الموظفون للتهنئة الذين نشأوا وترعروا في ذلك القسم وأفنوا زهرة ونخلة ورحيق عمرهم في ذلك السرداب – كما قال أحدهم مرة – بدأت مراسم تقديم الولاء والطاعة للمدير الجديد والتمنيات له ولهم بطيب الاقامة وحسن العشرة في السراء والضراء. في أول اجتماع عقدته مع الموظفين الجدد لمعرفة خبايا وتفاصيل وأسرار العمل الذي يقومون به، كنت انظر الى عملهم اليومي الروتيني بمنظور غير الذي يرونه به، فهم قد أصبحوا لا يرون شيئا يذكر من حسنات أو سيئات هذا العمل أو ذاك بعد أن لبسوا وتلبسوا بعملهم اليومي - وهذا ما أعتقده يحدث في كل عمل حكومي أو حتى عمل خاص ما لم يكن التغيير والتحديث هي السمة التي تميز بيئة العمل- فجاءت كل ملاحظة أبديها أو أي تعليق أقوله بأنه هو الكلام الصحيح وأنه هو فصل الخطاب وسيتم من على الفور تطبيق ما قال وأمر به المدير. ما توصلت اليه من نتيجة لدى هؤلا الموظفين وغيرهم ممن يعمل لدى الحكومة بأن الموظف البسيط ليست له أية كلمة ولا يمكنه اقتراح أو عمل شىء ما في مجال عمله ما لم مبرمجا له وبالتا

خارطة واسمنت ورمل

 قبل ثلاثين عاما، قرر والدي بناء بيت " حديث" بمصطلح ذاك الزمان، لم يكن بحاجة الى تفكير عميق لتحديد ما هو بحاجة اليه في منزل أحلامه، رسم خارطته في عقله بعدد الغرف والمدخل والمخرج، وقام بتطبيق ذلك على أرض الواقع بأن وضع خطوطا على الارض حدد فيها موضع الغرف والمجلس والمطبخ. اتفق بعدها مع مقاول وأفهمه ما أن ما يريده مرسوم أمامه على الارض، وما عليه سوى تنفيذ الخارطة الارضية والحرص على أن لا تندثر أو تمحى بفعل عوامل التعرية. جلب أبي الاسمنت والرمل والحديد وكافة مستلزمات البناء، وبدأنا نحن الصغار في مراقبة ذلك البناء الضخم وهو يقوم يقوم على أرض الواقع، في اشادة منا بمهنية وحرفية العمال والمقاول الذي لا يستطيع أحد آخر غيره تشييد مثل هذا البنيان المرصوص. جاء دوري أنا لبناء منزل " حديث" بمفهوم هذا الزمان، لم تنفع خارطة أبي في رسم منزل أحلامي، حتى وإن حاولت رسمها على ورق وجهاز حاسب آلي، لان بيوت اليوم صارت من التعقيد أكبر من أن ينفذها الشخص " غير المختص" وأن يحدد عدد الغرف والمداخل والمخارج. لجأت الى استشاري مختص برسم الخرائط، وساعدته بشرح ما أرغب فيه من ا

زهايمر

       ومنكم مَّن يُتَوَفَّى وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلا يَعْلَمَ مِن بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا‏}‏ ‏[‏سورة الحج‏:‏ آية 5‏] هل يمكن للمرء منا أن يتخيل أنه في يوم من الايام سوف يصاب بمرض ينسيه اسمه أو اسم زوجته التي قضى حياته معها أو اسم أحد ابنائه أو أعز أصدقائه، ويمتد هذا النسيان ليصل إلى نسيان الاحداث والمشاهد التي مر بها طوال حياته؟. يكتب الراحل غازي القصيبي في آخر ما خلفه لنا قبل رحيله اقصوصة اسماها " زهايمر" هي عبارة عن مجموعة من الرسائل كتبها «يعقوب» الى زوجته نرمين، من المصح الأميركي الذي يخضع فيه للعلاج من مرض «الزهايمر»، تصل الى زوجته بعد وفاته إثر جلطة في القلب، وقد أرسلها اليها طبيبه الامريكي في المشفى الذي يتعالج فيه. النقاد أشاروا الى أن هذه الرواية " الاقصوصة" هي تعبير شخصي عن الحالة التي وصل اليها الراحل القصيبي ذاته واصابته بمرض الزهايمر، وهروبه من هذا المرض إلى بلد آخر لا يعرف فيه أحدا كي يتفادى آفة النسيان التي سببها له هذا المرض. يكتب لزوجته عن ذلك " هذه الفكرة، على الأخص، هي التي تسبب لي الكآبة. أن