التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من مارس, ٢٠١٢

المكتئبون

                 اندمجت في قراءة كتاب ما اعجبني تسلسله السردي وطريقة انتقال كاتبته من جانب الى جانب آخر من حياتها، حتى وصلت الى فصل تشخص فيه حالتها بأنها تمر بحالات من الاكتئاب المزمن، وعزت ذلك الى أن المبدعين كثيرا ما يصابون بالاكتئاب والوحدة أكثر من غيرهم وعددت كثير من الاسماء التي اصيبت بالاكتئاب أنهى البعض منها حياته بيده بعد أن وصل الى حال من اليأس والقنوط والاحباط. أصدقكم القول، بعد أن قرأت ما كتبت تلك الكاتبة، سرت رعشة وقشعريرة في جسدي وخفت على نفسي من نفسي كما يقولون. هل فعلا الادباء والكتاب والصحفيون والفنانون ومن على شاكلتهم هم أكثر الفئات تعرضا للاكتئاب؟ وعند طرحي لهذا التساؤل بيني وبين نفسي قام عقلي الباطن باستعراض مجموعة كبيرة من زملاء هذه المهن المتعبة فوجدت أن الاجابة وللاسف صحيحة وان عددا لا بأس به من الزملاء يعاني بطريقة أو بأخرى من مشاكل الاكتئاب. مرة سمعت عن صديق ( مبدع) بأنه قام باطلاق لحيته وحبس نفسه في بيته لا يخرج منه الا للضرورة وانقطع كلية عن العالم الخارجي كله، وفي مرات كثيرة رأيت الكثير من زملاء هذه المهن يكلمون أنفسهم بأنفسهم ومنهم من شحب وجهه وبدا

الوزراء الجدد

حكي لي صديق عن غيره إنه رأى اثنان من الوزراء الجدد في مقهى متواضع يشربان الشاي وقد عزم أحدهما على الآخر بأن يدفع حساب ما شرباه، وخلال جلستهما فقد قاما بالسلام والتحية على كل من ارتاد ذلك المقهى من عامة الشعب في تلك اللحظة. صديقي هذا ربط عزيمة هذين الوزيرين بعزيمة الرئيس باراك أوباما للرئيس الروسي فلاديمير بوتين عندما زار الاخير البيت الابيض فقام أوباما بدعوته لتناول فطيرة سندويش في مقهى صغير يرتاده العامة من الشعب ويقع بالقرب من البيت الابيض. ما أراد صديقي قوله من هذه القصة من أن الوزراء الجدد في بلادنا هم أناس طيبون ويحبون الاخرين وهم قد جاءوا من عامة الشعب، لذا فتجدهم يأكلون ويشربون مع عامة الناس بل ولا يترفعون عن زيارتهم والاحتكاك بهم والتعرف عن قرب على متطلباتهم واحتياجاتهم، على عكس من سبقهم الى تلك المناصب فكان لا يرى الا على شاشات التلفزيون أو عندما تملأ صوره الصحف وأغلفة المجلات. أحدهم ( أي الوزراء الجدد) قام عقب توليه منصب الوزارة مباشرة بفتح مصعد الوزير الذي ظل مغلقا طيلة عدة أعوام في عهد الوزير السابق وقد يكون الاسبق منه، في اشارة صريحة لموظفيه الى أنه لن تكون هنال

الأشجار تموت واقفة

تروي لنا الحكايات انه في جزر سليمان الواقعة في جنوب المحيط الهادي أنهم اذا أرادوا اقتطاع شجرة فان القبيلة تجتمع من حولها وتاخذ في لعنها وبعد ايام تموت الشجرة. هكذا وردت هذه العبارة على لسان الممثل الهندي عامر خان في فيلمه " الطفل المميز" أو بالهندية ان أصبت نطقه فهو " تاري زامن بار" Taare Zamen Par . ويتحدث الفيلم عن طفل صغير لديه صعوبات في التعلم ولا يستطيع تمييز الحروف من بعضها وليست لديه المقدرة على الفهم كباقي زملائه وأقرانه مما جلب عليه سوء معاملة من والده أولا ومن معلميه ثانيا، غير أن مدرسا للفنون كان قد اصيب بمثل هذا المرض من قبل شخص حالة هذا الطفل وبدأ في علاجه واقناع الجميع بأنه طفل مبدع مبتكر لا سيما في الرسم. حالة هذا الطفل وغيره من الاطفال تشخص اليوم على أنها نوع من مرض التوحد وتتمثل أعراضها في الانعزالية وعدم التواصل مع الاخرين واضطرابات في النوم والاكل والشرب وغيرها من الاعراض، وقد يصاب المرء بالعجب عندما يقرأ بأن عددا من المخترعين والمفكرين والادباء والفنانين التشكيلييين العالميين كانوا مصابين بهذا المرض من أمثال موتسارت وبيتهوفن ومايكل أنغل

