كل الحقائق العلمية والبراهين تشير إلى أن الإنسان إذا وصل إلى مرحلة معينة من العمر يبدأ في فهم ما يفيده وما يضره، ويبدأ أيضا في إدراك المخاطر المحدقة به حتى قبل حدوثها. ويتطور هذا العقل كلما كبر الإنسان في السن وازدادت تجربته في الحياة وازداد تحصيله العلمي، ويمكن أن يطلق على الإنسان المتعلم " إنسان واعي" الا أنه من غير المنصف إطلاق مسمى الوعي على الإنسان المتعلم الحاصل على الشهادات العلمية فقط، بل إن الإنسان الواعي هو الإنسان المدرك لعواقب الأمور ومخاطرها ويزن كل أموره بميزان العقل والحكمة لان عقل الإنسان عبارة عن تراكمات تكتسب يوما بعد يوم. ما نراه كل يوم من تصرفات من أناس يعدهم المجتمع من المتعلمين الحاصلين على أرفع الدرجات العلمية وأرفع الوظائف والرتب العملية لا توحي بان الإنسان المتعلم أصبح مدركا لمعنى المسؤولية ومتحملا لها ولم يصل بعد إلى مرحلة الوعي التي ربما وصلها قبله إنسان مثله لم يصل إلى مرحلته في المستوى العلمي والوظيفي. ما دعاني إلى الذهاب إلى هذا الاستنتاج بعض المواقف الصادرة عن بعض الناس عندما يجلس وراء مقود سيارته حيث يطلق لها العنان لتسابق من هم بجانب...
الحياة كالقهوة حتى مع مرارتها لكننا نعشقها. كابوتشينو