التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من 2010

كذب الصحفيون ولو صدقوا

       أعتذر لكل من امتهن الصحافة والصحفيين على عنواني هذا، فليس القصد بأنهم دائمو الكذب فيما ينشرون من أخبار، وأيضا لا ينطبق عليهم المثل الأصلي الذي اقتبست منه هذا العمود وهم " المنجمون" ولكن ما قصدته هنا أن بعضا من الصحفيين قد يقعون فريسة وتحت تضليل كثير من الناس لا سيما السياسيين منهم فينشرون أخبارا غير صحيحة تنسب إلى الصحفي نفسه فيتهم بالكذب فيما ينشر. لنقرب الصورة أكثر.. قبل الغزو الأمريكي للعراق بدأت الولايات المتحدة وحلفائها حملة استهدفت إقناع الصحفيين والإعلاميين أولا ومن بعدهم عامة الناس بأن العراق بات مصدرا لتصنيع الأسلحة النووية ويمثل خطرا حقيقيا على البشرية في حال استمر على حاله تلك، وبعد أن بدأت الصحافة والصحفيين في تكريس هذه الدعاية المضللة وتم تداولها في مشرق الدنيا ومغربها صدقها الناس واقتنع البعض منهم بالخطر القادم من العراق إن لم يتم وقفه، ليعطي كثير من القراء والمشاهدين والمستمعين الرئيس الأمريكي الضوء الأخضر لقصف بغداد. وما حدث من أمر العراق وكذب الساسة ومن بعدهم الصحفيين يحدث اليوم وكل يوم في السودان وإيران وفلسطين وأفغانستان وكثير من بقاع الأرض التي

قصة قصيرة .. مطر الغدر

تدفقت الى رأسه الصغير ذكريات كان قد نسيها، لكنها في هذه اللحظة تلح عليه بقوة لتخرج من مكمن عقله الباطن الى عتبة رأسه الصغير، لم يبد مقاومة في منعها من التحرر من ربقة سجنه الذي ظل يحبسها فيه طوال سنين عديدة، فهي في هذه اللحظة تخفف عنه بعضا من آلام ظهره الذي يعاني من تشظي في العظام كما يعاني هو من تشظي في ذاكرته. ذكريات طويلة، رسمت على جبينه خطوط انعقدت بداياتها مع نهاياتها. بداياتها ذنب قديم حمله أقرب الناس اياه، قدومه الى هذه الدنيا عجل بوفاة أمه، أو كما كان يهيأ لخالته بان مولده كان نذير شؤوم للعائلة، ماتت أمه عقب شهر من مولده وألقت بحمل تربيته وأخوانه الخمسة عليها، كانت في حالات غضبها تحمله ذنب رحيل والدته عن هذه الدنيا ويقف هو عاجزا عن فهم ما تقوله خالته من كلام. كان يلجأ الى صمته وعزلته كجدار الطين في بيتهم القديم عندما كان يسمع منها هذا الكلام المتشائم، تخنقه العبرة والشعور بالذنب ولم يكن ليستطيع الرد على خالته التي كان يناديها بأمي تلك الام التي لا يدري الى هذا اليوم كيف رحلت وكيف كان هو سببا في رحيلها. لم تسعفه ذكرياته في تخيل شكل أمه أو هيئتها الحقيقية، وان كان يراه

طلاق

في هذه الدنيا الواسعة الكثير منا يرغب في الطلاق والتخلص من الآخر الذي يعكر عليه صفو يومه وهدوئه واستقراره فيلجأ إلى انخاذ قرار الطلاق ليفك الارتباط بينه وبين من عكر عليه صفو حياته. لا يندرج في مقالي هذا فقط الطلاق المتعارف عليه بين بني البشر وهو طلاق الرجل لزوجته أو طلب المرأة الطلاق من زوجها فهذا كثير الحدوث ونسمع عنه كل ساعة، ولكن ما عنيته بالطلاق هنا وكما ورد في لسان العرب بأن الطلاق يعني التخلية والإرسال، فأنت تتخلى وترسل وتطلق كل ما لا يتناسب مع هواك ومزاجك وكل ما خالفك في الرأي والصواب سواء أكان هذا الشيء زوجة أو وظيفة أو جهاز أو متاع خاص فكل ما تملكه ولا يتناسب مع ميولك فيوجب عليه الطلاق. ومن هذا المنطلق نجد أننا نطلق أشياء كثيرة في حياتنا كل يوم فمرة نطلق صديقا ومرة نطلق وظيفة ومرة أخرى نطلق جهاز التلفزيون وجهاز النقال وفي أحيان ضيقة جدا نطلق شريكة الحياة. قد نملك سرعة اتخاذ قرار الطلاق كما هو الحال في تطليق بعض الأشياء من حولنا، ولكننا لا نجد هذه السرعة في اتخاذ بعض قرارات الطلاق كما هو الحال في طلاق شريك العمر لأنه وكما يقال العشرة لا تهون إلا على الإنسان الهين، ومن يفكر ف

