التخطي إلى المحتوى الرئيسي

أفضل وظيفة في العالم


"هل لديكم مهارات عالية في مجالي الاسمرار والاسترخاء؟ هل تحبون التنزه على شواطئ من الرمل الابيض وتتقاضون في المقابل راتبا مرتفعا؟

هذه هي الشروط التي ينبغي توافرها فيمن يحب أن يشغل "أفضل وظيفة في العالم" والتي أعلنت عنها شركة " كوينزلاند للسياحة" التابعة لمقاطعة كوينزلاند الاسترالية ورصدت لمن يفوز بها راتب يصل الى مائة ألف دولار والعيش في جزيرة الاحلام.

نظرت الى نفسي فوجدتني أمتلك هذه الشروط وأكثر منها بكثير فأنا علاوة على تلك الشروط فأنا أمتلك مهارات عالية في المشي الطويل على شاطىء البحر والسباحة واطعام الاسماك وقضاء وقتي بأكمله مستقليا على جزيرة الاحلام.

كثيرون هم من نافسوني على شغل هذه الوظيفة وصل عددهم الى اربعة وثلاثين ألف شخص من مائتي بلد في العالم، ويقف على رأس هؤلا المتقدمين زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن الذي بعث بطلبه الى سلطات كوينزلاند لشغل هذه الوظيفة لانه كما يبدو قد تعب من عمله الحالي كزعيم لأكبر وأخطر تنظيم في العالم، فهو كما يقول في طلبه بانه يرغب في الحصول على تلك الوظيفة والابتعاد عن البشر ومشاكلهم في جزيرة معزولة عن العالم لا يشاركه فيها الا الحيتان والدلافين والاسماك الصغيرة.

البريطاني بن ساوثهال والذي يعمل في جمع تبرعات لمؤسسة خيرية بريطانية هو من حالفه الحظ بالفوز بهذه الوظيفة وحظي على اقامة لمدة ستة أشهر في تلك الجزيرة الحالمة مقابل راتب مغر وبيت كبير يحتوي على ثلاث غرف نوم يقع على احدى سواحل الجزيرة، وهو مزود ببركة سباحة وميدان للعب الجولف.

ينتهي عقد البريطاني الفائز بهذه الوظيفة هذا الشهر، وستدور الدائرة مرة أخرى وسأسجل أسمي مرة أخرى للالتحاق بهذه الوظيفة عل وعسى أن يحالفني الحظ هذه المرة وأفوز بأفضل وظيفة في العالم وبراتب مغر بدل الوظيفة الحالية التي أقوم بها وتأخذ مني الجهد الكبير في التركيز والكتابة واستقبال المراجعين وغيرها من الهموم اليومية التي يعانيها الموظف، كما وانني سأتخلى عن راتبي في وظيفتي الحالية وأتبرع به لمؤسسة خيرية كما فعل البريطاني الفائز أملا بالفوز بألاف الدولارات شهريا من وظيفتي المستقبلية.

تبدو هذه الحملة في ظاهرها تشجيع للناس على عدم الانغماس الكلي في أعمالهم، لكن هدفها الحقيقي هي جمع الارباح المادية من الدعاية السياحية، حيث استطاعت هذه الحملة من جمع أرباح قدرت بقيمة مائة مليون دولار، وكما قال القائمون عليها فان حملتهم تهدف الى الترويج والتوعية لحماية البيئة.

قبل يومين وتحديدا في الثامن من يناير أحتفلت السلطنة بيوم البيئة العماني بعدد من الفعاليات منها اقامة ندوات بيئية والمشاركة في معرض عمان للبيئة ( جلف أيكو) واقامة حملات لتنظيف الشعب المرجانية وغيرها من الفعاليات التي تتكرر كل عام نحتفل فيه بيوم البيئة العماني.

لكن فكرة أفضل وظيفة في العالم تبقى فكرة خلاقة لجلب الاهتمام العالمي بالبيئة لا سيما عقب تسييس البيئة وبحث قضاياها في مؤتمرات دولية يشارك فيها القادة وصناع القرار فنحن دائما بحاجة الى أفكار خلاقة للارتقاء بالعمل البيئي في بلادنا.

