التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من أغسطس, ٢٠١٣

الرضى والسخط

حضرت مجلسا اجتمع فيه شخصان يعملان في جهة عمل واحدة أولهما يلهج بالشكر والثناء على  مسؤوليه  ممن وضعوه في منصب تكليف لا تشريف له كما يقول  هو،  والآخر لسانه لا يذكر بخير اولئك  المسؤولين  ممن أخذوا منه منصب التكليف ذاك وأعطوه لآخر هو برأيه أقل خبرة ودراية وتجربة منه. ارتسمت على وجهي علامات العجب من ذانك  الصديقين،  ترى هل أصدق الراضي أو كما قال عنه صديقه المرضي عنه أو أصدق الآخر الساخط أو المسخوط  عليه،  فكلاهما يسوق الحجج  والادلة  والبراهين على ما يقوله وما يوقنه  من  كلام،  أم أن حديث كلاهما نابع من لحظ الموقف والموقع ولو تغير أيا منهما لتغير مجرى حديث الشخص بما يتناسب والمكانة التي يتبوأها. نحن نمارس الرضا والسخط في حياتنا كل يوم وفي كل  شىئ،  فلو رضينا عن  شىئ  فإن لسان الثناء سوف يسبق لسان السخط والذم والقدح والعكس من ذلك  صحيح،  فلو سخطنا على  شىء  أو عن  شىئ  فإن الفاظ المدح والثناء سوف تختفي من كلامنا وكأن لسان الحال يعبر عنه قول الشاعر العربي بقوله وعين الرضا عن كل عيب كليلة ولكن عين السخط تبدي  المساويا . ممارستنا لمبدأ الرضا والسخط لا ينسحب فقط على حياتنا الفردية بل يتعداها