بيت الأحلام.. فقط برسالة

"امتلك منزل أحلامك فقط بإرسال رسالة نصية قصيرة على الرقم المرادف لبلدك" بهذه الجملة يبدأ جني الملايين، وبهذه الجملة أيضا يبدأ نزيف الأموال وتبدأ الأصابع في الضغط على ازرار الهاتف لإرسال الرسالة القصيرة كما أرشد لها الإعلان التلفزيوني، فسعر منزل الأحلام زهيد جدا أو كما يقال برخص التراب إذا كان يمكن أن يأتي فقط برسالة أو بعشر أو بمائة رسالة قصيرة. يا بلاش كما يقول البعض. الملايين من المشاهدين المستلقين على كنبات الراحة وأرائك الاسترخاء يصدقون ما يسمعونه، فيبدأون في إرسال ما تبقى لديهم من رصيد رافعين بعد كل رسالة أكف الدعاء أن يستجيب المولى عز وجل إلى رسائلهم النصية ويفوزا ببيت الأحلام أو بشقة العمر لتنتهي معاناتهم الشهرية من دفع للإيجار ونزاع مع المستأجر على رفع سعر الابجار بعد كل ثلاثة أشهر وغيرها من الأسباب التي تدفع الحالم خلف التلفزيون بان يرسل مئات الرسائل ويتصل آلاف الاتصالات ليفوز ولو بجدار واحد من جدران بيت العمر. غنيمة بيت العمر أو شقة الحرية كما أسميها أنا تيمنا برواية الراحل غازي القصيبي رحمة الله عليه يتقاسمها الجميع فهي كعكة عيد الميلاد كما يقال في الغرب فجزء م

تلوث السماء العربية

السماء العربية اليوم غير صافية، فهي ملبدة بغيوم كثيرة تحجب عنها الرؤية الصحيحة. لا نستطيع التمييز في ظل هذه الضبابية بين الجيد والسيئ، تداخلت علينا الأقمار والنجوم، بتنا كالتائه الذي لا يعرف طريقه من أن يبدأ وأين ينتهي. سمائنا العربية لحقتها موجة التلوث حيث أفقدتها الكثير من صفائها وبريقها ولمعانها وألقها. كانت درة يهتدي بها التائه في سماوات الأرض، ويستمتع بصفائها وجمالها الناس كافة في مشرق الأرض ومغربها، وأصبحت اليوم وبسبب كثرة الملوثات بها تدعونا إلى الرحمة والشفقة بها من ممارساتنا العبثية ومن تجاربنا الفضائية ممن يعنيه الأمر وممن لا يعنيه، ممن أمتلك الخبرة وسبر أغوار تلك السماوات وممن غامر وقامر بماله في سبيل الارتقاء عاليا في سماء الأرض. لنقترب من الصورة أكثر ونعدد بعض الأمثلة على المقامرين والمغامرين اللذين تسلقوا إلى فضاء الكلمة بدعاوى مختلفة كالحرية والديمقراطية والشفافية والعولمة وغيرها من الكلمات التي لا يفقه معناها من تفوه بها، وسأترك الحكم لق أنت عزيزي قارئ هذه السطور هل أضاف هلا وأمثالهم نجوما جديدة إلى سمائنا أم أن إضافاتهم هذه لا تتعدى كونها سحابة كثيفة من الدخان بدأ

