قد أتفق كثيرا مع هذه الدراسة من أن يشاهد التلفزيون ومن يعمل فيه أكثر الناس تعاسة فهم لا يستمتعون بأوقاتهم كباقي الناس ولا يقضون أوقاتا أكبر مع أسرهم كون الأسرة الأولى وهي التلفزيون تأخذ الوقت الأكبر من حياتهم وكونهم أول الناس تعرضا للأخبار السيئة والحروب والكوارث وما غم من الأخبار والتقارير.
أذهلني أن الدراسة الأنفة الذكر استمرت لمدة ثلاثين عاما عكف خلالها فريق من الباحثين على دراسة عينة من الأشخاص بلغت ثلاثين ألف شخص وطلب من الأفراد المشاركين التعبير عن مشاعرهم عند القيام بنشاط ما، وتدوين ذلك بشكل يومي، وفي نهاية الثلاثين عاما خرجت الدراسة لتقول أن الأشخاص الذين وصفوا أنفسهم بأنهم سعداء، كانوا يمارسون الأنشطة الاجتماعية،ويستمتعون بإجازاتهم ويقضون فترات أطول مع أسرهم ويقرؤون الصحف أكثر من الآخرين، فيما كان الأشخاص الذين اعتبروا أنفسهم غير سعداء يشاهدون برامج التلفزيون بشكل أكبر مقارنة مع غيرهم، وبنسبة بلغت عشرين في المائة، حيث تبين أنهم اعتمدوا على مشاهدة التلفزيون كنشاط رئيس يقومون به في أوقات فراغهم وفي أوقات شغلهم.
لا أدري لماذا أمضى الباحثون ثلاثون عاما لإثبات هذه النظرية التي لا يحتاج فيها من يشاهد التلفزيون ويعمل فيه سوى لعام واحد فقط ليعي ويفهم أن ما يقوم به من عمل لا يجلب له الكثير من السعادة مقارنة بنظرائه الآخرين من الموظفين السعداء الذين ما أن ينهي الشخص منهم ساعات دوامه وتدق الساعة معلنة موعد الانصراف إلا قام وأخرج مفتاح سيارته معلنا بدء فصل آخر من يومه أكثر سعادة.
الإدمان على مشاهدة التلفزيون لا يجلب التعاسة فقط بل يجلب الكثير من الأمراض التي حذر منها الأطباء فكثير من الأمراض لا تصيب إلا من ابتلاه الله بمشاهدة التلفزيون منها ضعف النظر والبدانة والبلوغ والشيخوخة المبكرتين والإصابة بمرض التوحد وغيرها من الأمراض التي تنخر في جسد مدمن التلفزيون حسبما أشارت بعض الدراسات الطبية.
نسأل الله أن يعافينا من شرور الأمراض التي تصيب المدمن على التلفزيون ونسأله في أيام الحج الأكبر أن يغفر لنا ذنوبنا ويتقبل توباتنا ويجعلنا من السعداء.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تعليقات