التخطي إلى المحتوى الرئيسي

فيلم الحياة البرية في سلطنة عمان


الحياة البرية في سلطنة عمان 

جغرافية المكان واختلاف التضاريس جعل من سلطنة عمان بلدا غنيا بمناخها وجمالها الطبيعي وغني أيضا بحياتها البرية. وساعدها موقعها لتكون موئلا وملاذا للكثير من الكائنات الحية.

وقد وفرت سلاسل الجبال والصحاري والسهول ملاذات آمنة للكثير من الحيوانات البرية التي تتخذ من هذه الاماكن ملاجىء تأوى اليها وقت شعورها بالخطر أو عند رغبتها في الحصول على الغذاء.
                                                                      ***
في الجزء الجنوبي، تمتد سلاسل جبال ظفار الشاهقة الارتفاع والتي يقف جبل سمحان على رأسها، ولا تزال هذه الجبال والى يومنا هذا قادرة على توفير الحماية الطبيعية للنمر العربي الذي يعتبر  من أكبر القطط التي ما زالت تعيش في منطقة الجزيرة العربية.

يعتبر النمر العربي من الحيوانات الخجولة التي لا تلتقي مع بعضها البعض الا للتزاوجوغالبا ما يشاهد النمر بمفرده في مملكته الخاصة به التي يقوم بالدفاع عنها ضد النمور والحيوانات الأخرى.

يصور لنا هذا الرسم الصخري مشهد معركة يحاول فيها النمر الدفاع عن نفسه من بطش الانسان.
وربما أراد الفنان العماني القديم أن يصور لنا بان الانسان - ولا يزال هو من يمثل أكبر تهديد لحياة النمور.

                                                        ***

من المعروف عن الذئب بانه زائر ليلي يعرف عنه بدء نشاطه عقب غروب الشمس، الا أن عدستنا استطاعت هذه المرة من التقاط بعض الصور للذئب العربي في وضح النهار وهو يحاول البحث عن فريسة يسد بها رمق جوعه.
يفضل الذئب العربي العيش بمفرده بعيدا عن حياة القطيع، على خلاف نظيره الاوربي الذي يعيش في مجموعات كبيرة، بسبب شح وقلة الموارد الطبيعية التي يتغذى عليهاونراه هنا يحاول التسلل الى تجمع لحيوان الوبر الصخري الذي يتغذى على أوراق الاشجار.

الرائحة المميزة لهذا الذئب الجائع، حذرت تجمع الوبر من الخطر القادم، فتولى أحدها إصدار اشارات مسموعة فهمها كل من في الغابة فتسارعت خطواتهم للهرب من الخطر القادم.

في مواسم القحط والجفاف وانعدام موارد الغذاء، تلجأ الذئاب الى الاقتيات على جيف الحيوانات النافقة والقوارض والطيور، وفي أحيان كثيرة تضطر إلى تغيير عاداتها الغذائية من أكل اللحوم الى القتيات على النباتات والثمار البرية.
                                                        ***


يلف الصمت والسكون هذا المكان الذي تطوقه جبال الحجر الشرقي من كل زواياه، ويخترق هذا السكون حراس يمضون نهارهم متسلقين قمم هذه الجبال الشاهقة بحثا عن حيوان خجول يشبه الماعز الجبلي في شكلها.

يبدو أن سعيهم في الوصول إلى هذا الحيوان قد اقترب، حيث تدلهم آثار شعيرات متناثره على الارض على مكان تواجده.

يعرف سعيد بحكم سنواته العشرين التي قضاها في هذه المحمية ساهرا على راحة واستقرار هذا الحيوان، أن ليلة البارحة كانت دافئة وان حيوان الوعل العربي قد أمضى ليلته نائما في هذا المكان.

الا أن سعي سعيد ورفيقه سيف في رؤية الوعل العربي يجوب هذه الجبال باءت بالفشل.. فيقرران اللجوء الى تقليد صوت الوعل عل ذلك أن يكون سببا مغريا في حثه على الخروج من الكهوف والشقوق الجبلية التي يأوي اليها.