البقاء في البيت أفضل

شخصيا، أنا من أنصار هذه المقولة، بل ومن المدافعين عنها بشدة وضراوة، فلا يستهويني البقاء خارج البيت لساعات طويلة سيما وأن المغريات التي بالخارج ليست بتلك القوة التي تدفع الشخص للمكوث طويلا خارج أسوار البيت الأسري، وإذا ما أضفنا على ذلك الساعات الطوال التي نقضيها في شوارع مزدحمة واختناقات مرورية فإن البقاء في البيت أفضل. ولكن يبقى السؤال، لماذا البقاء في البيت؟ نسمع ونردد عبارة بأن هذا الشخص "بيتوتي" أي أنه يفضل البقاء في بيته عوضا عن الخروج، فقد يجد فيه راحته وسعادته، ولكن في المقابل فإن الكثير من الناس يفضل البقاء في الخارج عن العودة إلى البيت لاسيما من رزقه الله زوجة -كما يقولون- تنكد عليه عيشته أو زوجة رزقها الله زوجا ينكد عليها عيشتها عندما يكون داخل البيت، فتتمنى أن يكون في كل وقته خارج البيت، لتبقى مملكتها لها بفردها سعيدة بحكمها من دون مشارك لها. تتعدد وتتنوع أساليب فهم مصطلح (البقاء في البيت أفضل)، فمنهم من ينظر له من جانب ديني ليقول بأن المرأة بقائها في بيتها أفضل من خروجها بسبب الفتنة، فلو خرجت المرأة من خدرها فقد وقعت الفتنه، معتبرا أن البيت هو المكان الحصين لل

جولات الخير

اقتبست عنوان عمودي لهذا اليوم من عنوان فيلم وثائقي أنتجه التلفزيون حمل نفس العنوان "جولات الخير"، والفيلم والعمود فكرتهما واحدة يتحدثان عن الجولات السامية لصاحب الجلالة السلطان المعظم – أبقاه الله- منذ بدايات تأسيس الدولة في العام سبعين، حينما بدأ جلالته في رسم فلسفة جديدة للحكم قوامها الحاكم والشعب، فكان جلالته يلتقي بأبناء عمان كلها صغيرها وكبيرها ويزور كل مدينة وقرية ويقف على احتياجات المواطن وخطط التنمية ويوجه الجميع بضرورة العمل والتكاتف لبناء عمان. قاعدة الحكم لدى جلالة السلطان لم تستند على إدارة شؤون الدولة من خلال مكتب يدير شؤونها، أو من خلال وزراء ينقلون لجلالته احتياجات وزارتهم واحتياجات المواطن، بل امتدت إلى ملامسة جلالته لهذه الاحتياجات بنفسه والوقوف على الكثير من التفاصيل والوقائع والاستماع إلى المواطن وجها لوجه بدون قيود أو حواجز، إيمانا منه بأن صاحب القضية هو أفضل من يعبر عنها ويشرحها. وبالفعل، كلنا لمس ويلمس كل يوم نتائج جولات جلالته كل عام من خلال الأوامر السامية بإقامة بعض مشاريع البني الأساسية وتوجيهات جلالته الحكيمة لأبناء شعبه بضرورة العمل والبناء،

البحث عن هوية

  في عالم الفضاء المفتوح تتلاشى الهويات القومية، هكذا قال أحدهم، وأردف آخر في عصر الفضاء المفتوح البعيد عن سلطة الدولة تتلاشى الهويات القومية.   قد يكون كلا القولين صحيح وثابت من أن البحث عن الهوية داخل صندوق سحري صغير يأتيك بالعالم بين يديك مثل جني علاء الدين ملبيا ومشبعا لك رغباتك ويقول لك " شبيك لبيك القناة اللي تريدها بين ايديك". أقول قد يكون القولين صحيحين من أن الهوية القومية في عصر الفضاءات المفتوحة قد تلاشت وحل محلها شكل جديد قد لا أستطيع أن أسميه بأي اسم فهو مزيج من العولمة والتجارة من جهة وبين التقليد والمحاكاة العمياء من جهة أخرى، وبين هذا وذاك تضيع وتتلاشى الهوية الوطنية في الفضاء المفتوح. قد يقول قائل بأن الهوية الفضائية ضائعة بسبب ضياع الهوية الأرضية، فمن أين تأتي الهوية الفضائية إن لم تكن مستمدة من الهوية الأرضية، فالأرضيون وهم نحن سكان كوكب الأرض بتنا لا نلقي بالا بأمر الهوية، نعتبرها قيدا وحكرا على حرياتنا وباتت من الماضي الغابر الذي لا يتناسب مع عصر السرعة والانفتاح الذي نحياه، بات مفهوم الهوية لدى الكثير منا عنوانا للتراث والتقاليد والعادات البالية التي لا

