التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من مايو, ٢٠١٠

الأقلام المتكسرة

لا أريد أن أكون متشائما من العام 2010 الذي بدأ نصفه الأول في مغادرتنا هذه الأيام، ولكنني أستحضر بعضا من تشاؤم المتشائمين الذين اعتبروا هذا العام عاما كبيسا على الأقلام التي انكسرت بانكسار أصحابها وارتفاع أرواحهم إلى الرفيق الأعلى. خلال الستة الأشهر الأولى من هذا العام غيب الموت عنا أركان كنا نستند إليها في الثقافة والفكر والأدب والدين، وبرحيلهم انطفأ النور الذي كان ينير لنا حياتنا ويرشدنا إلى الطريق الصحيح في حياتنا المليئة بالكثير من التناقضات والفوضى والقليل من النور والمعرفة. آخر الأقلام التي انكسرت وجف مدادها قلم الكاتب الكبير الراحل أسامة أنور عكاشة الذي اعتبره الكثيرون بأنه أب الدراما المصرية والعربية الحديثة ويؤرخ بعضهم للدراما بما قبل عكاشة وما بعده حيث غيبه الموت عنا ليلة الجمعة بعد صراع مع المرض تمكن من كسر قلمه وقضى على لياليه التي أمتعنا فيها بليالي الحلمية والمصراوية وضمير أبله حكمت وعصفور النار وأرابيسك وزيزينيا وغيرها الكثير من المسلسلات والأفلام والمسرحيات التي أبدعها قلمه الجميل. غياب عكاشة سيترك فراغا كبيرا في الساحة الدرامية العربية ولعلنا نلمس هذا الفراغ ابتدا

الإقـلاع عن الفيس بوك

  من الصعب جدا الإقلاع عن شيء أدمنته إلا بعد خضوعك للعلاج ولمدة طويلة. ولكن هل ينطبق هذا القول على الإقلاع عن الإدمان السيبيري؟ وأقصد به هنا الإقلاع عن استخدام الانترنيت وتطبيقاتها ومواقعها وبريدها الالكتروني حتى وإن كان هذا الإقلاع لمدة يوم واحد؟. ربما لا يوافقني في هذا الرأي الكثير من مدمني الانترنيت ويعتبرون أن الإقلاع عن التدخين مثلا أسهل عليهم من الإقلاع عن الانترنيت، لان دمائهم امتزجت وتشربت بالكثير من نيكوتين الانترنيت الذي نفث سمومه في كل خلية من خلايا الجسم فأصبح الإقلاع عنه أشبه بالموت السريع الذي يأتيك مرة واحدة ودفعة واحدة. هؤلا المدمنون أنفسهم هم من يطالب اليوم بالإقلاع عن الدخول إلى أحد مواقع الانترنيت وأشهرها وهو موقع التواصل الاجتماعي " الفيس بوك" الذائع الصيت الذي لا يوجد -حسب اعتقادي الشخصي- كبير أو صغير إلا وقد حصل على عضويه دائمة فيه ليتواصل فيه مع أصدقائه وزملائه من كافة أقطار العالم. لا زلت أذكر أول تعارف بيني وبين الموقع الشهير عندما التقيت بالكثير من الأصدقاء عبره وصرت أتعرف على كل الأخبار الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وأخبار النميمة والكذب وأخبار

اذا لم تستح

أجدني في حل من إكمال شطر المثل فالكل منكم يعرفه ويعرف مضمونه وما يحمله من مدلولات ومتى يقال ولمن يقال، ولكن دعوني أسرد عليكم قصة هذا المثل في فضائياتنا العربية.. كان يا ما كان في سالف العصر والأوان، كان لدينا قناة يتيمة، متخمة بالبرامج الجميلة، وكانت هذه القناة، هي التسلية الوحيدة لنا ولباقي أفراد القبيلة، إلى أن جاء غزو ناعم غير مفهوم الطبيعة، وجعل الناس يلهثون وراء المتعة السقيمة فانقلبت الأمور رأسا على عقب، وصار الكل يزهد في قناته اليتيمة. هذا باختصار جزء من قصة المثل، الناس تتراكض وتتسابق على ما يعرض على شاشات الفضائيات العربية من مشاهد وأحداث أقل ما توصف به بأنها تخدش الحياء وتثير الفتنة وتدعوا إلى الرذيلة وسوء الأخلاق ولا يعود المدمن عليها بفائدة تذكر سوى تعلم الكثير من سوء الأخلاق والقليل من الفائدة والاستمتاع. وطبعا لا أستطيع هنا التعميم على كل الفضاءات المفتوحة لان كل من يقرأ هذه السطور سيتهمني بأنني أنظر إلى الأمر بمنظار واحد ولا أرى المنظار الآخر وإنني أرى فقط كما يقولون من الكوب الفارغ منه وأتجاهل المملي، فما عنيته هنا هو الجانب الفارغ من الفضاء الذي بات لا يراعي مشاعر ال