تتردد أصداء أصواتهما في كل أرجاء المكان، وتتلقفها الجبال المحيطة بهذه المحمية الطبيعية.

ينقضي اليوم دون أن يتمكنا من رؤية هذا الحيوان الخجول.

رؤية نسر محلق بين الجبال الشامخة يعيد لهؤلا الحراس الامل في العثور على الوعل العربي.

وأخيرا يتمكن الفريق من رؤية أنثى وعل ورضيعها يجوبان هذه الجبال بحثا عن شجيرات نابته، فيما يفضل الذكر الابتعاد عن القطيع لحين موعد حلول وقت التزاوج.

تبدأ الام بتعليم طفلها منذ نعومة أظفاره مهارات تسلق الصخور والجبال العالية للاعتماد على نفسه في البحث عن مورد الغذاء مستقبلا..

يتأقلم الوعل العربي مع البيئة التي يعيش فيها، فخلال الشتاء تنزل الوعول إلى مناطق الوديان والأراضي المنبسطة، وعندما ترتفع درجة حرارة الارض خلال فصل الصيف فانها تنتقل الى أعالي الجبال وقممها التي لا يستطيع الانسان الوصول اليها ما لم يكن يتمتع بمهارة عالية في التسلق تعادل مهارة الوعل في خفة الحركة والرشاقة.
                                                                      ***
على الجانب الاخر من هذه الجبال، يمضى رجل مسن يومه في مراقبة قطيع آخر من الوعول، هي من أبناء عمومة الوعل العربي .. انه الوعل النوبي الذي يستوطن جبال منطقة الحقف الواقعة في المنطقة الوسطى من سلطنة عمان.

توصف هذه الحيوانات بالبهلوانية لأنها تعيش في الجبال المرتفعة، ويمكنها التحرك بسهولة فوق الصخور الحادة والجروف الشاهقة شديدة الإنحدار بحثا عن الغذاء والمأوى.

يبقي اللوتي الحرسوسي عيناه مفتوحتان، مراقبا تحركات الوعل النوبي الذي بدأت أعداده في التناقص في هذه المنطقة بسبب الصيد الجائرحيث يستغل الصيادون نقطة ضعفه وحاجته لشرب كميات كبيرة من الماء للترصد له بالقرب من مصادر المياه.

يتميز الوعل النوبي عن نظيره العربي بقرونه المعقودة الكبيرة.. والتي تختلف بين الذكر والأنثى فعند الذكر هي طويلة بها مجموعة من الفقرات تصل إلى أربع وعشرين فقرة وعند الأنثى هي قرون قصيرة بارزة تظهر جمال الأنثى ورشاقتها.
                                                        ***
على مقربة من تجمع الوعل النوبي يستوطن حيوان لطالما تغنى الشعراء بعيونها الواسعة وفرائها الابيض وقرونها الطويلة.

انها المها العربية أو كما يسميها البدو هنا في جدة الحراسيس ب بن سولع.

تتغذى المها على الحشائش والاعشاب التي تنبت في أرض الجدة عقب سقوط الامطار وتبقى لفترات قصيرة قبل أن تجف بفعل حرارة الصيف الذي لا يطاق في هذه المنطقة.

فراء المها الابيض يعمل كمقياس حرارة لجسمها فهو يقيها حرارة الطقس صيفا حيث يعمل على عكس اشعة الشمس القوية، كما يعمل كجهاز تدفئة خلال فصل الشتاء ليقيها لسعات البرد الجافة.

عرف عن هذا الحيوان قوة صبره وتحمله، فهو قادر على قطع أكثر من مائة وخمسون كيلومترا بحثا عن مياه الامطار، علاوة على تحملها العطش والعيش بدون ماء لشهور عديدة.
                                                           ***
منذ خيوط الصباح الاولى، يبدأ الضباب الكثيف في تطويق أشجار السمر ذات الابر الشائكة، فهو يوفر كميات كبيرة من الماء تتجمع على شكل قطرات في أطراف هذه الاشجار تتغذى عليه حيوانات الجدة التي يشح فيها وجود الماء.
                                                        ***
تم إنشاء محمية المها العربية في عام 199لحماية المها والحيوانات الأخرى المهددة بالانقراض في، وتضم المحمية نماذج متعددة من أشكال الحياة الفطرية كالغزال البري والوشق والقنفذ والكثير من الزواحف.

