لم أتمكن من ضبط عقارب إجازة أبنائي النصف سنوية مع إجازتي فكل منا يدور في فلك تشابك الإجازات وتعقدها حتى غدا التفكير في إجازة عائلية شتوية ضربا من ضروب المستحيل وغاية من الصعوبة إدراكها مع تشرذم الإجازات وتقطعها بين إجازات قطاعات التعليم العام وقطاعات التعليم الخاص وإجازات الكليات والجامعات العامة والكليات والجامعات الخاصة.
توحيد إجازة منتصف العام الشتوية مطلب عائلي تنشده كثير من الأسر والعوائل التي تجد فيها فسحة من صخب الكتب والدراسة والعمل وصخب الحياة وضجيجها وفرصة للابتعاد عن زحمة الحياة اليومية ولهاثات الشارع والطريق ووسيلة لتجديد الدماء والاستراحة والسياحة في كثير من الأماكن التي لا تصلح فيها السياحة إلا في الشتاء وعديد من الفوائد، غير أن تعارض إجازات المدارس والجامعات وتفرقها واختلافها من نظام تعليمي إلى آخر جعل من مسألة توحيد الإجازات أمرا ملحا وضروريا.
كما بدا لي من خلال البحث القصير الذي قمت به على بعض أنظمة إجازات الطلبة في المستويات الدنيا والعليا في بعض الدول القريبة منا والبعيدة أنها لا تعاني كثيرا من مسألة توحيد الإجازة للطلبة والمدرسين فغالبا ما تبدأ الإجازة النصفية قبيل نهاية العام وبداية العام الميلادي الجديد أي مع حلول السنة الميلادية الجديدة إضافة إلى أن نظام هذه الإجازات لا يزيد عن الأسبوعين فقط مع إعطاء فرصة للطالب للتمتع بإجازات قصيرة خلال الفصلين الدراسيين أو الثلاثة فصول دراسية المعتمدة في النظام التعليمي.
يمكن تفهم أن الوضع ليس بتلك السهولة التي يمكنني تصورها وطرحها في هذا العمود فاختلاف أنواع المدارس وأشكالها وأحجامها وجنسياتها وأنظمة تعليمها ابتداء من صفوف الروضة حتى الصفوف العليا في الكليات والجامعات الحكومية والخاصة، اختلاف هذه التصنيفات للمدارس عقد من أمر توحيد الإجازات لا سيما الإجازة الشتوية والصيفية، غير أنني أقول بأنه ليس من الصعوبة بمكان الالتقاء في طريق وسط بين الجميع يفضي إلى تفاهم ييسر على الأسر وأولياء الأمور والطلبة لا سيما وأن جميع أنظمة التعليم في سلطنة عمان أما أن تكون مظلة وزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي أو أن تكون تحت الإشراف المباشر لهما وهذا أمر يمكن حلحلته بالتفاهم بين المؤسسات التعليمية المختلفة.
عديدة هي الفوائد التي يمكن أن تعود على المجتمع أن توحدت الإجازة لا سيما في الأسر الممتدة التي يتفرق فيها الأبناء بين مؤسسات التعليم المختلفة، وفيها يمكن لمؤسسات الدولة المختلفة التخطيط لتنفيذ بعض الملتقيات والمهرجانات والأنشطة والفعاليات السياحية والرياضية والترفيهية فإجازة الشتاء وإن كانت قصيرة لكنها تعد فرصة ذهبية لصناعة سياحة عائلية شتوية يمكن التخطيط لها مسبقا والاستفادة منها في الجوانب الاقتصادية والاجتماعية للفرد وللمجتمع وللدولة ومؤسساتها وتسهم في تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة التي يمكن أن تجد لها موطئ قدم إن توحدت هذه الإجازة في أيام معلومة.
تعليقات