يقف خلف مكتبه المحصن بأبواب زجاجية تمكنه من رؤية الطابور الذي وقف بانتظاره طمعا وطلبا لاستثناء (منه)، فكلمته كفيلة بأن يتم الافراج عن طلبك وموضوعك إن كانت إيجابا أو تكون سببا لبقائك في ضيافته ليوم أو يومين آخرين. لا يكلف في كثير من الأحيان رفع عينيه الى من يكلمه، فهو مهتم بالورقة أكثر من صاحبها، لا سيما وأن الكثير من الوجوه متشابهة ومتكررة، فهو يهتم فقط بتوزيع الاستثناءات وفق ما يشاء هو وبأمر منه. مشهد لا استطيع وصفه بأقل من كلمة " درامي" فأنا وسط ذلك الطابور الطويل الذي ينتظر استثناء (منه) وكلي أمل ورجاء أن لا أعود الى ذلك المكان مرة أخرى وأن لا أحتاج الى تكبد مشقة الترحال الطويل الى تلك الجهة ولا إلى انتظار الطابور الممل ليأتي دورك أولا في استقبال معاملتك ومن ثم طابور آخر لكي تتاح لك فرصة شرح ظرفك له يمكن بعدها أن تحصل على استثنائه إن رقت له ورق هو لحالك وشكواك وأنينك. مشهد لا يمكن أن تراه إلا هنا معنا في بلادنا وما جاورها من البلاد التي ما زالت تعيش الى اليوم على كلمة " قول تمً" لإنهاء الكثير من المعاملات وحل الخلافات والتوسط في كثير من الامور والتوصل الى تسوية ل...
الحياة كالقهوة حتى مع مرارتها لكننا نعشقها. كابوتشينو