                                                          ***
هذا القنفذ الاثيوبي يسعى جاهدا  للبحث عن طعام له من الحشرات والديدان، مستعينا بقدميه الصغيرتين وجسمه الشوكي الذي يتحول الى كرة من الابر عندما تتم مهاجمته.
                                                           ***
بالقرب من موطن المها، يتشارك الوشق هذا المكان. فمنطقة نفوذه لا يسمح لأحد أن يشاركه إياها حتى وان كانت أرنب بري.

مشهد الوشق وهو يتأمل الدخلاء على مملكته، تجعله يفكر في الدخول في مطاردة قد تعود عليه بوجبة دسمة يسد بها جوع يومه..

وتبدأ المطاردة.. أرنب بري حذر سريع الجري ومن خلفه وشق أسرع منه .. ولكن يبدو أن الارنب يستطيع هذه المرة الفرار من غريمه.

وفيما ينشغل ذكر الوشق بمطاردة الارنب ، تحاول انثاه الهرب من هذا الغراب المزعج الذي يطاردها أينما ذهبت.

                                                                      ***
تشير اصابع الاتهام في افتراس هذا الضب الشوكي خارج جحره إلى غرير العسل، الذي يفترس كل ما يصادفه أمامه من السحالي والحشرات والطيور والنباتاتوكما يشير اسمه فان غذائه المفضل هي خلايا عسل النحل البري.
قصة افتراس غرير العسل هذا للضب تتمثل في حاستي السمع والشم القويتين اللتان يملكهما هذا الحيوان، والتي تمكنه من تحديد أماكن تواجده ومهاجمته داخل جحره.
                                                                      ***

تتنافس الثعالب مع بعضها البعض في البحث عن الطعام. ونرى هنا كيف أن هذين الثعلبين وهما من فصيلة الثعالب الرملية يمشطان هذه المنطقة الجبلية الوعرة بحثا عن غذاء لهما من الحشرات أو القوارض حتى وان كانت داخل أحد الجحور، فالثعالب غالبا ما تتغذى على الحشرات وصغار السلاحف عندما لا تجد ما تأكله من اللحوم الحية.

وجبة دسمة ربما تكون عبارة عن طائر صغير أوحيوان زاحف حصل عليها هذا النسر، فيحاول الثعلب مقاسمته اياها فتتشتعل المنافسة بينهما، فكلاهما متمسك بحقه في الحصول على هذه الوليمة التي لا تكفي الا لشخص واحد فقط.
                                                                      ***
حيوان بري آخر يتخذ من الاحراش والاشجار ملاذا له، مشيته تدل على أنه حيوان مفترس كبير، لكنه في الواقع قط بري يستوطن مناطق الاودية والمناطق الصخرية.   
يتميز القط البري بلون فرائه الرمادي الكث وعينيه الصغيرتين وحجمه الكبير، وهو يختلف عن أخيه القط الرملي الذي يمكن تمييزه ببعض الخطوط على ظهره وهو يفضل العيش في المناطق الرملية والصحراوية.
                                                           ***
يمكن مشاهدة الغزال العربي في مجموعات صغيرة وهو يمرح في سهول محمية المها، وتعيش هذه المجموعات في أسر مكونة من الذكر والانثى وأطفالهما الصغار. 

تقتات هذه الاسرة الصغيرة على أشجار السمر المنتشرة في جنبات هذه المنطقة.

يعرف عن الغزال العربي خفته ورشاقته في القفز والركض عندما شعوره بوجود خطر محدق به.
                                                       
تبحث الام عن أطفالها الصغار، ويبدو الصغير في هذه الصحراء الشاسعة وحيدا وقلقا من غياب أمه، إلا ان ظهور الام يدخل الطمأنينة على قلب الصغير فيقفز فرحا لرؤيتها.