وان تم الاعلان عن "أفضل وظيفة في السلطنة" تشابه الوظيفة السابقة فسأكون أنا أول المتقدمين لها.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رسالة على ورق

      تختزن ذاكرتي بعض الصور القديمة عن مجلة أطفال كنت اشتريها كلما سنحت لي فرصة زيارة مدينة أكبر من قريتي، لم ترسخ في ذاكرتي قصص تلك المجلة ولا رسوماتها، فما رسخ وتسرب الى قاع عقلي هي صور الصغار التي كانت تزين الصفحات الداخلية لتلك المجلة، وكنت أتمنى لو أنه في يوم من الايام كانت صورتي وأنا مبتسم على إحدى تلك الصفحات وأكتب عن هوايتي بأنها " المراسلة"، فأبدأ في رسم صورة الكم الكبير الهائل من الرسائل التي تصلني عبر البريد من أصدقاء افتراضيين من كل العالم ومن كل الجنسيات ومن كل الاجناس يكتبون لي عن أنفسهم واسرتهم وأماكن اقامتهم وهواياتهم وأكتب أنا اليهم عن صور خيالية عما كنت أحلم به من حياة غير حقيقية لم تكن قريتي الصغيرة قادرة على توفيرها لي. أذكر أنني كتبت عن نفسي لاهلي في سن متأخرة بعدما خرجت من الجامعة وأكملت تعليما عاليا في دولة متقدمة في مجال البريد، كنت أرسل صوري التي أتباهي بها الى اسرتي وفي الخلف تعليق طريف على ذلك المشهد، كنت أستمتع بوضع تلك الصور في مظروف والذهاب الى مكتب البريد في الجهة المقابلة لمكان الاقامة، ولم يكن الرد ليأتي برسائل كالتي أرسلها وإنما برس

زوايا منفرجة

سأستعير مصطلح الزاوية المنفرجة والتي يعرفها علماء الحساب والرياضيات بأنها الزاوية التي يكون قياسها أكبر من تسعين درجة أي أنها زاوية ليست بالمستقيمة ولا بالمعتدلة فهي قد أعطت لنفسها الحق في التوسع والامتداد مخالفة للقاعدة الرياضية والطبيعية التي تقول أن كل شيىء يجب أن يكون مستقيما لا يحيد عن سنن وقوانين الطبيعة، وبعيدا عن هذه المقدمة الرياضية فإن مقالي هذا يتحدث عن جانب اداري بحت يتعلق برغبة بعض مؤسسات الدولة في التوسع في اختصاصاتها على حساب اختصاصات مؤسسات أخرى لها كياناتها القانونية والتشريعية والمؤسسية، وهو ما يسمى في عرف الاداريين بالتداخل في الاختصاصات بين الجهات المختلفة. لدينا عديد من الامثلة على حصول ذلك التداخل تبدأ من قلب كيانات الدولة ذاتها حيث تتداخل اختصاصات دوائرها وأقسامها المختلفة فتبدأ في التنازع والتخاصم والتشاكي والتباكي على ما كان يوما من الايام من اختصاص أساسي بنص القانون والدستور من صميم عمل قسم أو دائرة ليذهب بجرة قلم الى مكان آخر ربما عن قناعة من صاحب القلم بأن صلاحية ذلك الآخر شارفت على الانتهاء مما كان يشرف عليه وحان الوقت لطباعة تاريخ صلاحية ج

إجازة

صديق من الصين الشعبية التقيته بعد انتهاء عسل الإجازة السنوية سألني عن عدد أيام الإجازة السنوية التي يستحقها الموظف العامل في المؤسسة الحكومية في السلطنة فقلت له ببساطة شديدة هي تختلف باختلاف الدرجات والمسميات لكنها في الأغلب لا تقل عن شهر كامل، جحظت عيناه الصغيرتان أصلا من صدمة ما قلت فردد من خلفي شهر كامل؟ قلت نعم وهذا لصغار الموظفين فما بالك بكبارهم! فأردفت على جوابي سؤال له عن أيام إجازاتهم الصينية السنوية فأجاب بصوت خافت لا يكاد يسمع: هي لا تزيد عن العشرة أيام، فانتقلت الدهشة منه إليَّ فقلت بشيء من الانفعال عشرة أيام فقط! هذه لا تكفي حتى للذهاب إلى فنجاء التي هي قريبة من مسقط. زاد هذا اللقاء من شغفي للبحث في الإجازات السنوية للأمم والشعوب والقبائل فوجدت العجب في ذلك، فبعض الدول لا تقر قوانينها الحصول على أيام إجازة سنوية مدفوعة الأجر وأن رغب الموظف بذلك فسيتم خصمها من رصيده المالي كما تفعل ذلك الولايات المتحدة المتقدمة في كل شيء إلا في نسبة حصول موظفيها على إجازاتهم، حيث ينظر رب العمل والموظف ذاته في تلك البلاد القاصية إلى الإجازة على أنها ترف زائد لا داعيَ له ومن يسرف في التمتع