من يحكم من .. نحن أم التكنولوجيا

دعيت إلى محاضرة ألقاها أحد المختصين في التقنيات المتطورة في وسائل الإعلام وكانت بعنوان التعريف بالتلفزيون العالي الجودة أو العالي الدقة وهي ترجمة عن الكلمة الانجليزية لكلمة ' 'High Definition TV أو ما يسمى اختصار ب 'HDTV'. خلال المحاضرة أسهب المحاضر كثيرا في الحديث عن هذا اللهاث التكنولوجي القادم إلينا من الغرب الذي بدأ جزء منه في تطبيق هذه التقنية، والذي حدد العام 2010 موعدا نهائيا للانتقال إلى النظام الجديد وترك الأنظمة العتيقة البالية. الحديث عن التقنيات الحديثة في عالمنا اليوم أخذ مناح عديدة فمن الحديث عن التلفزيون عالي الدقة إلى الحديث عن أجهزة الكمبيوتر العجيبة وشبكة الانترنيت الأخطبوطية وما تحمله هذه الشبكة من كمية معلومات لا يمكن عدها أو إحصائها، إلى الحديث عن الصديق الدائم الملازم لنا طوال الوقت الهاتف النقال والتقنيات المتسارعة التي تسابق الزمن لدمج كل التقنية في جهاز جيب صغير نحمله أينما ذهبنا، إلى الضيف الذي أصبح ثقيلا ومزعجا في بيت كل منا التلفزيون وفضائاته المفتوحة التي تتحفنا كل يوم بما هو جديد في هذا العالم الغريب عنا، إلى الكثير والكثير من التقنيات

لما نستشهد

عقل الطفل وعاء لما يسكب فيه، وكما قال المثل مع بعض التحريف " الحفظ في الصغر كالنقش في الحجر"، وعقل الطفل الصغير يحفظ وبشدة كل ما يستمع إليه أو يشاهده سواء أكان ذلك الشيء بالإيجاب أم بالسلب. نحن كمربين نغفل أو نتغافل، نجهل أو نتجاهل عن سابق عمد وإصرار عن عقليات صغارنا في البيت أو المدرسة بحجة أن طفل اليوم لن تستطيع مراقبته أو السيطرة عليه أو التحكم في أهوائه وأمزجته وبالتالي يترك له الحبل على الغارب يتعرض لكل ما تعرضه وسائل الاتصال الحديثة من غثها وسمينها من عبثها ولعبها من مفيدها وضارها ، وفي النهاية يقع اللوم على الطفل نفسه في أنه لم يراقب نفسه. ما قصدته هنا هو ما استوقفني من كلمات الأنشودة التي عنونت عمودي هذا باسمها، وبالطبع لست بحاجة إلى إكمال شطرها لان الجميع يعرف تكملتها فالكل قد حفظها عن ظهر الغيب. من يدقق في كلمات الأنشودة يجد أنها تحمل عبارات قد لا تكون مقبولة لكي توجه لفئة الأطفال، فكلماتها – ومن وجهة نظر شخصية بحته- تحمل الكثير من معاني الاستشهاد والجهاد والفداء وإزهاق النفس فداء للوطن وفي ذات الوقت تحمل معنى كبيرا هو أن طفولتنا بدون فلسطين لا معنى لها. إ

الأقلام المتكسرة

لا أريد أن أكون متشائما من العام 2010 الذي بدأ نصفه الأول في مغادرتنا هذه الأيام، ولكنني أستحضر بعضا من تشاؤم المتشائمين الذين اعتبروا هذا العام عاما كبيسا على الأقلام التي انكسرت بانكسار أصحابها وارتفاع أرواحهم إلى الرفيق الأعلى. خلال الستة الأشهر الأولى من هذا العام غيب الموت عنا أركان كنا نستند إليها في الثقافة والفكر والأدب والدين، وبرحيلهم انطفأ النور الذي كان ينير لنا حياتنا ويرشدنا إلى الطريق الصحيح في حياتنا المليئة بالكثير من التناقضات والفوضى والقليل من النور والمعرفة. آخر الأقلام التي انكسرت وجف مدادها قلم الكاتب الكبير الراحل أسامة أنور عكاشة الذي اعتبره الكثيرون بأنه أب الدراما المصرية والعربية الحديثة ويؤرخ بعضهم للدراما بما قبل عكاشة وما بعده حيث غيبه الموت عنا ليلة الجمعة بعد صراع مع المرض تمكن من كسر قلمه وقضى على لياليه التي أمتعنا فيها بليالي الحلمية والمصراوية وضمير أبله حكمت وعصفور النار وأرابيسك وزيزينيا وغيرها الكثير من المسلسلات والأفلام والمسرحيات التي أبدعها قلمه الجميل. غياب عكاشة سيترك فراغا كبيرا في الساحة الدرامية العربية ولعلنا نلمس هذا الفراغ ابتدا