تحاول الام حماية أطفالها من الحيوانات الجائعة فتحملهم بعيدا عن أعين الدخلاء، إلى أن يصفو الجو من المخاطر.
                                                        ***

إنثى السلحفاة هذه وقع اختيارها على هذا الشاطىء الرملي المنبسط في منطقة رأس الحد ليكون مهدا وحاضنا لاطفالها.

تضع الانثى بيضها والتي تصل إلى مائة بيضة في المرة الواحدة في حفرة تحفرها بنفسها فيما ينتظرها الذكر داخل البحر حيث لا تسمح له قوانين الطبيعة بالخروج الى اليابسة.

تحاول هذه المخلوقات الصغيرة العيش بأمان جنبا الى جنب مع باقي مخلوقات البحر، فهي تنشغل طوال اليوم في السعي وراء جمع قوتها، حيث ينطلق كل فرد منها في طريق يلتقي بعدها الكل في نقطة تجمع لاقتسام ما عثروا عليه.

بعد أن أطمئنت الام الى أن أولادها سيكونون بمنأى عن المتطفلين والجوعى من الحيوانات المفترسة، ترجع قافلة الى ذكرها الذي ينتظرها لتبدأ رحلة جديدة من البحث عن شاطىء هادىء كهذا لتعشش فيه، وتبدأ من جديد عملية التزاوج، حيث تتمتع السلاحف بحياة طويلة تستمر الى مائة عام.

                                                        ***
هذا البحر كان يغطي كل هذه المنطقة الواقعة في داخلية عمان، ويدلل على ذلك هذه الصور التي تحكي تاريخ المنطقة من أنها كانت مغمورة بالمياه منذ أزمان ساحقة.   

من هذه الصور يمكننا تمييز بقايا حيوانات وأصداف بحرية ومحارات وشعب مرجانية تحجرت داخل الصخور الصماء في هذا الوادي الذي يفتقر اليوم الى أدنى مقومات الحياة ويفتقر أيضا الى قطرة ماء.

يرجع علماء الجيولوجياء ظهور الجبال هذه إلى ملايين السنين، وبسبب تحرك عمان مع بقية الصفائح القارية وانتقالها من موقع إلى اخر عبر ملايين السنين، تنوع المناخ فيها، وساعد ذلك على ظهور الكائنات الحية مثل هذه الاشكال التي نحتتها الطبيعة على هيئة حيوانات برية وبحرية عندما كانت مياه البحر تغمر هذه الاجزاء. 
                                                        ***
تحاول هؤلا البنات إختلاس النظر إلى هذا الورل الصحراوي، أكبر السحالي في شبه الجزيرة العربية.

يتغذى الورل على جيرانه من الزواحف والقوارض ويتعمد دخول الجحور بحثا عن فريسه سهلة يأكلها.

عند شعوره بالخطر يلجأ إلى الجري السريع باستخدام أطرافه وقوائمه، ويستخدم ذيله الطويل في الدفاع عن نفسه ضد الاعداء من البشر والحيوانات الاخرى.

                                                        ***
تتأقلم النباتات الصحراوية التي تنمو فوق الكثبان الرملية والاراضي السبخة مع ندرة وشح الامطار، فتتحمل العطش حالها حال الكثير من حيوانات وزواحف الصحراء التي يمكنها العيش بدون ماء لفترات طويلة.

                                                        ***
سحلية من نوع آخر تشبه الورل قليلا في شكلها لكنها تفضل الابتعاد عنه للنجاة بنفسها، انه الضب الذي يفضل العيش في البيئات المستوية والمفتوحة حيث يقوم بحفر جحور عميقة تغوص داخل الارض توفر له الدفء والامان.
جحور الضب تتجه غالبا لجهة المشرق، فهو يحتاج في بداية يومه إلي تسخين جسمه بأشعة الشمس قبل الانطلاق الى الخارج بحثا عن الاعشاب والنباتات.