أقصر طريق للشهرة

في زماننا كانت أمنية الشخص منا أن يصبح طبيبا أو مهندسا أو طيارا أو مهنة يتفاخر بها بين أقرانه حتى وإن كان نصيبه من الذكاء لا يساعده إلى الوصول إلى شهادة الثانوية العامة آنذاك، واليوم عندما تسأل نفس السؤال إلى الجيل الحالي فإن إجابته ستكون وبدون تردد أمنيتي أن أكون مغنيا أو ممثلا ويتساوى في ذلك من رزق ذكاء ومن لم يرزقه. لعل أقصر الطرق للوصول إلى المجد والشهرة هي بطرق أسهل الأبواب والوقوف على ناصيتها ومن يحالفه الحظ فإن هذا الباب سينفتح في وجهه ويدخل إلى عالم الشهرة والمجد والثروات الطائلة، أما من أقفل في وجهه هذا الباب فإنه سيعود خائبا ويحاول طرق أبواب أخرى أكثر سماكة وأقوى من الأبواب الأولى. أبواب الشهرة والمجد التي يطرقها الكثيرون هي ببساطة أبواب السماوات المفتوحة والإعلام المتحرر، فمن عرف الطريق إلى هذه الأبواب فإنه سيصل بسهولة كبيرة، أما من ظل طريقه فإنه سيتوه في عوالم هذه الدنيا. سألت فنانة ممن امتهن الغناء حرفة لهن عن أقصر الطرق إلى الشهرة، فأجابت وبدون تردد: إنه التلفزيون فهو الطريق الأقصر إلى الشهرة، حيث تستطيع الوصول إلى الشهرة بسهولة شديدة لا تتطلب منك الكثير من ا

أطفال الديجتال

عندما أعود بذاكرتي إلى الوراء قليلا تلتقط مخيلتي مشاهد متنوعة ومختلفة يوم كنا صغارا نتحلق حول شاشة التلفزيون التي كانت في اغلب الأحيان بالأبيض والأسود، أذكر أن الصمت كان يخيم علينا ونحن نتابع الرسوم المتحركة في ساعات محدودة من النهار يذهب بعدها كل في طريقه لنلتقي في يوم آخر لنستكمل ونتابع بشغف كبير ماذا حدث لسالي وما جرى لسنان ومادا ينتظر الكلب بن بن وما يحدث لعدنان ولينا في الحلقات القادمة . التلفزيون في تلك الأيام الخوالي وان كان بالأبيض والأسود إلا أن طعمه كان مختلفا، مذاقه كان مميزا كان هو ما يجمعنا ويجبرنا على التحلق حوله فاغرين أفواهنا لمتابعة قصة درامية عن الوفاء والصداقة عن حب فتاة صغيرة لحيواناتها عن قصص حدثت لشخصيات عربية وعالمية جعلت منهم مشاهير وعظماء، وتكون هذه القصص مثار نقاشنا الطفولي طيلة ذلك اليوم إلى أن تأتي قصة طفولية جديدة تستحوذ على نقاشنا لتبقى الحكاية الأولى محفورة في ذاكرتنا والتي لا زلنا نحمل ذكراها حتى اليوم، نسترجع بعضا من تلكم القصص مع أصدقاء الطفولة عندما تمنحنا الحياة متنفسا من الوقت نراجع فيه ذاكرتنا ذكرانا . اليوم، وأنا انظر إلى طفلتي الصغيرة لا أرى فيه