الإقـلاع عن الفيس بوك

  من الصعب جدا الإقلاع عن شيء أدمنته إلا بعد خضوعك للعلاج ولمدة طويلة. ولكن هل ينطبق هذا القول على الإقلاع عن الإدمان السيبيري؟ وأقصد به هنا الإقلاع عن استخدام الانترنيت وتطبيقاتها ومواقعها وبريدها الالكتروني حتى وإن كان هذا الإقلاع لمدة يوم واحد؟. ربما لا يوافقني في هذا الرأي الكثير من مدمني الانترنيت ويعتبرون أن الإقلاع عن التدخين مثلا أسهل عليهم من الإقلاع عن الانترنيت، لان دمائهم امتزجت وتشربت بالكثير من نيكوتين الانترنيت الذي نفث سمومه في كل خلية من خلايا الجسم فأصبح الإقلاع عنه أشبه بالموت السريع الذي يأتيك مرة واحدة ودفعة واحدة. هؤلا المدمنون أنفسهم هم من يطالب اليوم بالإقلاع عن الدخول إلى أحد مواقع الانترنيت وأشهرها وهو موقع التواصل الاجتماعي " الفيس بوك" الذائع الصيت الذي لا يوجد -حسب اعتقادي الشخصي- كبير أو صغير إلا وقد حصل على عضويه دائمة فيه ليتواصل فيه مع أصدقائه وزملائه من كافة أقطار العالم. لا زلت أذكر أول تعارف بيني وبين الموقع الشهير عندما التقيت بالكثير من الأصدقاء عبره وصرت أتعرف على كل الأخبار الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وأخبار النميمة والكذب وأخبار

اذا لم تستح

أجدني في حل من إكمال شطر المثل فالكل منكم يعرفه ويعرف مضمونه وما يحمله من مدلولات ومتى يقال ولمن يقال، ولكن دعوني أسرد عليكم قصة هذا المثل في فضائياتنا العربية.. كان يا ما كان في سالف العصر والأوان، كان لدينا قناة يتيمة، متخمة بالبرامج الجميلة، وكانت هذه القناة، هي التسلية الوحيدة لنا ولباقي أفراد القبيلة، إلى أن جاء غزو ناعم غير مفهوم الطبيعة، وجعل الناس يلهثون وراء المتعة السقيمة فانقلبت الأمور رأسا على عقب، وصار الكل يزهد في قناته اليتيمة. هذا باختصار جزء من قصة المثل، الناس تتراكض وتتسابق على ما يعرض على شاشات الفضائيات العربية من مشاهد وأحداث أقل ما توصف به بأنها تخدش الحياء وتثير الفتنة وتدعوا إلى الرذيلة وسوء الأخلاق ولا يعود المدمن عليها بفائدة تذكر سوى تعلم الكثير من سوء الأخلاق والقليل من الفائدة والاستمتاع. وطبعا لا أستطيع هنا التعميم على كل الفضاءات المفتوحة لان كل من يقرأ هذه السطور سيتهمني بأنني أنظر إلى الأمر بمنظار واحد ولا أرى المنظار الآخر وإنني أرى فقط كما يقولون من الكوب الفارغ منه وأتجاهل المملي، فما عنيته هنا هو الجانب الفارغ من الفضاء الذي بات لا يراعي مشاعر ال

أقصر طريق للشهرة

في زماننا كانت أمنية الشخص منا أن يصبح طبيبا أو مهندسا أو طيارا أو مهنة يتفاخر بها بين أقرانه حتى وإن كان نصيبه من الذكاء لا يساعده إلى الوصول إلى شهادة الثانوية العامة آنذاك، واليوم عندما تسأل نفس السؤال إلى الجيل الحالي فإن إجابته ستكون وبدون تردد أمنيتي أن أكون مغنيا أو ممثلا ويتساوى في ذلك من رزق ذكاء ومن لم يرزقه. لعل أقصر الطرق للوصول إلى المجد والشهرة هي بطرق أسهل الأبواب والوقوف على ناصيتها ومن يحالفه الحظ فإن هذا الباب سينفتح في وجهه ويدخل إلى عالم الشهرة والمجد والثروات الطائلة، أما من أقفل في وجهه هذا الباب فإنه سيعود خائبا ويحاول طرق أبواب أخرى أكثر سماكة وأقوى من الأبواب الأولى. أبواب الشهرة والمجد التي يطرقها الكثيرون هي ببساطة أبواب السماوات المفتوحة والإعلام المتحرر، فمن عرف الطريق إلى هذه الأبواب فإنه سيصل بسهولة كبيرة، أما من ظل طريقه فإنه سيتوه في عوالم هذه الدنيا. سألت فنانة ممن امتهن الغناء حرفة لهن عن أقصر الطرق إلى الشهرة، فأجابت وبدون تردد: إنه التلفزيون فهو الطريق الأقصر إلى الشهرة، حيث تستطيع الوصول إلى الشهرة بسهولة شديدة لا تتطلب منك الكثير من ا