كما يفضل الضب اعتلاء الصخور والاشجار حتى تلامس جسمه، ويمكنه ذلك من رؤية الخطر المحدق به والتعرض الى أكبر قدر ممكن من الشمس خصوصا في أيام الشتاء الباردة.

يعرف عن الضب بانه حيوان نباتي يعتمد في غذائه على الاوراق والنباتات الصغيرة التي تنمو بالقرب من جحوره، كما وأنه يتعمد عدم أكل النبته كاملة، لكنه يأكل منها قضمات صغيرة ويذهب الى نبته أخرى وهو بذلك يحافظ على الغطاء النباتي في منطقته التي يسكن فيها.

ويختلف لون الضب بحسب المنطقة التي يعيش فيها وكثافة الغطاء النباتي فيها، حيث يكون لونه رماديا في المناطق الصحراوية في حين يتغير لونه الى اللون الاخضر في المناطق الباردة.
    ***

تنفرد محافظة ظفار بتضاريس مختلفة تتوزع بين المناطق الساحلية والجبلية ومنطقة النجد والمنطقة الصحراوية. ويتميز مناخها بالاعتدال طيلة أيام السنة الا انها تتأثر بالرياح الموسمية القادمة من المحيط الهندي فيما يعرف محليا باسم الخريف".
المناطق الصحراوية من المحافظة تحتضن الكثير من نماذج الحياة الفطرية، فهي مكان مناسب للكثير من الزواحف والحيوانات البرية، علاوة على ملائمتها لنمو الكثير من النباتات البرية والطيور المهاجرة مثل طائر تمير وادي النيل ذو الالوان الزاهية ومنقاره الطويل المدبب.
يعلن التمير عن موعد قدومه للخريف بصوته العالي، وربما كان هذا كنوع من الإعلان عن الوجود حتى تتجمع التميرات الموجودة في المنطقة وتتعرف على بعضها. 
                                                        ***
خلال فصل الخريف تكتسي ظفار حلة خضراء ويهطل المطر لتبدأ دورة أخرى من الحياة للكائنات الحية.
                                                        **
عالم الليل له مخلوقاته، فزواره ينشطون مباشرة عقب اختفاء قرص الشمس، مثل ثعلب بلانفورد الذي ينتظر برودة المساء للترصد لفرائسه من القوارض والحشرات الصغيرة.
                                                                      ***
ناشط ليلي آخر يبحث عن غذاء له، انه طائر السبد الليلي أو كما يطلق عليه البعض اسم صرار الليل نسبة الى صوته الذي يشبه الصرير.
                                                                      **
زائر ليلي لا يمكن تمييز جسده الشوكي الاسود في الليل الحالك، مما يسبب له الوقوع في بعض المتاعب لا سيما مع الحيوانات الاكبر منه حجما.
يستخدم الشهيم الهندي جسده الشوكي في التخلص من أعدائه، ويتعمد غرزها في جسم خصمه ملحقا به الكثير من الاصابات.
                                                        ***
تم تسجيل أنواع كثيرة من الزواحف في السلطنة بلغ عددها أكثر من خمس وسبعين نوع من الزواحف التي تتوزع على البيئات المختلفة في مناطق السلطنة، ولعل أغرب هذه الانواع سحلية الحبينة أو كما يطلق عليها اسم الجبينة الصفراء لمقدرتها على تغيير لون جسمها.
غالبا ما يتم مشاهدة هذا النوع من السحالي وهي جاثمة على فروع الاشجار التي تتسلقها لترطيب جسمها أو تدفئته، كما تشاهد في الوديان المغطاة بالجلاميد أو على المنحدرات التلية.
ألوان ذكور هذا النوع يختلف عن ألوان أناثها، فالذكر يستطيع تغيير لونه الى الازرق في حين تحتفظ الاناث بلون جسمها الضارب الى البني ويحمل علامة برتقالية اللون.
                                                                      ***
هذه السحالي ليست الوحيدة القادرة على تغيير لون جسمها والتأقلم مع البيئة التي تعيش فيها، فالحرباء تحتل المرتبة الاولى في ذلك دون منازع، حيث عرف عنها تغييرها لالوانها بصورة تكاد تكون طبق الاصل عن المكان الذي تتواجد فيه.
