مذ عرفته وهو دائم الشكوى بأن ليس لديه الوقت الكافي لعمل الكثير من الأشياء، فعمله الذي يبدأه منذ أول خيوط الصباح لا ينتهي به إلا في أعقاب منتصف الليل وان وجد فسحة بسيطة من الوقت بين الصباح والمساء فهو يستغلها في قيلولة أو نوم العصر حتى يستعيد نشاطه الليلي في العمل.
هكذا هي حياته وهكذا هو مؤمن بأن عمله يتطلب منه هذا الكم من الجهد وهذا الكم من التضحيات موقنا بأن ما يفعله اليوم من عمل سوف يجني نتائجه غدا أو في القريب العاجل.
أمثال هذا الرجل كثر في حياتنا ممن يؤمنون أو بالأصح يظنون أن العمل منذ بدايات الفجر وحتى ساعات متأخرة من اليوم هو ما يقربهم زلفى لدى المسئول الأعلى منهم فتراهم يتبارون في إنهاك أنفسهم والبقاء في مكاتبهم – بعمل أو بغير عمل- وإيهام الآخرين بأهميتهم وان الدنيا والمجتمع بأسره سوف يخسر الكثير في حال قصر أو تغيب ساعة فقط عن مكتبه أو عمله.
التقيت صدفة بأحد هؤلاء لم ألتقه منذ سنين إلا عبر الهاتف فبدأ حواره معي مشتكيا من انه أصبح لا يرى أطفاله أو بالأحرى لا يعرف في أي فصل يدرسون ولا لأي مدرسة يذهبون كل ما عليه هو تحويل المبلغ المالي المترتب على نفقات دراستهم في المدرسة الخاصة إلى رقم حساب المدرسة نهاية كل شهر، بل زاد على ذلك بأنه لا يستطيع رؤية والديه إلا مرة في الشهر بسبب مشاغله وهو بطبيعة الحال لا يخرج في نزهات أو رحلات أو استجمام كل هذه المصطلحات حذفها من قاموسه الذي لا يحتوى إلا على كلمة واحدة فقط هي العمل والعمل وحده فقط.
نذهب نحن " العبيد الجدد" إلى إعمالنا كل صباح قبل شروق شمس الصباح ونستغرق كثير من الوقت في زحمة الشارع وما أن نصل إلى العمل حتى يبدأ في ممارسة عمله ويغوص بين المراجعين والاجتماعات والأوراق والكمبيوتر والهاتف حتى يجد أن الوقت قد أزف ولم ينجز إلا ربع ما خطط له – إن كان هنالك تخطيط من الأصل- فيضطر إلى البقاء في العمل إلى ساعات متأخرة أو العودة إليه مرة أخرى لانجاز ما عجز عن تخليصه في زحمة الموظفين والمراجعين.
كثير من مؤسسات العمل انتبهت إلى إدمان "العبيد الجدد" على العمل فابتكرت كثير من الوسائل لإبعادهم عن العمل أو لمحاكاة بيئة المنزل مثل ما فعلته جوجل مثل المطاعم المتعددة الأنواع حتى النباتية منها موجودة داخل مبنى الشركة مرورا بالمتاجر التي توفر كل شيء حتى الطلبات الخارجية إضافة إلى وجود كثير من وسائل الترفيه والتسلية وممارسة الرياضات المختلفة والاهتمام بالصحة البدنية ووجود وسائل الراحة والاستجمام والسباحة ووجود قاعات كبرى للقراءة والاجتماع وغيرها الكثير من الوسائل. كما حذت عدد من الشركات حذو جوجل في إيجاد البيئة المناسبة " للعبيد الجدد".
لنرجع قليلا إلى اصل التسمية حيث كانت الحضارات القديمة ومنها الحضارة الفرعونية تقوم على السخرة حيث يقوم الفراعنة القدماء بتسخير الناس واستعبادهم لبناء المعابد والأهرامات والقيام على خدمتها ولا يملك هذا العبد من أمره شيء فالأمر بيد سيده يوجهه أينما شاء. هذا هو حال "العبيد الجدد" لا يملك الموظف من أمره شيء فالأمر بيد سيده ورب عمله يقوم على تسخيره وتشغيله ليل نهار من دون أي كلل أو ملل.
نحن بحاجة إلى العودة قليلا إلى أنفسنا كي نشعر بذاتنا، نشعر بمسؤوليتنا تجاه أنفسنا وأسرتنا وأولادنا ومجتمعنا، نستشعر إن الله لم يخلقنا فقط للعمل ليل نهار، وإنما رسالتنا في الحياة تقوم على الموازنة في كل شيء، نعرف ربنا فنعبده ونخلص في عبادته ونعرف أسرتنا ونعطيها حقها وحق أولادنا نعرف حقوق العمل علينا فنؤديها بدون تقتير أو إسراف وكل هذا سوف يوصلنا بأذن من الله إلى الرضا والقناعة والسعادة في الدنيا وإنشاء الله في الأخرى.