أطفال الديجتال

عندما أعود بذاكرتي إلى الوراء قليلا تلتقط مخيلتي مشاهد متنوعة ومختلفة يوم كنا صغارا نتحلق حول شاشة التلفزيون التي كانت في اغلب الأحيان بالأبيض والأسود، أذكر أن الصمت كان يخيم علينا ونحن نتابع الرسوم المتحركة في ساعات محدودة من النهار يذهب بعدها كل في طريقه لنلتقي في يوم آخر لنستكمل ونتابع بشغف كبير ماذا حدث لسالي وما جرى لسنان ومادا ينتظر الكلب بن بن وما يحدث لعدنان ولينا في الحلقات القادمة . التلفزيون في تلك الأيام الخوالي وان كان بالأبيض والأسود إلا أن طعمه كان مختلفا، مذاقه كان مميزا كان هو ما يجمعنا ويجبرنا على التحلق حوله فاغرين أفواهنا لمتابعة قصة درامية عن الوفاء والصداقة عن حب فتاة صغيرة لحيواناتها عن قصص حدثت لشخصيات عربية وعالمية جعلت منهم مشاهير وعظماء، وتكون هذه القصص مثار نقاشنا الطفولي طيلة ذلك اليوم إلى أن تأتي قصة طفولية جديدة تستحوذ على نقاشنا لتبقى الحكاية الأولى محفورة في ذاكرتنا والتي لا زلنا نحمل ذكراها حتى اليوم، نسترجع بعضا من تلكم القصص مع أصدقاء الطفولة عندما تمنحنا الحياة متنفسا من الوقت نراجع فيه ذاكرتنا ذكرانا . اليوم، وأنا انظر إلى طفلتي الصغيرة لا أرى فيه

شوارع الموت

كل الحقائق العلمية والبراهين تشير إلى أن الإنسان إذا وصل إلى مرحلة معينة من العمر يبدأ في فهم ما يفيده وما يضره، ويبدأ أيضا في إدراك المخاطر المحدقة به حتى قبل حدوثها. ويتطور هذا العقل كلما كبر الإنسان في السن وازدادت تجربته في الحياة وازداد تحصيله العلمي، ويمكن أن يطلق على الإنسان المتعلم " إنسان واعي" الا أنه من غير المنصف إطلاق مسمى الوعي على الإنسان المتعلم الحاصل على الشهادات العلمية فقط، بل إن الإنسان الواعي هو الإنسان المدرك لعواقب الأمور ومخاطرها ويزن كل أموره بميزان العقل والحكمة لان عقل الإنسان عبارة عن تراكمات تكتسب يوما بعد يوم. ما نراه كل يوم من تصرفات من أناس يعدهم المجتمع من المتعلمين الحاصلين على أرفع الدرجات العلمية وأرفع الوظائف والرتب العملية لا توحي بان الإنسان المتعلم أصبح مدركا لمعنى المسؤولية ومتحملا لها ولم يصل بعد إلى مرحلة الوعي التي ربما وصلها قبله إنسان مثله لم يصل إلى مرحلته في المستوى العلمي والوظيفي. ما دعاني إلى الذهاب إلى هذا الاستنتاج بعض المواقف الصادرة عن بعض الناس عندما يجلس وراء مقود سيارته حيث يطلق لها العنان لتسابق من هم بجانب