وهنا في محافظة ظفار، تبدو هذه الحرباء العربية قد اتخذت اللون الاخضر جلدا لها للتمويه وخداع أعدائها، ويساعدها في ذلك عينيها الدوارتين المنتفختين غريبتي الشكل.
                                                           ***
تضم سلطنة عمان الكثير من المواطن البيئية التي توفر المكان المناسب والآمن لعيش الافاعي، فالافعى السجادية العمانية هذه تبحث عن فرائسها بين الصخور حيث تنتظر اعتدال الطقس لتبدأ البحث عن طرائدها.
يبلغ طول هذه الافعى الى 80 سنتمتر، ويبدو رأسها كبيرا ومنتفخا مقارنة بباقي الافاعي في المنطقة.
                                                        ***
هذا الفأر وهو من فصيلة الجربوع يحاول جاهدا البحث عن فتات بسيط من الاكل، لكنه يبدو خائفا وحذرا في ذات الوقت، حيث أن خطر افعى الهرة التي تترصد له يبدو قريبا جدا فيحاول بكل ما أوتي من قوة الهرب بعيدا عنها.
تتسلق هذه الافاعي الاشجار بمهارة فائقة تمكنها من اصطياد فرائسها بسهولة تامة.
                                                        ***
الافعى العربية المقرنة كما يدل أسمها قد تمتلك قرونا فوق عينيها وقد لا تمتلك، وتتخذ من الاراضي الصحراوية مأوى لها حيث تدفن جسمها كاملا داخل الرمل.
وعند شعورها بالخطر فانها تتكور حول نفسها على شكل حدوة حصان وتبدأ في تحريك حراشفها لاصدار صوت هسيس مرتفع.
                                                        ***
حدة البصر لدى أفعى الرمال يساعدها على اكتشاف تحرك فرائسها، فتنقض عليهم بسرعة البرق فهي من أسرع الافاعي في شبه الجزيرة العربية.
                                                        ***
رقصة هذه الافعي تشبه الى حد كبير رقصة الكوبرا ، فأفعى منشارية الحراشف تقوم بتحريك جسمها بما يشبه الرقصوتعيش هذه الافعى بالقرب من بيئات الانسان فهي تفضل العيش في البساتين والمزارع للاستفادة من مخلفات الانسان.
                                        ***
هذه الافعى النفاخة تعد الاشرس بين الافاعيفسرعة انقضاضها على فرائسها وقوة صوتها المرتفع الذي يشبه الهسيس يجعل الكثير من الكائنات تهابها وتحسب لها ألف حساب.
                                            ***    
لضمان أن تبقى بلادنا غنية بجمالها الطبيعي، يجب علينا ضمان توفير الحماية الكافية لموائل الحياة الفطرية في الارض التي نعيش عليها وحماية النظم البيئية القائمة عليها فالحفاظ على البيئة مسؤولية الجميع..




تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رسالة على ورق

      تختزن ذاكرتي بعض الصور القديمة عن مجلة أطفال كنت اشتريها كلما سنحت لي فرصة زيارة مدينة أكبر من قريتي، لم ترسخ في ذاكرتي قصص تلك المجلة ولا رسوماتها، فما رسخ وتسرب الى قاع عقلي هي صور الصغار التي كانت تزين الصفحات الداخلية لتلك المجلة، وكنت أتمنى لو أنه في يوم من الايام كانت صورتي وأنا مبتسم على إحدى تلك الصفحات وأكتب عن هوايتي بأنها " المراسلة"، فأبدأ في رسم صورة الكم الكبير الهائل من الرسائل التي تصلني عبر البريد من أصدقاء افتراضيين من كل العالم ومن كل الجنسيات ومن كل الاجناس يكتبون لي عن أنفسهم واسرتهم وأماكن اقامتهم وهواياتهم وأكتب أنا اليهم عن صور خيالية عما كنت أحلم به من حياة غير حقيقية لم تكن قريتي الصغيرة قادرة على توفيرها لي. أذكر أنني كتبت عن نفسي لاهلي في سن متأخرة بعدما خرجت من الجامعة وأكملت تعليما عاليا في دولة متقدمة في مجال البريد، كنت أرسل صوري التي أتباهي بها الى اسرتي وفي الخلف تعليق طريف على ذلك المشهد، كنت أستمتع بوضع تلك الصور في مظروف والذهاب الى مكتب البريد في الجهة المقابلة لمكان الاقامة، ولم يكن الرد ليأتي برسائل كالتي أرسلها وإنما برس