مجلس أعلى للاعلام

                                                        من أهم ما تمخضت عنه الثورات العربية التي قامت في عدد من الدول واسميت مجازا بالربيع العربي هو تحرير وسائل الاعلام من ربقة الحكومة واعطاء حرية أكبر للصحافة في نشر الاخبار من دون أن يعترضها مقص أو حتى ابرة الرقيب. ومؤخرا أعلنت مملكة البحرين خلال الاسبوع الماضي عن العمل على انشاء مجلس أعلى للاعلام وانشاء مدينة اعلامية حرة تقام على أرض البحرين. وجاء في تفاصيل هذا الخبر "أن هذا المجلس سيكون أول مجلس من نوعه في منطقة الخليج وفكرته مستقاة من مجالس الاعلام الموجودة في كل من فرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا وبعض دول أوربا. وسيكون هذا المجلس مستقلاً عن الحكومة، وسيضم أشخاصاً غير حكوميين مختصين في الشأن الإعلامي ولا تتضارب مصالحهم مع العمل الإعلامي، وسيتولى المهام الإشرافية والرقابية على المؤسسات الإعلامية، حيث سيكون رقابيًا على وسائل الإعلام الرسمية والخاصة بكل أنواعها سواء المرئية أو المسموعة أو المقروءة، كما سيكون مجلسًا استشاريًا للحكومة أو الجهات الأخرى المعنية وتتلخص مهامه في إبداء الآراء في مشروعات القوانين وطل

يوميات موظف حكومي

       قبل أن أبدأ في اختيار عنوان هذه المقالة، سألت العارف بكل شىء ( جوجل) عن يوميات الموظف الحكومي فجاءتني نتائجه بآلاف الصفحات التي تحمل هذا العنوان، ولكني قررت قراءة أول عناوين منها. الاول مقال يتحدث فيه كاتبه عن الموظف الحكومي ويكيل له القدح والذم – على اعتبار أن الكاتب ليس من تلك الفئة- والثاني أيضا كاتب يسخر من موظف الحكومة وعمله، وأيضا ينأى بنفسه من هذا الموظف ويبرأ من الوظيفة الحكومية براءة الذئب من دم ابن يعقوب. وحيث أنني موظف حكومي متبرأ منه ومما يقوم به من عمل فانني سوف أتحدث عن نفسي فقط ولا يعني كلامي الذي سأسرده عليكم أيا من موظفي الحكومة الاجلاء في أي موقع كانوا أو لاي جهة يعملون، فأنا موظف يصل الى دوامه بين الثامنة والثامنة والنصف صباحا أقضي الساعات الاولى منه في السلام على الاخوان والزملاء وأخذ العلوم والاخبار لانه يكون قد مضى علينا يوم كامل لم نر فيه وجوه بعضنا البعض ونختمها بالقهوة التي تزكم رائحتها الانوف، ويستمر هذا المسلسل بين القهوة وقراءة الجريدة وتصفح الانترنيت والفيس بووك والصلاة حتى انتهاء وقت الدوام قبل الساعة الثانية. لن استغرق في سرد تفاصيل يومي في

لنحلم بمكتبة كبرى

       كلما فتحت هذه الأيام صفحة الفيسبوك أجدها مليئة بأخبار حملة يقوم بها مجموعة من الأصدقاء المتطوعين، أطلقوا عليها اسم " كتاب في كل يد" وتهدف كما نشر عنها إلى تشجيع الأطفال على القراءة من خلال استضافة بعض الكتاب والأدباء لقراءة بعض القصص للأطفال وتشجيهم في ذات الوقت على سرد وكتابة قصصهم بأنفسهم. مثل هذه الحملة وغيرها من الحملات مثل ( مبادرة مدينتي تقرأ ) وغيرها لم تنتظر المد الحكومي لدعمها، بل بادرت بنفسها في تشجيع المجتمع على العودة إلى الكتاب والقراءة بطرق مختلفة منها المحاضرات الثقافية والكتب المستعملة وغيرها من وسائل التشجيع وبالطبع لم تكن لديها ميزانيات مفتوحة تصرف على الحفلات والمدعوين والهدايا كما يحدث في حملات الحكومة المفتوحة التكاليف. هذه الحملة تتقاطع في فعالياتها مع إقامة معرض مسقط الدولي للكتاب الذي يطل علينا مرة كل عام لنتزود منه بما نرغب من كتب ومراجع نبقى بعدها في فترة جفاف ثقافي حتى يأتينا مدد آخر في عام آخر. للأسف الشديد، أقول للأسف أنه لا يوجد معين آخر يمكن أن يروي ظمأ المتعطش للقراءة والكتاب غير هذا المعرض، فما دونه تبقى هنالك مكتبات مبعثرة ت