H1N1 في القمامة

                   في عز أيام الحملة التي شنها العالم أجمع على مرض إنفلونزا H1N1 ، شاهدت كاريكاتيرا نشر في أحد المواقع الالكترونية. قصة هذا الكاريكاتير تحكي هروب العالم ـ بفتح العين ـ على شكل إنسان من وجه خنزير يحاول أن يلحق به، فيستعين هذا الإنسان بأقرب بنك ليقترض منه لشراء عقار مضاد للخنزير الذي يطارده. اليوم، لا أزال أتذكر الحملة التي شنتها العالم أجمع للتوعية والتطعيم بهذا المرض، وتذكرت الإعلانات المنشورة في وسائل الإعلام والمحلات التجارية والشوارع التي تحذر كل شخص من عدم مصافحة جاره أو قريبه خوفا من نقل العدوى والإصابة بها، ولا زلت أتذكر إبرة التحصين التي أخذتها أسوة بالزعماء والرؤساء والوكلاء اللذين شجعونا على أخذ التحصين لأنهم طبعا يعون الخطر القادم من هذا الفيروس الذي قد يفتك بالبشرية في حال لم يتم القضاء عليه بشراء الطعوم اللازمة لمقاومته. ما ذكرني بالإبرة والتحصين خبر نشر في الصحف ووكالات الانباء يقول " أن السلطات الصحية الأمريكية ألقت بملايين العبوات من اللقاحات المضادة لأنفلونزا الخنازير في صناديق القمامة، حيث إن ما تم استخدامه من اللقاحات بلغ نسبة قليلة بالقياس إلى م

مشاهدات من المهرجان

عقدت ليلة أمس العزم على السفر الى جامعة السلطان قابوس وأقصد سفر هنا لان المسافة بين منزلي والجامعة تقدر بساعة كاملة. وبعد تردد طويل ومشاورات بيني وبين نفسي قررت شد الرحال الى الجامعة. وصلتها لانها المكان الوحيد الذي تعرض فيه أفلام مهرجان مسقط السينمائي السادس الدرامية القصيرة والتسجيلية. عقب الوصول استفسرت عن مكان العرض فقيل لي بأنها في القاعة الكبرى بمركز جامعة السلطان قابوس الثقافي بالجامعة، التي أبرهني تصميمها واتساعها وتنظيمها لاحتضان عروض مناسبات سينمائية وتلفزيونية كبيرة جدا، حيث تتسع تلك القاعة إلى أكثر من خمسة آلاف مشاهد، وقلت في نفسي لقد أصاب القائمون على المهرجان الرأي عندما أختاروا هذا المكان ليكون حاضنا للعروض العمانية من الافلام القصيرة والتسجيلية. القاعة الكبرى بضخامتها وكثرة كراسيها لم تحتضن سوى أقل من أربعين شخصا من الحضور أراهن أنهم من طلبة الجامعة المشاركين بأفلام في المهرجان، وبدت تلك القاعة خالية تماما من الحضور، فأثار هذا المشهد في نفسي تساؤلا أين يمكن الخطأ في الموضوع؟ هل هو في إختيار المكان؟ أم في العزوف من المهتمين بصناعة السينما والافلام عن الحضور لمثل هذه

السينما في بلادي

االكل منا يهوى ويعشق ويحب السينما، من لا يشاهدها في الدور المخصصة لها فانه يتسمر أمام شاشة التلفزيون الصغيرة ليشاهدها ويتابع أحدث تقنياتها. الكل منا منبهر بصناعة السينما الامريكية وما وصلت إليه من تقنيات عالية في الاداء حتى أن أبطالها تم تسميتهم بالنجوم التي لا نراها الا في السماء وتتميز عن غيرها من الكائنات الارضية بسموها وأرتفاعها وبريقها ولمعانها، وامتد هذا الانبهار ليصل إلى بعض الدول الاوربية – وإن كان بصورة أقل- يليها السينما الهندية التي قارنت نفسها بسينما هوليود حتى في اسمها الذي استبدل بالهاء باء، عل ذلك أن يعطي إيحاءا أو مقاربة عند الحديث عن السينما الامريكية لترتبط معها بالحروف والاسماء. ولعل السينما الهندية استطاعت غزو كل أقطار العالم وخرجت من عباءة القارة الهندية إلى العالم أجمع لتطوف بذلك كل أرجاء المعمورة ولعل ما يدلل على ذلك الزيارة التي قام بها النجم الهندي أميتاب باتشان عندما حل ضيفا على مهرجان مسقط هذا العام، حيث كان الشغل الشاغل للناس طوال فترة إقامته في مسقط أين ذهب، ماذا يلبس، ماذا تغدى، مع من ألتقى ،، وهكذا هو حال النجوم الساطعة. ما أردت الوصول اليه هو السين

