لم يكن العام المنصرم عاما كالأعوام كالتي مرت قبله، أرهقني كثيرا هذا العام، عشت وعايشت فيه أقسى اللحظات وأحلاها، كبرت خلاله كما لم أكبر في غيره من السنين، تعلمت فيه الكثير مما لم أتعلمه في غيره من السنين، وهرمت – كما قال ذلك التونسي الفرح بثورته- كما لم أهرم في غيره من السنين. كانت سنة مرهقة بالنسبة لي - وكما أعتقد هي أيضا بالنسبة الى الكثير من البشر- ربما هي تشبه العام الذي تحدث عنه القرآن الكريم في قصة سيدنا يوسف عليه السلام بأنه "عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون". نعم اغيث الناس في عامنا المنصرم وخرجوا الى الشوارع والميادين والازقة بحثا عن أشياء كثيرة وخرجت أنا معهم أبحث عن أشيائي، وجد بعضهم ضالته وحقق بغيته ووجدت معهم بعضا من ضالتي. فرح الناس بتحقيق ما خرجوا من أجله ولكنها كانت فرحة مرهقة لم تكتمل بعد، هي بانتظار سنة أو سنوات غيرها من الاستقرار والرخاء والسلم والامن. تزلزلت عروش، وهددت عروش غيرها، تبدلت حياة، وجاءت حياة غيرها، وما ننتظره قد لا يكون افضل مما فات وقد يكون الافضل والعلم عند الله. من جلس على كرسي من سبقه لم يكن بافضل حال كما كان يح...