التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من مايو, ٢٠١١

الحياة بدون سريعة

   سريعة هذه هي عاملة المنزل التي تعمل لدينا، بمفهوم هذا الزمان هي مدبرة ومديرة المنزل فكل شيء يتعلق بالمنزل ابتداء من المطبخ الذي تعتبره مملكتها لا ترضى لأحد أيا كان حتى لو كانت زوجتي أن تدخله إلا للأكل، وكل ما بقي من المنزل يقع تحت مسؤوليتها. الكبار قبل الصغار إذا أرادوا شيئا يخصهم في المنزل فإن سريعة هي التي تعرف مكانه وأين وضع وسهولة الحصول عليه. سريعة وين نعالي، سريعة وين قميصي، سريعة وين مقص الأظافر، سريعة وين مصري الجديد سريعة سريعة سريعة، وتستمر نداءات البيت من كل صوب عن أشيائهم الشخصية في بيتهم. سريعة غادرتنا هذا الأسبوع لقضاء إجازتها مع أسرتها وتركتنا وحيدين، من يا ترى سيساعدنا في إيجاد أشيائنا الخاصة جدا غير سريعة؟ من سيطبخ لنا أكلاتنا العمانية المفضلة من القبولي والعوال والسمك والعرسية والهريس والأكلات العربية والأسيوية، من سيكوي لنا ملابسنا ويصففها ويبخرها لنا ، من سيعتني بالأطفال ويحممهم ويعطرهم ومن ومن ومن؟ استعدادا لهذا اليوم الموعود واقصد به موعد سفر مدبرة منزلنا، جلسنا أنا وحرمي المصون لتدابر عواقب ما سينتج عن غيابها وأقصد هنا غياب العاملة وليس غي

وآمعتصماه

         كلنا يعرف قصة المرأة التي استجارت بالخليفة المعتصم بالله عندما جار عليها الأعداء فاستنجدت بصرختها بأمير المؤمنين الذي هب لنجدتها، بعد تلك المرأة أصبح كل من أراد أن يستنجد بأحد من جور آخر، يصيح بأعلى صوته وامعتصماه فذهبت هذه الجملة مثلا للاستجارة وطلب النجدة. في هذا الزمان أطلق كل من وقف احتجاجا على شيء لم يعجبه اسم "اعتصام"، وربما -أقول ربما- حملت هذه الكلمة دلالة على أن المعتصمين يستجيرون بمن يعصمهم ممن اعتدى عليهم.   شهدنا كما شهد غيرنا من بلاد العرب اعتصامات كثيرة منها ما طالب بتحسين مستوى معيشة وزيادة في الأجور ومنها ما طالب بأشياء ذهبت أبعد من لقمة العيش والوظيفة بكثير حينما طالبوا بدساتير وتعديل في بعض القوانين ومنهم من طالب بمحاكمات من أطلقوا عليهم رموزا للفساد. تفرق شمل أغلب المعتصمين عقب فورة الغضب فأذهبت رياح الاصلاحات بعضا منها، في حين بقي الآخرون في خيامهم التي لم تزعزعها أو تقتلعها رياح المطالبات لهم بفك اعتصاماتهم أو ثنيهم عن مغادرة المكان. اللافت في الأمر أن الاختلاف في وجهات النظر بين المطالبين بكسر اللام والمطالبين بفتحها لا يعدو كونه نق

أحجار الجمعيات الاهلية

    رياح التغيير التي عصفت بالعالم العربي طالت الكثير من الأمور المسكوت عنها وحركت أحجارها الراكد من المياه وبدأت هذه المياه التي تأثرت بفعل هذا الحجر في التحرك والانسياب والجريان حتى وإن كان هذا الجريان صغيرا وقليلا إلا أن المتفائلين منا يفضلون السيلان البطيء عن عدم السيلان أصلا. كما هبت تلك الرياح على كثير من عواصمنا العربية وصلت إلينا محملة ببعض الأتربة والاغبرة التي نتمنى أن يصفو جونا منها قريبا لتعود سمائنا كما كانت وكما عرفناها دائما صافية يمكن الاستمتاع بجوها الجميل بعيدا عن حرارة رياح التغيير. هذه الرياح طالت فيما طالته مؤسسات المجتمع المدني وأعني بها هنا الجمعيات الأهلية، خصوصا جمعيات الثقافة والفن والإعلام التي يعلق عليها الكثير من منتسبيها آمالا عراضا في الارتقاء بالمشهد الثقافي والاجتماعي والاعلامي هنا في السلطنة. غير أن ما تنوقل من أخبار عن وجود بعض الشقاق والخلاف بين تلك الجمعيات ومنتسبيها من جهة وبين تلك الجمعيات ودورها في المجتمع من جهة اخرى يثير في النفس تساؤل هو هل استطاعت هذه الجمعيات تحقيق ما قامت من أجله؟ ولماذا خفت بريق الكثير منها بعد إشهارها؟ ولماذا هجر ا