التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من يونيو, ٢٠١٦

ولا يزالون مختلفين

التعدد والاختلاف سمة تميز الكون الذي نعيشه وتتجلى هذه التعددية فيما خلقه الله من أكوان وكائنات تختلف في عملها وتتسق في كيانها وصيروتها، وباستثناء خالق الوجود من العدم وهو الواحد الاحد فإن ما عداه مختلف ومتعدد في إطار من الوحدة والتنوع تنسجم وتتناغم في هذا الكون الواسع الذي تتشارك فيه كل المخلوقات. فالاختلاف والتنوع أراده الله منذ الازل منذ أن أذن للحياة أن تقوم في الارض، فالجنس البشري يختلف ويتعدد الى أمم وأعراق وملل ونحل وألسن وطوائف لكنه اختلاف في اطار وحدة الجنس البشري الذي خلقه الله من تراب ولحم ودم ويتقاسم أفراده استحقاقهم التمتع بكل ما خلق الله من نعم في السماء والارض من شمس وقمر ونجوم وهواء وماء التي هي في وحدتها اختلاف أيضا لكنه اختلاف منظم مسير بسنن الكون.   وكما نلمس الاختلاف في الجنس البشري فإننا نعايشه ونشاهده في ممالك الحيوان والنبات التي تتعدد أشكالها وألوانها وأوصافها وأحجامها كل ذلك في إطار وحدة المملكة الحيوانية والنباتية التي تجتمع وتتشارك هي الاخرى في قواسم تجمعها بكل ما خلق الله في الحياة من نعم بما في ذلك الانسان نفسه. كل ما في الكون بوحدته واختلافه ي

تنميط

تجادل إثنان في مسألة ما فركن كلاهما الى أدلته التي يستند عليها فما كان من الاول إلا أن قال للآخر " هذه أدلة العقلانيين الذين يقولون بكذا وكذا وكذا" صاما اذنه ومغلقا قلبه عما يقوله الاخر الذي ُصنف لاحقا بأنه منتم الى نفس الطائفة. البشر عموما لديهم ما يسمى بالقوالب الجاهزة أو الصور النمطية فإذا ما استدعى الى عقله أو سمعه وبصره شىئ ما فإنه يركن الى ما رسمه عنه من صور ذهنية وقوالب جاهزة ليؤطره بها دون تكليف نفس بالبحث والتقصي عن ذلك الموضوع سواء بالسلب أم بالايجاب، وتتدخل عوامل كثيرة في رسم تلك الصور في مخيلة البشر منها البيئة والثقافة والعادات والاصدقاء ووسائل الاعلام وغيرها من الوسائل. نلجأ الى قولبة الاشخاص والاشياء من حولنا استسهالا لاصدار حكم عام على الجميع فيمكن أن نصور شعب ما بأكمله بأنه شعب كسول لا يحب العمل وكل من ينتمي الى ذلك الشعب فهو رغما عنه سيكون في نظرنا كسولا حتى وان كان غير ذلك لاننا لسنا على استعداد لتغيير صورة ذلك الشعب النمطية من أجل شخص أو شخصين، أو نصوير مجتمع ما بأن افراده يتمتعون بدرجات ذكاء أقل من المجتمعات الاخرى، أو أن مجتمع ما غني بسبب ما

السمعة الرقمية

من طرائف ما يروى في موضوع السمعة الرقمية أن شابا تقدم لخطبة فتاة وبعد أن تم السؤال التقليدي عنه وعن أصله وفصله وأهله طلب والد العروس أن يبحث عن سمعة الشاب المتقدم لخطبة ابنته على الانترنيت ماذا يكتب في تويتر وفيس بوك وما هي قناته على اليوتيوب وهل لديه مدونة الكترونية يكتب فيها وماذا يكتب وغيرها من العوالم الرقمية التي أجلت قرار الموافقة على اختياره عريسا الا بعد اجتياز اختبار السمعة الرقمية. قد تكون هذه طرفة ولكنها في حقيقة الامر تعبر عن الواقع الذي نعيشه وسيأتي اليوم القريب الذي يتم فيه البحث عن سمعة الشخص الالكترونية أكثر من البحث عن أصله وفصله وحسبه ونسبه، حيث أن عالم المال والاعمال قد بدأ في تطبيق هذا المبدأ وهو البحث الالكتروني عن سمعة وصيت من يتقدم لديها لشغل وظيفة معينة فأصبح معيار التفاضل في الحصول على فرص وظيفية لمن تكون صفحته الالكترونية بيضاء لم تدنس بأي قضية ولم يمسها أي تعليق خادش او تلحق صاحبها أية جريمة الكترونية. ومع تنامي هذا الهاجس الذي بدأ يؤرق الشباب والمراهقين خوفا على سمعتهم من أن يدنسها منشور أو تغريدة أو صورة أو مقطع لفيديو مخل قد يفسر بأوجه عدة، اتج