هكذا هي حياته وهكذا هو مؤمن بأن عمله يتطلب منه هذا الكم من الجهد وهذا الكم من التضحيات موقنا بأن ما يفعله اليوم من عمل سوف يجني نتائجه غدا أو في القريب العاجل.
أمثال هذا الرجل كثر في حياتنا ممن يؤمنون أو بالأصح يظنون أن العمل منذ بدايات الفجر وحتى ساعات متأخرة من اليوم هو ما يقربهم زلفى لدى المسئول الأعلى منهم فتراهم يتبارون في إنهاك أنفسهم والبقاء في مكاتبهم – بعمل أو بغير عمل- وإيهام الآخرين بأهميتهم وان الدنيا والمجتمع بأسره سوف يخسر الكثير في حال قصر أو تغيب ساعة فقط عن مكتبه أو عمله.
التقيت صدفة بأحد هؤلاء لم ألتقه منذ سنين إلا عبر الهاتف فبدأ حواره معي مشتكيا من انه أصبح لا يرى أطفاله أو بالأحرى لا يعرف في أي فصل يدرسون ولا لأي مدرسة يذهبون كل ما عليه هو تحويل المبلغ المالي المترتب على نفقات دراستهم في المدرسة الخاصة إلى رقم حساب المدرسة نهاية كل شهر، بل زاد على ذلك بأنه لا يستطيع رؤية والديه إلا مرة في الشهر بسبب مشاغله وهو بطبيعة الحال لا يخرج في نزهات أو رحلات أو استجمام كل هذه المصطلحات حذفها من قاموسه الذي لا يحتوى إلا على كلمة واحدة فقط هي العمل والعمل وحده فقط.
نذهب نحن " العبيد الجدد" إلى إعمالنا كل صباح قبل شروق شمس الصباح ونستغرق كثير من الوقت في زحمة الشارع وما أن نصل إلى العمل حتى يبدأ في ممارسة عمله ويغوص بين المراجعين والاجتماعات والأوراق والكمبيوتر والهاتف حتى يجد أن الوقت قد أزف ولم ينجز إلا ربع ما خطط له – إن كان هنالك تخطيط من الأصل- فيضطر إلى البقاء في العمل إلى ساعات متأخرة أو العودة إليه مرة أخرى لانجاز ما عجز عن تخليصه في زحمة الموظفين والمراجعين.
كثير من مؤسسات العمل انتبهت إلى إدمان "العبيد الجدد" على العمل فابتكرت كثير من الوسائل لإبعادهم عن العمل أو لمحاكاة بيئة المنزل مثل ما فعلته جوجل مثل المطاعم المتعددة الأنواع حتى النباتية منها موجودة داخل مبنى الشركة مرورا بالمتاجر التي توفر كل شيء حتى الطلبات الخارجية إضافة إلى وجود كثير من وسائل الترفيه والتسلية وممارسة الرياضات المختلفة والاهتمام بالصحة البدنية ووجود وسائل الراحة والاستجمام والسباحة ووجود قاعات كبرى للقراءة والاجتماع وغيرها الكثير من الوسائل. كما حذت عدد من الشركات حذو جوجل في إيجاد البيئة المناسبة " للعبيد الجدد".
لنرجع قليلا إلى اصل التسمية حيث كانت الحضارات القديمة ومنها الحضارة الفرعونية تقوم على السخرة حيث يقوم الفراعنة القدماء بتسخير الناس واستعبادهم لبناء المعابد والأهرامات والقيام على خدمتها ولا يملك هذا العبد من أمره شيء فالأمر بيد سيده يوجهه أينما شاء. هذا هو حال "العبيد الجدد" لا يملك الموظف من أمره شيء فالأمر بيد سيده ورب عمله يقوم على تسخيره وتشغيله ليل نهار من دون أي كلل أو ملل.
نحن بحاجة إلى العودة قليلا إلى أنفسنا كي نشعر بذاتنا، نشعر بمسؤوليتنا تجاه أنفسنا وأسرتنا وأولادنا ومجتمعنا، نستشعر إن الله لم يخلقنا فقط للعمل ليل نهار، وإنما رسالتنا في الحياة تقوم على الموازنة في كل شيء، نعرف ربنا فنعبده ونخلص في عبادته ونعرف أسرتنا ونعطيها حقها وحق أولادنا نعرف حقوق العمل علينا فنؤديها بدون تقتير أو إسراف وكل هذا سوف يوصلنا بأذن من الله إلى الرضا والقناعة والسعادة في الدنيا وإنشاء الله في الأخرى.
تعليقات