ظلام النور

       هاتفني صديق قديم ليلة أمس، ودعاني إلى إطفاء كل مصباح عن بيتي لمدة ساعة من الثامنة والنصف مساء وحتى التاسعة والنصف. فسألته عن السبب؟ فأجاب بأن العالم كله بكل دوله وبيوته ومؤسساته ومصانعه يطفىء الكهرباء في تلك الساعة إحتفالا وتضامنا مع ما أسمي بيوم الارض. يعرف هذا الصديق بأن الوقت الذي أشار اليه هو وقت الذروة تتجمع فيه الاسرة لتناول العشاء والمذاكرة ومشاهدة التلفزيون، ولو كان قد طلب مني إطفاء الكهرباء عن بيتي وحتى عن بيوت جيراني خلال الساعة الثانية أو الثالثة فجرا لما ترددت في ذلك لان الكهرباء ستكون مطفية أصلا عن ثلثي بيوت الحارة ولا تجد أي انارة أو مصباح مضاء خارج البيوت. وعندما لم أنصع إلى كلامه، إتهمني بانني عدو للبيئة ولا يهمني أصلا الحفاظ على كوكب الارض وإنني أساعد في انبعاث الغازات وعلى زيادة الاحتباس الحراري   وإنني مثل غيري أهدد نقاء ونظافة أمنا الارض التي تستحق منا فقط ساعة نطفىء فيها الكهرباء عن بيوتنا. أذهلني هذا الكلام الكبير عني وعن تهديدي وعداوتي للعالم أجمع بسبب إنني سمحت لنفسي بابقاء الكهرباء في بيتي خلال تلك الساعة والعالم أجمع قد أطفأها عن بيوته ومدنه ومبانبه وم

صرخة حجر

أعادني إعلان قناة mbc عن بدء بثها لمسلسل تركي مدبلج الى العربية يتحدث عن القضية الفلسطينية ومعاناة الفلسطينيين مع آلة الحرب الاسرائيلية، أعاد الى ذهني الحدث الذي جرى العام الماضي عندما انسحب رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان من اجتماع منتدى دافوس الاقتصادي إحتجاجا على الدفاع الذي قدمه الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريس ضد غزو قواته الاسرائيلية لغزة وقتل الابرياء فيها. من يومها وصورة أردوغان تتصدر الصفحات الاولى في الصحف العالمية واستقبل في بلاده وبعض البلاد العربية استقبال الابطال، لانه هو الوحيد الذي استطاع الرد على التعنت الاسرائيلي. اليوم، وبعرض المسلسل التركي " صرخة حجر" دخلت تركيا في صدام مع اسرائيل التي حاولت بكل ما أوتيت من سلطة وجبروت ونفوذ من وقف بث هذا المسلسل معتبرة أن مثل هذه الدراما تسهم في تكوين بذرة العداء والحقد وتغلغلها ضد الشعب اليهودي، الذي لا يتصف بما تظهره وسائل الإعلام العربية والتركية بأنه مجرم حرب وقاتل للأطفال، الا انها أي اسرائيل لم تفلح في ذلك بسبب أن تركيا ورئيس وزرائها رجب قد أتخذا موقفا بضرورة مواجهة أداة الحرب الاسرائيلية بالطريقة التي يرونها م

جمعية ومهرجان

خلال سنين عمري حضرت الكثير من المهرجانات السينمائية والتلفزيونية والتسجيلية في أقطار مختلفة من العالم منها ما تميز بنكهة عربية ومنها ما كانت نكهته بمذاق عربي، لكنني وعلى الرغم من تعدد تلكم المهرجانات والنكهات الا إنني لم أجد أن جمعية أهلية هي من قامت بتنظيم تلك المهرجانات. قد لا أختلف مع قارىء هذه السطور بان هنالك فرقا كبيرا وبونا شاسعا بين تنظيم واقامة المهرجانات الدولية وبين مهرجاننا المحلي ذو الصبغة العالمية، الا انني أجزم بالقطع بان من يقف وراء تلكم المهرجانات ليست جمعيات أهلية مكونة من مجموعة من الشباب الطموح، وإنما جيش كبير من المنظمين يقف على رأسها الحكومات المحلية لتلكم الدول وان لم تكن الحكومات نفسها فقد يكون من ينوب عنها بميزانيات ضخمة تعادل في أحيان كثيرة ميزانيات بعض الدول الافريقية الفقيرة. الجمعية العمانية للسينما، ومنذ تأسيسها رسمت لنفسها خطا مستقيما وقطعت على نفسها وعدا بتنظيم أول مهرجان للسينما في المنطقة، حتى وإن كانت دول المنطقة ولا تزال تفتقد هذه الصناعة الجميلة، صناعة السينما التي يحلم بها الكبار والصغار، يعشقها الجميع صانعوها ومشاهدوها، الكل يتهافت عليها وكأ