" وقع حادث تصادم بين حافلة مدرسية ومركبة بولاية بركاء، وقد أدى الحادث إلى إصابة ثمانية عشر شخصًا. وأفاد مصدر مسئول بمركز شرطة المصنعة بأن الحادث نتج عنه إصابة طالب واحد وسائق المركبة الأخرى بإصابة متوسطة وإصابة أربعة عشر طالبًا وطالبة ومعلمة واحدة وسائق الحافلة بإصابات خفيفة".
طبعا هذا الحادث ليس الأول لحافلة مدرسية ولن يكون الأخير فهذا المسلسل لا يزال مستمرا ولن تقترب حلقته من النهاية ما لم يتم إصلاح ومعالجة نظام النقل في المدارس التابع لوزارة التربية والتعليم حيث إنها الجهة التي تشرف وتنظم عملية نقل الطلبة من بيوتهم إلى المدارس.
دائما ما يتصادف ذهابي إلى عملي في ساعات الصباح الباكر مع انتشار حافلات المدارس التي تقل الطلبة من تجمعاتهم السكنية، ولك أن ترى أشكال وألوان تلك الحافلات فمنها الأبيض والأسود ومنها الصغير والكبير ومنها الشاب ومنها ما شارف على التقاعد والكثير منها يتشابه إلى حد بعيد مع الحافلات المخصصة لنقل عمال البناء والشوارع من كونها تفتقر إلى أبسط سبل الأمن والسلامة المرورية هذا فضلا عن افتقارها إلى أجهزة التكييف والكراسي المريحة للجلوس.
تستغرب حقا كيف أن هذه الحافلات لا تزال والى اليوم تمشي في الشوارع ولديها تصريح من وزارة التربية والتعليم بمزاولة العمل على الرغم من عدم وفائها باشتراطات السلامة والأمان التي يفترض أن تتوافر في الحافلات التي تقل طلبة المدارس وكأن موضوع نقل الطلبة يعتبر موضوعا ثانويا لا تعيره وزارة التربية أي اهتمام بقدر اهتمامها بالعملية التعليمية وبناء وتشييد المدارس تاركة هذا الموضوع بغير كبير اهتمام أو تركيز وبدون خطط مستقبلية لتحسينه أو تطويره.
قبل فترة حكى لي زميل أن ابنته التي تدرس في الصف السادس الابتدائي قد لطف بها قدر الله من موت محقق بعد أن داستها إطارات حافلة المدرسة التي نزلت منها متوجهة إلى صفها، ويسرد لي هذا الزميل كيف كان وقع هذا الخبر عليه وعلى عائلته ومدى معاناته التي لا يزال يعانيها إلى اليوم من جراء إهمال سائق الحافلة الذي لم يراع مرور الأطفال من أمام الحافلة.
تنظيم هذا الموضوع بسيط جدا فيمكن إسناده إلى شركة متخصصة في مجال النقل تطبق عليها اشتراطات صارمة للأمن والسلامة وتخصص لها مواقف أمام المدارس ويمكن استيعاب سائقي ومالكي الحافلات الحالية في الشركة الجديدة حتى يطمئن الجميع على سلامة الطلبة وضمان سلامة الطريق.
نتمنى أن يشعر كل أولياء الأمور باطمئنان كبير وهم يودعون أطفالهم كل صباح متوجهين إلى مدارسهم بدلا من القلق اليومي الذي يصاحب نقل الطلبة في كل صباح.
تعليقات