حياد البي بي سي
الضجة الاعلامية التي أثيرت الاسبوع المنصرم حول قناة بي بي سي العريقة ورفضها بث نداءت تبرع لصالح أطفال غزة خدمت الموضوع أكثر مما أضرته فلو أن بي بي سي وافقت على نشر الاعلان حالها حال غيرها من القنوات والصحف والاذاعات لمر هذا النداء مرور الكرام ولما شد انتباه الكثير من الناس لكن موقف القناة العريقة التي يفضلها الكثير من العرب ويعتبرها رمزا للحياد والموضوعية جلب الكثير من الانظار اليها وجعل الناس يتسائلون عن ما هو هذا النداء والاعلان الذي رفضت بي بي سي بثه لمشاهديها ومستمعيها وما هي دلالات ومضامين هذا النداء الذي جلب كل هذه الضجة الاعلامية وأثار حفيظة عدد من المحتجين البريطانين اللذين قاموا بالتظاهر أمام مبنى البي بي سي وحرق بطاقات اشتراكهم تعبيرا عن احتجاجهم على ما قامت به قناتهم المفضلة من تصرف لا يفسر الا كونه انحياز وليس حياد الى دولة ضد أخرى.
التبرير الوحيد الذي ساقته بي بي سي للتعليق على وقفها بث نداء لجنة الكوارث الدولية لجمع التبرعات لاطفال غزة من أن قرارها جاء لحماية ثقة الجمهور بحيادية تغطياتها وانها لم تتخذ هذا القرار بمفردها بل بالاتفاق مع وسائل اعلامية بريطانية أخرى.
بالنظر الى تاريخ البي بي سي التي انطلق بثها كاذاعة أجنبية بصوت عربي موجهة الى الجمهور العربي من المحيط الى الخليج في العام 1938 والتي احتفظت بصدارة عدد مستمعيها العرب التي كان يطربهم سماع كلمة " هنا لندن" ودقات ساعة برج لندن الشهير "بج بن" ليعلن عن مواعيد نشرات الاخبار واطلاقها في مارس 2008 قناة تلفويونية اخبارية ناطقة بالعربية لمستمعيها اللذين يفضلون التلفزيون على الاذاعة لتؤكد على حيادها موضوعيتها مرة أخرى حيث يقول القائمون على هذه المحطة "أن حيادها كمؤسسة إعلامية هو نتيجة لعدم تلقيها أي دعم حكومي لا من الحكومة البريطانية ولا من حكومة اخرى بل إن تمويلها الضخم بشكبة قنواتها التلفزيونية الفضائية والمحلية والإذاعات التي تديرها يأتي بشكل مباشر من المواطن البريطاني ومن خلال الضرائب التي تضعها الدولة على كل جهاز تلفاز في بريطانيا الذي في حال إمتلاكه على مالكه أن يدفع ضريبة سنوية تجمعها الحكومة البريطانية لتشكّل ميزانية عتيدة تذهب لتمويل البي بي سي بفروعها المختلفة" وهي بذلك تحترم هذا المواطن دافع الضرائب وتحترم حياده وموضوعيته.
قد تكون هذه هي المرة الاولى التي تمتنع فيها بي بي سي عن بث مناشدة انسانية لصالح غزة وأطفالها موجهة من لجنة الطوارئ الخاصة بالكوارث المؤلفة من 13 وكالة إغاثة دولية فقد قامت في السابق ببث مناشدة لجلب تبرعات للمتضررين من اعصار تسونامي وبثت اعلانات لتبرعات لاطفال دارفور.
فعلت بي بي سي خيرا بعدم بثها هذه المناشدة الانسانية حتى يعرف جمهور يبدأ الجمهور العربي في البحث عن محطة أخرى غير "هنا لندن" .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تعليقات