زوايا منفرجة

سأستعير مصطلح الزاوية المنفرجة والتي يعرفها علماء الحساب والرياضيات بأنها الزاوية التي يكون قياسها أكبر من تسعين درجة أي أنها زاوية ليست بالمستقيمة ولا بالمعتدلة فهي قد أعطت لنفسها الحق في التوسع والامتداد مخالفة للقاعدة الرياضية والطبيعية التي تقول أن كل شيىء يجب أن يكون مستقيما لا يحيد عن سنن وقوانين الطبيعة، وبعيدا عن هذه المقدمة الرياضية فإن مقالي هذا يتحدث عن جانب اداري بحت يتعلق برغبة بعض مؤسسات الدولة في التوسع في اختصاصاتها على حساب اختصاصات مؤسسات أخرى لها كياناتها القانونية والتشريعية والمؤسسية، وهو ما يسمى في عرف الاداريين بالتداخل في الاختصاصات بين الجهات المختلفة. لدينا عديد من الامثلة على حصول ذلك التداخل تبدأ من قلب كيانات الدولة ذاتها حيث تتداخل اختصاصات دوائرها وأقسامها المختلفة فتبدأ في التنازع والتخاصم والتشاكي والتباكي على ما كان يوما من الايام من اختصاص أساسي بنص القانون والدستور من صميم عمل قسم أو دائرة ليذهب بجرة قلم الى مكان آخر ربما عن قناعة من صاحب القلم بأن صلاحية ذلك الآخر شارفت على الانتهاء مما كان يشرف عليه وحان الوقت لطباعة تاريخ صلاحية ج

إجازة

صديق من الصين الشعبية التقيته بعد انتهاء عسل الإجازة السنوية سألني عن عدد أيام الإجازة السنوية التي يستحقها الموظف العامل في المؤسسة الحكومية في السلطنة فقلت له ببساطة شديدة هي تختلف باختلاف الدرجات والمسميات لكنها في الأغلب لا تقل عن شهر كامل، جحظت عيناه الصغيرتان أصلا من صدمة ما قلت فردد من خلفي شهر كامل؟ قلت نعم وهذا لصغار الموظفين فما بالك بكبارهم! فأردفت على جوابي سؤال له عن أيام إجازاتهم الصينية السنوية فأجاب بصوت خافت لا يكاد يسمع: هي لا تزيد عن العشرة أيام، فانتقلت الدهشة منه إليَّ فقلت بشيء من الانفعال عشرة أيام فقط! هذه لا تكفي حتى للذهاب إلى فنجاء التي هي قريبة من مسقط. زاد هذا اللقاء من شغفي للبحث في الإجازات السنوية للأمم والشعوب والقبائل فوجدت العجب في ذلك، فبعض الدول لا تقر قوانينها الحصول على أيام إجازة سنوية مدفوعة الأجر وأن رغب الموظف بذلك فسيتم خصمها من رصيده المالي كما تفعل ذلك الولايات المتحدة المتقدمة في كل شيء إلا في نسبة حصول موظفيها على إجازاتهم، حيث ينظر رب العمل والموظف ذاته في تلك البلاد القاصية إلى الإجازة على أنها ترف زائد لا داعيَ له ومن يسرف في التمتع